الآثار الغزية ما بين السرقة والإنقاذ

101-TRIAL- غزة / محمد فروانه /  سوا / تعتبر الآثار عراقة أي بلد، فالآثار هي التي تؤكد حضارة الدول وقد قيل "من لا ماضي له لا حاضر له" ورغم أهمية الآثار وأصالتها في البلاد إلا أن هناك العديد من محاولات السرقة التي من شأنها أن تضر في البلاد وتخدم الاحتلال وأطماعه. 
وتؤكد هيام البيطار رئيس قسم الدراسات والأبحاث بوزارة السياحة والآثار أن السرقة ليست عملية حديثة بل هي عملية قديمة ومتجددة في كل وقت وان الاحتلال هو أول من كان يسرق الآثار ويدمرها .
وتشير البيطار إلى وجود تعاون بين وزارة الداخلية ووزارة الآثار لمنع حدوث أي سرقة لهذه المحتويات الأثرية وتكون عملية ضبط سارق الآثار من مهام وزارة الداخلية وتقتصر مهام وزارة الآثار في هذه الحالات معاينة الآثار التي يتم سرقتها بواسطة لجان مختصة من الوزارة والتي من خلالها يتم تحديدها إذا كانت أصلية أو مقلدة وبناء علي تقرير وزارة الآثار يتم تحديد العقوبات اللازمة علي الجاني .
وتلفت إلى أن القانون الفلسطيني المتعلق بسرقة الآثار لا يناسب العصر الذي نعيش,ولا يشكل قوة ردع وان هناك محاولات من أجل العمل علي تعديل قانون الآثار من خلال تقديم مشاريع وورش عمل تؤدي إلي تعديل القانون بالشكل المناسب .
وتشير الدراسة الذي نشرتها مؤسسة الدراسات لعام2008 أن في قطاع غزة يحتوي 184 معلماً وموقعاً أثرياً، تأثر معظمها بالتنقيب ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮني من قبل المواطنين لأجل لقمة العيش، وﻏﻴﺎب اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ الوطنية اﻟﺘﻲ تحمي اﻵﺛﺎر، وضعف اﻻهتمام اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺮﺳﻤﻲ بها، ونصوص ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻵﺛﺎر في إسرائيل والسلطة، وبناء الاحتلال للمعسكرات والجدران والمستوطنات وأبراج الحراسة.
وفي تقرير نشر سابقا للباحث الفلسطيني سليم المبيض اعتبر فيه غزة متحفا مفتوحا لحضارات العالم وبهذه المدينة ترعرع الوثنيون ثم المسيحيون والمسلمون.
وعليه نلاحظ أنها غنية جدا بالآثار، فقد لقبت منذ القدم بأنها المدينة الكنز، لكن نجد أن نصيبها من عمليات اكتشاف الآثار لا يتلاءم مع عراقتها التاريخية، فهي لم تحظ بدراسة لآثارها أو اكتشافها فما خفي من هذه الآثار كان أعظم.
وأوضح المبيض أنه خلال الانتداب البريطاني لم يكن هناك اهتمام بنشر الوعي بقيمة الآثار، وكانت تتم المتاجرة بما يتم إيجاده، ولم يسمح سوى بمتحف واحد، اسمه متحف عموم فلسطين والآن هو متحف ريكفري في القدس الشرقية، لافتاً إلى أنه خلال فترة الإدارة المصرية كذلك تم الاهتمام بكل نواحي الحياة ما عدا الآثار والتراث الفلسطيني فقد كان شيئا مجهولاً في القطاع.
ويضيف المبيض أن الاحتلال الإسرائيلي دخل في عام 1956 لشهور قليلة واحتل القطاع، وأول ما فعله البحث عن الآثار وسرقتها، وبعد عام 1967أصبحت هذه السرقات سياسة ينتهجها الاحتلال، وكان أبرز ما سرق على يد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان الذي أخذ آلاف القطع منها أربعة أكفان فخارية فرعونية من منطقة دير البلح في القطاع، مضيفاً: "وأذكر أنه تم نشر صورة هذه الأكفان الفخارية في مجلة التايمز الأمريكية وظهر ديان واقفا بينها، وحالياً تعرض هذه الأكفان في متحف القدس الجديد في إسرائيل بعد شرائها من زوجة موشيه"، موضحاً أن موشيه سرق من مناطق رفح ودير البلح والشيخ عجلين وحتى صحراء سيناء آلاف القطع الأثرية.
وحسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بحث لها بعنوان"آثار فلسطين بين النهب والإنقاذ" فإن هناك حوالي 12,216 ألف موقع أثري في فلسطين، دُمر ونُهب منها الآلاف بسبب الاحتلال.
ومن المحاولات الموجودة من قبل المواطنين لإقامة متاحف من أجل المحافظة على التراث في قطاع غزة متحف العقاد الواقع في خان يونس الذي يوجد به أثار يعود تاريخها إلي أكثر من ربع قرن ليصبح رافداً يصب في عبق التاريخ، وعمق الثقافة، ويثبت حق الشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين, وهناك متحف شهوان الكائن بمدينة خان يونس الذي يوجد فيه العديد من  المقتنيات الأثرية والفنية التي تعود إلى عقود من الزمن. 201
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد