توعّد بـ "رد حاسم" حال تنفيذ عملية اغتيال
"الزهار" يتحدث عن الميناء البحري وحالة الهدوء في غزة وتطورات ملف الأسرى
قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار، إن هناك "حراكا دائما من وسطاء عرب وأجانب وأوروبيين لضمان استمرار حالة الهدوء في غزة ، مضيفًا: "قضية الهدوء لم تنته يوما، وهناك حراك دائم من وسطاء لضمان هذه الحالة ، بدلا من التصعيد".
وأضاف الزهار في مقابلة مع "الأناضول"، أن الوساطات لضمان التهدئة، ما زالت موجودة، فـ"الجميع في المنطقة معني بعدم تطور الأمور في غزة إلى حرب".
وأشار إلى أن هذه الوساطات تأتي بتحريك من إسرائيل، حيث لن تكون أي حرب لصالحه، مضيفًا: "يحاول الاحتلال أن يُحرك العناصر والأطراف التي لها أثر، بإقناع المقاومة لعدم الانجرار للحرب".
وأشار الزهار إلى أن أي محاولة إسرائيلية لكسر حالة الهدوء "ستشهد ردا مؤلما من المقاومة".
ورغم حراك الوسطاء، فإن حركة "حماس"، وفق الزهار، "لا تأمن الجانب الإسرائيلي، وتأخذ الحيطة من تنفيذ أي هجوم".
وأضاف: "الكيان لا يحترم رأي الوسطاء، ممكن أن يقنع أي وسيط بأنه جاد في التهدئة، ومن ثم يخونه، لتحقيق أهدافه". وفق قوله
اقرأ أيضا/ بينيت: التوجيهات واضحة باستهداف المُسلّحين أينما كانوا وبالوسائل كافة
وقال الزهار، إن "حالة الردع" التي ثبتتها الفصائل في قطاع غزة، ستمنع إسرائيل من تنفيذ أي اعتداء أو اغتيال للقادة الفلسطينيين.
وتوعّد الزهار، إسرائيل بـ"رد حاسم" في حال أقدمت على اغتيال قائد الحركة بغزة يحيى السنوار، تنفيذا لدعوات إسرائيلية داخلية.
وشكك في إمكانية تنفيذ إسرائيل عملية الاغتيال، قائلا: "لم تخرج الدعوات عن إطار التهديد والتخويف، وكافة محاولات الاغتيال السابقة، التي تم تنفيذها بحق شخصيات فلسطينية، لم يسبقها أي إنذار". مضيفًا: " لكن لا يعني غياب حالة الحرص والحذر لدى قيادة المقاومة".
وأردف: "الاحتلال لا يؤمَن غدره، ونأخذ إجراءات الحرص والحذر خشية تنفيذ أي هجوم".
وقال الزهار إنه "تبعا لتقديرات (لم يكشف عنها)، فإن التهديدات الإسرائيلية للقطاع (بتنفيذ اغتيالات أو عملية عسكرية)، لن تخرج إلى دائرة الفعل".
ورجّح "عجز إسرائيل عن تنفيذ هذا الاغتيال، في ظل الأوضاع (الأمنية المتوترة) التي تعيشها إسرائيل اليوم، خاصة في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948".
واستكمل: "المناطق العربية في الأراضي المحتلة (بإسرائيل)، نهضت نهضة كبيرة بإمكانيات قليلة وإرادة قوية (في إشارة منه للعمليات الفردية التي نفذها فلسطينيون انطلاقا من تلك المناطق)".
وأشار إلى أن إسرائيل غير قادرة على "تحمّل أعباء أي عملية اغتيال تُنفّذها"، في ظل توعّد كتائب القسام، بالرد على ذلك. وفي حال نفّذت إسرائيل تهديداتها بالاغتيال، قال الزهار إن "رد المقاومة لن يتخيّله الكيان الإسرائيلي". حسب قوله
اقرأ أيضا/ غانتس: مستعدون لإتمام ترتيبات سياسية مع الفلسطينيين
الميناء البحري
وفي موضوع آخر، قال الزهار، إن إنشاء ميناء بحري، أو ما يُعرف بـ"الخط البحري" قبالة سواحل غزة، لتنظيم التجارة بين القطاع والعالم الخارجي، من حق الفلسطينيين.
وكان السنوار، قد قال في 30 أبريل الماضي، إن "حماس" ستبدأ خلال الفترة القريبة القادمة بتشغيل "الخط البحري لقطاع غزة، لكسر الحصار بشكل كامل".
وأوضح الزهار أن جهات (لم يسمّها) سبق وأن عرضت على "حماس" مشروع الميناء، مقابل تفادي اندلاع حرب آنذاك.
وقال: "إن هذه الجهات كانت على استعداد لتفعيل الخط، وربما كانت مدفوعة من الكيان (...) لكن اليوم مع استمرار الحصار من كل الجهات، الميناء حق لنا".
وزاد: "من حقّنا أن يكون لنا ميناء برعاية دولية غير موالية للكيان، تكون قادرة على ضبط حركة التجارة لتوفير كافة الإمكانيات المطلوبة للشارع الفلسطيني".
وعن مستجدات الملف، قال الزهار: "لا نريد أن نُبالغ في الحديث عنه، إلا إذا كان لدينا قضايا عملية تُثبِت هذا الأمر على أرض الواقع".
ملف الأسرى
وحول وجود تطورات في ملف "تبادل الأسرى"، قال الزهار إن هذا الملف "سيبقى حتى يتم إنضاجه".
وأضاف: "إنضاج هذا الملف يرتبط بوصول الجهة الوسيطة، إلى عدد مُرض من الأسرى الفلسطينيين، ممن سيخرجون ضمن الصفقة".
وأردف: "خصوصا الأسرى المرضى وأصحاب الأعذار الجسدية، ومن أصحاب المحكوميات العالية، والكبار في السن، لذا اختيار الأسماء يتم بحرص شديد مع الأخذ بعين الاعتبار التقديرات الإنسانية الضرورية".
وأوضح أن إسرائيل تحاول تعطيل خروج تلك الحالات، من خلال وضع شروط، مثل وضع أسماء أسرى بقيَ لمحكوميتهم سنوات قصيرة.
ووصف الزهار التوصل إلى صفقة تبادل بـ"العملية المعقدة، نظرا للتفاصيل والترتيبات" التي تتطلبها وتَجري في إطارها.
وحول تقديم معلومات للوسطاء عن الأسرى لدى "حماس"، قال الزهار إن "إعطاء أي معلومة عن الأسرى يتم بثمن (...) كنا نقدّم معلومات للوسطاء مقابل الحصول على قضايا إنسانية ومعيشية".
وتحتفظ "حماس" بأربعة جنود إسرائيليين في غزة من دون الإفصاح عن معلومات بشأنهم، وقد أُسر اثنان منهم خلال حرب صيف 2014، في حين دخل الآخران القطاع في ظروف غامضة.