في ختام اجتماع هيئة مجالسها.. جامعة القدس تؤكد على استمرار دعمها للمدينة المقدسة
أوصى المؤتمرون في اجتماع هيئة مجالس جامعة القدس السنوي الثامن والعشرون المنعقد في تركيا، بضرورة دعم الاقتصاد في مدينة القدس، والقطاع الصحي، والتعليم، والشباب المقدسي، وإنشاء وحدة التخطيط البديل الحضري وتوفير الإسكان للمقدسيين، وذلك بتحالف الجهات المانحة العربية والإسلامية والدولية لحشد الدعم الملائم لهم، وكان قد شارك في الاجتماع نخبة مميزة من العلماء والباحثين الفلسطينيين ومن القدس، وشخصيات اعتبارية من دول: تركيا، الأردن، الكويت، قطر، لبنان، البحرين، الامارات.
وأوضح المؤتمرون أن جامعة القدس تنفرد عن غيرها من الجامعات الوطنية، بوجود حرم متكامل في مدينة القدس، وقد نجحت في تقديم خدماتها الأكاديمية والمجتمعية بشكل كبير، وقد طورت استراتيجياتها التشاركية لتتلاءم مع احتياجات المجتمع المقدسي، وهذا يحتاج للدعم المادي والمعنوي.
وقد جاءت توصيات الاجتماع بعد أن ناقش المؤتمرون خلال الثلاث أيام عدة جلسات متنوعة الموضوعات، حيث تناولت جلسات اليوم الأول ثلاث موضوعات رئيسية وهي القطاع الحضري والحضاري والإسكان في مدينة القدس، والقطاع الصحي في القدس الشرقية، و"قطاع التنمية والريادة" ، وفي اليوم ا لثاني من المؤتمر، تضمنت الجلسة الأولى التي كانت بعنوان: القطاع الاقتصادي والشباب، والتي ترأسها أمين عام مجلس أمناء الجامعة ومستشار رئيس الجامعة د. سعدي الكرنز، وقدم خلالها من كلية الأعمال والاقتصاد أ.د. محمود الجعفري دراسة بعنوان "تعزيز القدرة الذاتية للاقتصاد المقدسي"، هدفت إلى التقدم بتوصيات وسياسات للحد من تأثير الإجراءات الإسرائيلية التي تقف وراء تدهور أداء الاقتصاد المقدسي، وكيفية الاستثمار بالفرص المتاحة، وعبر الفيديو كونفرنس قدم مدير معهد القدس للتنافسية والاستراتيجية أ.د. إبراهيم عوض ورقته حول استراتيجية اقتصادية مقترحة لتعزيز القدرة التنافسية لمدينة القدس، وتحدثت في ورقتها عبر الفيديو كونفرنس من كلية القدس بارد ودائرة العلوم السياسية د. آمنة بدران حول "المحلاّت المغلقة في البلدة القديمة من القدس: الأسباب، والتحديات، وسبل إعادة تشغيلها".
وعن دور جامعة القدس والشباب الجامعي المقدسي في تسريع إقامة المشاريع الناشئة في ظل ما يواجهوه من تحديات، ركز الأستاذ محمد شريعة من كلية الأعمال والاقتصاد على المهارات المطلوبة لتعزيز قدرات الشباب المقدسي ومتحدثاً عن دور الجامعة في تنشيط بيئة الأعمال الريادية.
وتخلل الجلسة الثانية التي تناولت بالحديث "القطاع التعليمي" والتي ترأسها رئيس دائرة التربية الخاصة د. سعيد عوض، وتحدث فيها النائب التنفيذي لرئيس الجامعة في حرم مدينة القدس أ.د. عماد الخطيب عن "جامعة القدس بالقدس واستراتيجية التطوير المرحلية 2022 – "2025، مؤكداً أن رغم ما واجهته الجامعة من تحديات استطاعت أن تتطور وتتميز وأن تؤدي دورها المجتمعي والتعليمي.
وتمحور حديث مديرة معهد الطفل د. بعاد الخالص عن التعليم في رياض الأطفال في مدينة القدس بين الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز الانتماء مقدمةً "معهد الطفل نموذجًا".
وأبرز مدير المعهد العربي السابق د. علي أبو راس دور التعليم في القدس، آفاق وتحديات، مؤكداً أنه لا بد من وضع خطوط واضحة ومؤشرات يستدل بها إلى تطور التعليم في المدينة المقدسة.
وبين مدير دائرة أصدقاء جامعة القدس وتعزيز الموارد الأستاذ محمد جاموس المشاريع التي تقوم بها الجامعة للنهوض بواقع التعليم في القدس ومنها كفالة الطالب المقدسي.
كما وتخلل اليوم الثالث، في الجلسة الأولى الحديث عن واقع العمل الخيري والتنموي تجاه المدينة المقدسة ترأسها د. تيسير بركات عضو مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس، وتطرق المدير التنفيذي لصندوق ووقفية القدس الأستاذ طاهر الديسي إلى معاناة وتحديات المجتمع المقدسي، وتحدث مسؤول ملف فلسطين في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية الأستاذ أحمد العصا حول ضرورة توحيد جهود المؤسسات التركية لدعم القدس، وتناول عضو مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس د. صلاح بن علي في ورقته الحديث عن استراتيجيات بناء التحالفات الدولية في مجال المنح لصالح القدس، تلاه المدير التنفيذي لبرج اللقلق الأستاذ منتصر ادكيدك عارضاً فيلماً حول برج اللقلق وبرامجهم المتنوعة للمجتمع، وقدم عضو هيئة العمل الأهلي والوطني في القدس الأستاذ أحمد الصفدي عرضاً حول تمكين المؤسسات المقدسية وبناء قدراتها، وقدم مدير مؤسسة ابان المقدسية الأستاذ نور الشلبي برامج وأنشطة المؤسسة في القدس، وأوضح رئيس مؤسسة إحياء التراث الفلسطينية ميثاق الأستاذ خليل الرفاعي دور المؤسسة في حفظ الإرث المقدسي.
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان: سبل تعزيز الموارد المالية لتحقيق التمكين والتنمية في المدينة المقدسة، والتي ترأسها د. علي آل إبراهيم، حيث أوصى رئيس ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني التركي الأستاذ مازن حساسنة بأهمية تنفيذ مخرجات الاجتماع، وضرورة دعم المؤسسات المقدسية للقيام بواجبها تجاه المدينة وأهلها، كما تحدث الباحث البحريني البرفسور يوسف عبد الغفار عن ورقته حول تعزيز الشراكات بين المنظمات العاملة حول القدس في العالم، تلاهم رئيس معهد برامج التنمية الحضارية- لبنان د. عبد الحليم زيدان متحدثاً عن الاستثمار الوقفي لأجل القدس، وتطرق رئيس مجلس إدارة مركز التنمية المستدامة المحامي الأستاذ عبد الله الضيعان من الكويت إلى أفضل السبل والطرق في تحقيق التنمية المستدامة في المؤسسات العامة والخاصة في دعم واسناد مدينة القدس، واختتمت الجلسة بورقة علمية قدمها الأستاذ ناصر العالول من مؤسسة تعاون، ملقياً الضوء على دور المؤسسة في دعم القدس، وحشد الموارد.
وفي نهاية الاجتماع كرمت الجامعة المشاركين بأوراق علمية من الجامعة وخارجها، ويشار بذلك إلى انفراد جامعة القدس باجتماع هيئة مجالسها السنوي الذي يهدف إلى تعزيز المشاركة الجماعية في عملية صنع القرار ورسم السياسات ومراجعة الخطط السنوية الخاصة بالجامعة، وركز الاجتماع لهذا العام على تطوير وتعزيز الخدمات التي تقدمها الجامعة للمجتمع المقدسي وتمكينه في المدينة.