انطلق اليوم الأربعاء 11 مايو 2022، اليوم الإعلامي المفتوح بعنوان "الصحافة تحت الحصار الرقمي" في قطاع غزة ، بتنظيم من مؤسسة بيت الصحافة – فلسطين، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

ويأتي تنظيم هذا الحدث الإعلامي الأول من نوعه، على هامش اليوم العالمي لحرية الصحافة، وبحضور ومشاركة سفراء دول الاتحاد الأوروبي، وممثلي منظمة اليونسكو، والأمم المتحدة، وعدد من الصحافيين، ووسائل الإعلام.

وافتتح رئيس مؤسسة بيت الصحافة – فلسطين، بلال جادالله اليوم الإعلامي، كلمته بالوقوف دقيقة صمت، حدادًا على استشهاد الصحافية في قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، والتي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، خلال اقتحام مخيم جنين، ثم رحّب بالحضور، وتوجّه بالشكر إلى كل الجهاتِ الداعمةِ لتعزيزِ الحرياتِ الإعلاميةِ وللحقِ في حريةِ الرأيِ والتعبيرِ في فلسطين.

وقال جادالله: "جُلَّ ما يَأمُلُه سكانُ هذه البقعةِ أن يَكونَ عدوانُ الاحتلالِ في عامِ 2021 هو العدوانُ الأخيرُ حتى يَنعَمَ أهلُ غزةَ بِالأمنِ والحياة، فنحنُ وأطفالُنا هنا نحلُمُ بالعيشِ بسلامٍ بعيدًا عن الحروب، فغزة بحاجةٍ إلى كلِ شيء، لكنَّ الأهمَّ هو ببساطة الحاجةُ للأملِ والحقِّ في الحياةِ أسوةً بكلِّ شعوبِ العالم".

وأضاف: "يحتفلُ العالمُ في الثالثِ من آيار/مايو من كلِ عام باليومِ العالمي لحريةِ الصحافة، لتذكيرِ الحكوماتِ بضرورةِ احترامِها لحريةِ الصحافةِ وتعريفِ الجماهيرِ بانتهاكاتِ حقِ الحريةِ في التعبير، والتذكيرِ بالعديدِ من الصحافيينَ الذين واجهُوا الموتَ أو السجنَ في سبيلِ القيامِ بمَهماتِهم في تزويدِ وسائلِ الإعلامِ بالأخبارِ اليومية".

وتابع جادالله في كلمته: "ضمنَ الجهودِ المستمرةِ لمنظمةِ اليونسكو لدعمِ حمايةِ الصحافيينَ وتعزيزِ ثقافةِ حريةِ التعبير، اليومُ العالميُّ لحريةِ الصحافة (3 أيار)، يأتي هذا العام، تحتَ عنوان "الصحافةُ تحتَ الحصارِ الرَّقْمِي". حيثُ يَتمُّ التركيزُ على موضوعِ "الصحافةِ تحتَ الحصارِ الرقمي"، لتسليطِ الضَّوءِ على كيفيةِ تأثيرِ التطوراتِ الأخيرةِ في وسائلِ الرصدِ والمراقبةِ التكنولوجيةِ على الصحافةِ وحريةِ التعبير".

ونوّه إلى أن انتهاكاتِ الحُرياتِ الإعلاميةِ في فلسطين، خلالَ العامِ 2020م بلغت 408 من الانتهاكات للحريات الإعلامية، من بينها 95 انتهاكا للحرياتِ الرقمية، في حين بلغَ عددُ الانتهاكاتِ خلالَ العامِ 2021م، 884 انتهاكا من بينها 154 انتهاكا للحرياتِ الرقميةِ للصحفيينَ، وخلالَ العامِ الجاري 2022م، وحتى شهرِ أبريل الماضي، بلغَ عددُ انتهاكاتِ الحرياتِ الإعلاميةِ المرتكبة 239 انتهاكا، من بينِها 94 انتهاكا للحريات الرقمية.

وزاد جادالله: "أَي أَن عددَ الانتهاكاتِ التي رصدتْها مؤسسةُ بيتِ الصحافةِ خلالَ الأعوامِ الثلاثةِ المنصرمة، قد بلغ 1531 انتهاكا، تُمَثِّلُ انتهاكاتُ الحقوقِ الرقميةِ للصحفيين، ما نسبتُه 20% من إجمالي الانتهاكاتِ المرتكبةِ خلالَ الأعوامِ الثلاث، وهو ما يَشِي بازديادٍ مُطَّرِدٍ للانتهاكاتِ المرتكبةِ في الفضاءِ الرقمي".

ودعا جادالله خلال كلمته المجتمعَ الدَّوْلِيَّ للضغطِ على الاحتلالِ لوَقفِ انتهاكاتِه بحقِ الصحافةِ في فلسطينَ بالتوازي مع الملاحقةِ القانونيةِ لقتلةِ الصحفيين الفلسطينيين، وكذلك الضغطِ على شركاتِ التواصلِ الاجتماعي بالتوقفِ عن محاربةِ الروايةِ الفلسطينيةِ ومنعِها من الوصولِ للعالم.

كما دعا إلى التركيزِ إعلاميًا على توثيقِ انتهاكاتِ الاحتلالِ بحقِ الصحافةِ الفلسطينيةِ ونشرِها بشكلٍ خاص في الإعلام الدَّوْلِي لفضحِ الاحتلالِ وممارساتِه البشعةِ بحق الحرياتِ الإعلامية دوليًا. كما وندعو إلى المساعدةِ في وصولِ الخطابِ الفلسطينيّ إلى العالمِ أجمع.

وأخيرًا وجّه جادالله دعوة إلى المسؤولينَ في كلِ مكانٍ للإعلان ِبشكلٍ واضحٍ عن تجريمِ أي اعتداءٍ على الصحفيينَ الفلسطينيين وتوفيرِ كلِ ما يلزمُ لتحقيقِ الحرياتِ الإعلامية عَمَلِيَّاً، ومحاسبةِ مرتكبي تلك الاعتداءات.

ومن جانبه، عقّب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفن كون فون بورغسدوف في كلمته خلال اليوم الإعلامي بغزة، على استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة قائلًا: "أبو عاقلة كانت وستبقى في ذاكرتنا، كانت مثالا مهما للمراسلين بالتغطية الصحفية للأحداث، لأنه لا يمكن أن يكون هناك حفاظ على الحريات الصحافية، دون تغطية ما تقوم به السُلطات".

وأضاف: "شرين تشكّل نموذجًا يجسّد كل هذه السمات سابقة الذكر، وخصوصا لدى الصحفيات الإناث، حيث تمثل التصميم، والحيادية، والعزم، والمهنية، والعطاء في الجانب الصحفي". 

وزاد بورغسدوف: "عنما نقوم بالاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، نحن لا نقوم فقط بإحياء ذكرى، أو تكريم أولئك الذين ماتوا وهم يقومون بأداء واجبهم المهني، ولكن نقوم أيضًا بالتأكيد على حقيقة أن الصحفيين في كل مكان بالعالم، وفي غزة خصوصا، يواصلون عملهم في تغطية الأحداث".

وختم ممثل الاتحاد الأوروبي قائلًا: "ويُضحي هذا الأمر أكثر أهمية في فلسطين، حيث لا يوجد ديموقراطية، وبرلمانات منتخبة، وكذلك لا يوجد عملية اختبار، وتحدي لأولئك القائمين على السلطات، وبالتالي يصبح وجود الصحافة الحرة أمرًا مهما جدا حتى يتم الوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق الحريات".  

وفي كلمة اليونسكو، قالت ممثلة المنظمة في فلسطين نهى باوزير، "إنه لأمر مؤلم ان نخاطبكم اليوم بعد الأخبار المؤلمة عقب مقتل الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة".

وأضافت قائلة: "عنوان هذا العام ليوم حرية الصحافة العالمي هو "الصحافة تحت الحصار الإعلامي" الأمر الذي يبرز الكثير من التهديدات الرقمية، متعددة التوجه، والتي تؤثر على الصحفيين وحرية الصحافة".

وتابعت باوزير: "الصحفيون الغزيون بشكل عام يواجهون الكثير من التحديات ليس لها علاقة فقط بالحقوق الرقمية، ولكن بالاستفادة من حرية الحركة، والتعبير"، مضيفة: "علينا أن نتذكر أن حرية الصحافة هي بزيادة المساحة المتاحة للإعلام".

وشهد اليوم الإعلامي المفتوح بعنوان "الصحافة تحت الحصار الرقمي"، افتتاح معرض الثوب الفلسطيني، والزوايا الإعلامية، إضافة إلى معرض اللوحات الفنية "شبابيك"، وذلك في فندق المتحف، شمال غرب مدينة غزة.

وعقب افتتاح المعارض، تم إطلاق جلسة تغريد من قبل الصحافيين، والصحافيات، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المتواجدين بالمكان، وذلك للمطالبة بحريّة الصحافة.

وفي ختام اليوم الإعلامي المفتوح، تم عقد ورشتي عمل، كانت الأولى بعنوان، الصحافة، والحصار الرقمي، في حين تضمنت الثانية أهمية المحتوى الرقمي في الإعلام.

المصدر : وكالة سوا