قلعة برقوق شموخ وأصالة

127-TRIAL- غزة / محمد سمير الأغا  / سوا / لا يزال شموخها يشهد لفلسطين الأصالة وعظيم الأثر ، فما زالت تقف شاهدة على معلم اثري وتطور تاريخي وحضاري وثقافي لمدينة خان يونس عبر العصور.
بشموخها تقاوم من اجل البقاء لت فتح نافذة لمعرفة الكثير عن ما في هذه البلاد .   كانت القلعة في الأصل خاناً بناها الأمير يونس بن عبد الله النورزي الداودار عام 1387 م ، 789 هـ ، بناءاً على طلب من السلطان برقوق أحد سلاطين العصر العربي الإسلامي ، لذلك ارتبط اسم مدينة خان يونس بمؤسس الخان ، فكلمة خان تعني القلعة أو السوق ، وهذا هو الشق الأول والشق الثاني يونس وهو اسم الأمير الذي بناها.
تقع قلعة برقوق في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وتبعد عن مدينة القدس حوالي 100 كم كما تبعد عن الحدود المصرية الفلسطينية مسافة 20 كم  ولو نظرنا إلي موقع القلعة الاستراتيجي الممتاز لعلمنا كم كان اختياره عبقرياً لأنها تقع في نهاية سهل وبداية صحراء بحيث لابد من وجود مكان للراحة والتزود بما يلزم .
وأشار المؤرخ الفلسطيني مازن الأغا ، إلى أن الخان الذي شيد في العصر المملوكي، مساحته  حوالي  16 دونماً  كان مربع الشكل طول ضلعه 85.5 متر،شيد ببوابة أنيقة تقع إلى الغرب، تعلو عتبها أبيات من الشعر حفرت على لوحة رخامية يحفها من أعلى أسدان متقابلان، وبني من طابقين، السفلي به غرف بإيوانات خصصت كسوق للتجار يتبادلون فيها الحديث عن بضائعهم، ومأوى مؤقت للدواب, وإلى الشرق يوجد بئر ماء يتزودون منه بما يحتاجون إليه من ماء.   أما الطابق العلوي، فيتألف من غرف أعدت كنزل ’فندق’ لمبيت التجار، إضافة لجامع ذي مئذنة أنيقة بجوار بوابة الخان عليها نقوش وكتابات داخل حجارة صغيرة مستديرة، بينما حصّن الخان بأبراج عند كل ركن من أركانه الأربعة لتحوي بداخلها حامية من العساكر.
من ناحيته، أشار الأستاذ أسعد عاشور، مدير دائرة الآثار بوزارة السياحة ، إلى أن القلعة تعرضت للتدمير والتخريب في ساف العصر ، حيث اتخذها الأتراك كقلعة حربية للدفاع عن المدينة أثناء الحرب العالمية الأولى، وقصفت من الأسطول البريطاني من داخل البحر، وتضررت المئذنة والقبة في أعلى قمتها.   وأضاف: بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1967، كان من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي إزالة وتدمير كل أثر إسلامي وعربي، وطمس المعالم التاريخية، ووضع خطة ممنهجة ومبرمجة لهدم القلعة، وإخفاء معالمها الإسلامية، 
وتابع عاشور حديثه "لم يبق من القلعة إلا الواجهة الغربية، وبرجين على أطرافها، والبوابة وبقايا المئذنة وجزء من قبة المسجد، إضافة إلى جزء من السور الجنوبي، بينما اختفت وتلاشت جميع المظاهر العمرانية الأخرى الخاصة بالقلعة".
 وشهدت الساحة الأمامية للقلعة أحداثا كبيرة، منها مجزرة عام 1956 التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي، وراح ضحيتها العشرات من أهالي خان يونس، وتحولت ساحة القلعة إلى ساحة شهيرة ومحطة جذب من قبل المؤسسات الأهلية والحكومية لإقامة المهرجانات والاحتفالات الوطنية والشعبية، وكان المكان يشهد حركة سياحية نشطة من الضفة الغربية، وأراضي 1948، إضافة إلى الأجانب، إلا أنها اليوم محاصرة، كباقي أنحاء القطاع، بسبب إغلاق المعابر أمام الزوار.
تظل قلعة برقوق إرثا حضاريا من موروثات الحضارة الإسلامية تتركها شاهدة لها على مر العصور ,في بقعة طالما كانت مطمعا للغزاة والمحتلين. 29
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد