عشر سنوات على الانسحاب من قطاع غزة

القدس / سوا / في الذكرى العاشرة للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة تنشر "يديعوت احرونوت" تقريرا حول ما حدث في منطقة غوش قطيف، منذ الانسحاب، وتكتب: "عند الشارع الذي يشق غوش قطيف يتسابق رجال حماس على الدراجات النارية، من كلا جهتي الطريق تمتد مناطق التدريب العسكري للمنظمات المختلفة في قطاع غزة من وقتٍ لآخر نسمع تفجيرات وطلقات نارية.

بعد عشر سنوات من مغادرة الإسرائيليين والجيش لقطاع غزة، تحول ما كان يسمى ذات مرة مستوطنة "غاني طال" الى حديقة ملاهي للأولاد والعائلات ليس بعيدا عن المكان الذي كانت تقوم فيه حتى صيف 2005 قيادة كتيبة غزة، اقام الفلسطينيون حديقة الملاهي التي تمتد على غالبية اراضي المستوطنة سابقا، وفيها ثلاث محطات ضخمة للهو: لونابارك، زلاجات للمياه وحديقة حيوانات صغيرة.

بطاقة الدخول للحديقة ثمنها 3 شيكل، في الداخل هناك عجلة كبيرة، سفينة قراصنة، وعربة بصورة الطفلة "دورا" بطلة مسلسل الاطفال، وأيضًا قطار صغير، تجره قاطرة هي عبارة عن تراكتور تمّ تحديثه- مزين برسومات ميكي ماوس. اما نجم حديقة الحيوانات فهو أسد صغير تمّ تهريبه من مصر عن طريق الأنفاق تحت محور فيلدلفي.

والمفاجأة الكبيرة، ان هذا ليس اللونابارك الوحيد الذي صادفته خلال الجولة التي أجريتها في منطقة انقاض غوش قطيف، ونتسريم بمرور 10 سنوات على الانفصال. فعلى انقاض مستوطنة نتسريم، التي سكنت فيها عشية الانفصال 60 عائلة إسرائيلية، أقام الفلسطينيون لونا بارك، وتصل باصات الطلاب من غزة إلى هنا للاستمتاع. والى جانبه، حيثُ كانت تقوم الساحة المركزية لنتسريم، يجري في هذه الأيام بناء مستشفى جامعي بتمويل من تركيا، وعند بوابة الدخول لموقع البناء يرفرف علم تركيا إلى جانب علم فلسطين.

لم يتبق أي ذكر لكنيس نتساريم، فلقد هدمه الفلسطينيون حتى الأساس، سوية مع بقية الكنس اليهودية التي كانت تقوم في غوش قطيف. ولكنهم استغلوا مباني المؤسسات العامة التي خلفتها اسرائيل. فمثلا تم تحويل بناية المجلس الاقليمي شاطئ غزة على مدخل نفيه دكاليم سابقا، والمركز التجاري للمستوطنة والمدرسة الاقليمية، الى حرم لجامعة الاقصى. كما بقيت ساحة نفي دكاليم كما هي، ورفرفت فوق مسطحات العشب واحواض الزهور اعلام فلسطين.

عند مدخل الحرم الجامعي أقام الفلسطينيون بوابة كبيرة مزخرفة، مع اعمدة بطراز يوناني ومن فوقها ارتفع اسم "جامعة الأقصى". في قلب الحرم الجامعي يظهر جامع جديد، يمكن مشاهدة مئذنته من مسافة بعيدة. هذا هو الرد الفلسطيني على بناء المدرسة الدينية التي كانت تقوم هناك على شكل نجمة داوود، والتي تم هدمها أيضًا.

مبنى الحراسة الأصلي لنفيه دكليم لا يزال قائمًا، لكنه مهجور ومنهار، وعلى جدرانه كتابات غرافيتي بالعربية.

"نحن لسنا متطرفون"، قال نائب رئيس الجامعة، بروفيسور شعبان علوان، "نحن نريد العيش بسلام مع عدو الماضي". لكن الخارطة، المعلقة على جدار مكتبه في مبنى البلدية سابقا، تظهر فيها فلسطين الكاملة، من البحر إلى النهر. لا يوجد أي ذكر لوجود إسرائيل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد