فضل صيام يوم عرفة 1443هـ/2022م
يوم عرفة1443هـ/2022م، يعد عرفة من أعظم الأيام عند الله عزوجل، وأكثرها أجرًا وثوابًا، حيث يستحب صيام هذا اليوم من المسلمين غير الحجاج، الذي يأتي مع الأيام العشر من ذي الحجة التي فضلها الله عزوجل عن سائر أيام العام، وخصَّ به اليوم التاسع الذي يكون فيه عرفة، بأجر أعظم وأكبر من باقي الأيام العشر، وهذا ما يدلل على محبة الله وسماحه وعفوه العظيم على جميع عباده المستضعفين والمؤمنين في كل مكان.
فضل صيام يوم عرفة
هو يوم الرحمات وخير يومٍ طلعت فيه الشمس، وأكثر ما يعتق فيه الناس من النار، فتشمل الحاج وغير الحاج، فأجر الله ورحمته واسعة وشاملة كل شيء، مع التأكيد أن الله عزوجل قد فضل الحاج عن غيره، اعتبارًا للزمان والمكان الذي يتوادج فيه، فالزمان عرفة، والمكان عرفات، فجمع الله له فضلي الزمان والمكان، ومن لم يستطع أن يتواجد في المكان، فله أجر الزمان في خير يومٍ طلعت فيه الشمس، فصيام هذا اليوم يكفر ذنوب وخطايا السنة السابقة والسنة الباقية، وهذا يعني أن الله عزوجل يغفر للعبد الصائم أكثر من 700يوم وليلة.
ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء في صحيح مسلم، قال الرسول:"صيام يوم عرفة، أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله".
وهناك حديث يشير إلى فضائل يوم عرفة ويؤكد أنه يوم عيد، ويوم أكمل الله فيه الدين، وأتم النعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، فعن طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا لِعُمَرَ: «إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً؛ لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيداً! فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّى لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْـ، وَأَىَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ أُنْزِلَتْ:أُنْزِلَتْ بِعَرَفَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ.قَالَ سُفْيَانُ: أَشُكُّ كَانَ يَوْمَ جُمُعَةٍ أَمْ لاَ. يَعْنِى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى» (أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما).
ويجوز للحاج أن يصوم يوم عرفة، ولكن الأفضل ألا يصمه اقتداءًا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى لا يضعفه عن العبادة في ذلك اليوم، وإذا استطاع أن يوفق بين العبادة والصيام فله أجر الصيام.
ولذلك فعلى المسلم ألا يفوت على نفسه الأجر العظيم الذي يعطيه الله إلى العبد مقابل صيام ساعات معدودة وقليلة من يوم عرفة، ثم تكفر عنك سيئات عامين، عامٌ ذهب وعامٌ آت، فإذا كان الحاج قد غفر الله له ذنوبه جميعها منذ ولادته، فالصائم يكفر عنه عامين، وهذا ما يدلل على محبة الله عزوجل وسماحه وعفوه العظيم على عباده في كل مكان.
وقوله:" مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ». رواه مسلم
حكم صيام يوم عرفة
أجمع العلماء المسلمون أن صيام يوم عرفة مستحب كغيره من النوافل، ولكن الله عزوجل خصّض هذا اليوم عن باقي النوافل بالأجر العظيم والكبير، وعليه فلا يجوز للمسلم أن ينكر على غيره ممن لم يصم يوم عرفة، وكأنه فعل منكرًا من المنكرات.