تحليلات إسرائيلية: التطورات في العراق تزيد أهمية السيطرة على غور الأردن
2014/06/13
القدس / سوا/ أبدت إسرائيل اهتماما كبيرا بالتطورات الأخيرة الحاصلة في العراق، وسيطرة التنظيم الجهادي العالمي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ("داعش")، على مدينة الموصل، في اليومين الماضيين. واعتبر محللون عسكريون إسرائيليون، اليوم الجمعة، أن هذه التطورات في العراق، إلى جانب الأحداث، على مدار السنوات الأخيرة، في سورية وسيناء ولبنان، بما يتعلق بانتشار مسلحي تنظيمات الجهاد العالمي، التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، عند الحدود الإسرائيلية، تزيد من أهمية بقاء السيطرة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن.
وكتب المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، رون بن يشاي، أن "ما يهمنا، هو أن معنى سيطرة ’داعش’ واضح، وهو أنه أخذت تنشأ قاعدة واسعة للجهاد العالمي عند عتبة بابنا وعلى مسافة ليست بعيدة عن أوروبا. وباتت أنظمة عربية في المهداف الآن، مثل نظام بشار الأسد في دمشق ونظام نوري المالكي في العراق والحكومة التي تستند إلى حزب الله في لبنان. لكن بعد ذلك قد نصبح نحن في المهداف ونتحول إلى الهدف الأساسي. ويبدو منذ الآن، أن تعزز قوة التنظيمات المقربة من القاعدة تساعد على استقرار تنظيم جهادي عالمي آخر في شبه جزيرة سيناء. ورغم أن المصريين يحاربونه بنجاح حتى الآن، إلا أن نجاح ميليشيا إسلامية متطرفة في العراق وسورية من شأنها دعم روح ’أنصار بيت المقدس" في سيناء".
واضاف بن يشاي أنه "بالإمكان القول إن احتلال الموصل يشكل علامة في طريق عملية تفكك دول كثيرة في المنطقة. وبالأساس تلك الدول التي نشأت في أعقاب اتفاقية سايكس – بيكو بين البريطانيين والفرنسيين بعد أن هزموا الإمبراطورية العثمانية. والدول التي نشأت حينذاك آخذة بالتفكك إلى عناصرها العرقية والدينية، الأمر الذي يعد بسنوات كثيرة مقبلة من الفوضى والحرب في المنطقة".
من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن ثمة ثلاثة أفكار تراود الإسرائيليين على أثر التطورات الأخيرة في العراق: "الفكرة الأولى هي أنه يتوجب على إسرائيل أن تبذل كل ما بوسعها من أجل مواصلة تقوية الأردن. وبقاء العائلة المالكة الهاشمية هي مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. والتنسيق الإستراتيجي والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين تقدمت خلال سنوات الهزة العربية ويبدو الآن أن عمان باتت بحاجة إلى إسرائيل أكثر مما مضى".
وأضاف هارئيل أن "النقطة الثانية هي أن التطورات في الشرق الأوسط تجري بوتيرة عالية للغاية، إلى درجة أنه من الصعب جدا توقع التغيرات والتحولات. وعلى إسرائيل أيضا أن تأخذ بالحسبان مفاجآت مشابهة، وبضمن ذلك محاولات إقدام فصائل القاعدة في منطقة مرتفعات الجولات على تنفيذ هجمات عدائية، رغم أنها منشغلة أكثر حاليا بحربها ضد الأسد وحزب الله".
وتابع أن "النقطة الثالثة تتعلق بنوعية الترتيبات الأمنية التي يبقيها الأميركيون وراءهم. وانهيار الجيش العراقي هو الثاني من نوعه لقوة عسكرية أقيمت على أيدي الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وسبقه، في حزيران العام 2007، انهيار قوات السلطة الفلسطينية وهروبها من قطاع غزة ، تحت هجوم دام عدة أيام وقادته حماس ".
وأشار هارئيل إلى أنه "منذ ذلك الحين، حسّن الأميركيون مستوى قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية والتنسيق الأمني للسلطة مع إسرائيل تحسن بشكل كبير. ورغم ذلك، يطرح السؤال حول ماذا سيحدث في الضفة من دون مظلة أمنية أميركية، وعمليا مظلة إسرائيلية أيضا، عندما تبقى السلطة الفلسطينية وحدها لإدارة شؤونها. وثمة قاسم مشترك لافت بين الجيش العراقي وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية، وهو أن الضابط الأميركي نفسه، الجنرال المتقاعد جيمس جونز، شارك في فحص الخطة العسكرية التي أعدتها الولايات المتحدة لصالحهما".
بدوره كتب القائد السابق للجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء في الاحتياط عوزي ديان، في صحيفة "إسرائيل اليوم، أنه "في حالة انعدام يقين كهذه، ينبغي العمل وفقا لقاعدتين: جهّز نفسك وفقا لقدرات العدو، وليس وفقا لنواياه، وحافظ بحرص شديد على كنوزك الإستراتيجية، وخاصة الحدود الآمنة. وينبغي أن توفر الحدود الآمنة لإسرائيل عمقا إستراتيجية أساسيا، أي دفاع ضد تهديدات بشن هجمات تقليدية من الخارج وقدرة على قتال فعال ضد الإرهاب".
واعتبر ديان أن حدودا آمنة كهذه موجودة في الجبهة الإسرائيلية الجنوبية "بفضل جعل سيناء منزوعة السلاح"، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، وفي جبهتها الشمالية "بفضل امتناع إسرائيل عن تسليم مرتفعات الجولان" إلى سورية.
وتابع أنه "في الجبهة الشرقية (مع الأردن) توجد حدود أمنية واحدة فقط تستجيب إلى الاحتياجات الأمنية، وهي غور الأردن. ومعدل المسافة بين نهر الأردن والبحر المتوسط هو 64 كيلومترا، وتشكل حدا أدنى من العمق الإستراتيجي. وغور الأردن، أي من النهر إلى الجبال المطلة عليه، هو حيز دفاعي لا بديل له ضد جبهة شرقية. والغور وحده فقط بإمكانه أن يشكل غلافا دفاعيا ضد نشوء كيان إرهابي في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)".
وخلص ديان إلى أن "الوضع في العراق شائك، لكن الرسالة واضحة، وهي أنه فقط السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن كله، كمنطقة أمنية تستند إلى أن نهر الأردن هو خط الحدود، ستوفر الأمن لإسرائيل".
وكتب المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، رون بن يشاي، أن "ما يهمنا، هو أن معنى سيطرة ’داعش’ واضح، وهو أنه أخذت تنشأ قاعدة واسعة للجهاد العالمي عند عتبة بابنا وعلى مسافة ليست بعيدة عن أوروبا. وباتت أنظمة عربية في المهداف الآن، مثل نظام بشار الأسد في دمشق ونظام نوري المالكي في العراق والحكومة التي تستند إلى حزب الله في لبنان. لكن بعد ذلك قد نصبح نحن في المهداف ونتحول إلى الهدف الأساسي. ويبدو منذ الآن، أن تعزز قوة التنظيمات المقربة من القاعدة تساعد على استقرار تنظيم جهادي عالمي آخر في شبه جزيرة سيناء. ورغم أن المصريين يحاربونه بنجاح حتى الآن، إلا أن نجاح ميليشيا إسلامية متطرفة في العراق وسورية من شأنها دعم روح ’أنصار بيت المقدس" في سيناء".
واضاف بن يشاي أنه "بالإمكان القول إن احتلال الموصل يشكل علامة في طريق عملية تفكك دول كثيرة في المنطقة. وبالأساس تلك الدول التي نشأت في أعقاب اتفاقية سايكس – بيكو بين البريطانيين والفرنسيين بعد أن هزموا الإمبراطورية العثمانية. والدول التي نشأت حينذاك آخذة بالتفكك إلى عناصرها العرقية والدينية، الأمر الذي يعد بسنوات كثيرة مقبلة من الفوضى والحرب في المنطقة".
من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن ثمة ثلاثة أفكار تراود الإسرائيليين على أثر التطورات الأخيرة في العراق: "الفكرة الأولى هي أنه يتوجب على إسرائيل أن تبذل كل ما بوسعها من أجل مواصلة تقوية الأردن. وبقاء العائلة المالكة الهاشمية هي مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. والتنسيق الإستراتيجي والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين تقدمت خلال سنوات الهزة العربية ويبدو الآن أن عمان باتت بحاجة إلى إسرائيل أكثر مما مضى".
وأضاف هارئيل أن "النقطة الثانية هي أن التطورات في الشرق الأوسط تجري بوتيرة عالية للغاية، إلى درجة أنه من الصعب جدا توقع التغيرات والتحولات. وعلى إسرائيل أيضا أن تأخذ بالحسبان مفاجآت مشابهة، وبضمن ذلك محاولات إقدام فصائل القاعدة في منطقة مرتفعات الجولات على تنفيذ هجمات عدائية، رغم أنها منشغلة أكثر حاليا بحربها ضد الأسد وحزب الله".
وتابع أن "النقطة الثالثة تتعلق بنوعية الترتيبات الأمنية التي يبقيها الأميركيون وراءهم. وانهيار الجيش العراقي هو الثاني من نوعه لقوة عسكرية أقيمت على أيدي الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وسبقه، في حزيران العام 2007، انهيار قوات السلطة الفلسطينية وهروبها من قطاع غزة ، تحت هجوم دام عدة أيام وقادته حماس ".
وأشار هارئيل إلى أنه "منذ ذلك الحين، حسّن الأميركيون مستوى قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية والتنسيق الأمني للسلطة مع إسرائيل تحسن بشكل كبير. ورغم ذلك، يطرح السؤال حول ماذا سيحدث في الضفة من دون مظلة أمنية أميركية، وعمليا مظلة إسرائيلية أيضا، عندما تبقى السلطة الفلسطينية وحدها لإدارة شؤونها. وثمة قاسم مشترك لافت بين الجيش العراقي وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية، وهو أن الضابط الأميركي نفسه، الجنرال المتقاعد جيمس جونز، شارك في فحص الخطة العسكرية التي أعدتها الولايات المتحدة لصالحهما".
بدوره كتب القائد السابق للجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء في الاحتياط عوزي ديان، في صحيفة "إسرائيل اليوم، أنه "في حالة انعدام يقين كهذه، ينبغي العمل وفقا لقاعدتين: جهّز نفسك وفقا لقدرات العدو، وليس وفقا لنواياه، وحافظ بحرص شديد على كنوزك الإستراتيجية، وخاصة الحدود الآمنة. وينبغي أن توفر الحدود الآمنة لإسرائيل عمقا إستراتيجية أساسيا، أي دفاع ضد تهديدات بشن هجمات تقليدية من الخارج وقدرة على قتال فعال ضد الإرهاب".
واعتبر ديان أن حدودا آمنة كهذه موجودة في الجبهة الإسرائيلية الجنوبية "بفضل جعل سيناء منزوعة السلاح"، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، وفي جبهتها الشمالية "بفضل امتناع إسرائيل عن تسليم مرتفعات الجولان" إلى سورية.
وتابع أنه "في الجبهة الشرقية (مع الأردن) توجد حدود أمنية واحدة فقط تستجيب إلى الاحتياجات الأمنية، وهي غور الأردن. ومعدل المسافة بين نهر الأردن والبحر المتوسط هو 64 كيلومترا، وتشكل حدا أدنى من العمق الإستراتيجي. وغور الأردن، أي من النهر إلى الجبال المطلة عليه، هو حيز دفاعي لا بديل له ضد جبهة شرقية. والغور وحده فقط بإمكانه أن يشكل غلافا دفاعيا ضد نشوء كيان إرهابي في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)".
وخلص ديان إلى أن "الوضع في العراق شائك، لكن الرسالة واضحة، وهي أنه فقط السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن كله، كمنطقة أمنية تستند إلى أن نهر الأردن هو خط الحدود، ستوفر الأمن لإسرائيل".