خطبة الجمعة القادمة خالد بدير pdf مكتوبة .. رمضان 2022
نشرت مواقع دينية مساء اليوم الخميس خطبة الجمعة القادمة خالد بدير pdf مكتوبة حيث تحل اليوم أول جمعة في شهر رمضان 2022، حيث ان خطبة الجمعة سوف تركز على الجوانب الايمانية والاخلاقية في صيام شهر رمضان 1443.
خطبة الجمعة القادمة خالد بدير pdf مكتوبة خلال رمضان 2022 ، هي مقصد وبحث كثير من المسلمين حول العالم وخاصة جمهورية مصر العربية وبعض البلدان العربية.
خطبة الجمعة القادمة خالد بدير pdf مكتوبة
الجوانبُ الإيمانيةُ والأخلاقيةُ في الصيامِ
عناصرُ الخطبةِ:
أولًا: الصيامُ مدرسةٌ إيمانيةٌ
ثانيًا: الصيامُ مدرسةٌ أخلاقيةٌ
ثالثًا: أيُّ الطريقين تختارُ؟
المـــوضــــــــــوعُ
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُه ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم. أمَّا بعدُ:
أولًا: الصيامُ مدرسةٌ إيمانيةٌ
إنَّ الصيامَ مدرسةٌ إيمانيةٌ للصائمِ؛ لأنَّ الغايةَ مِن الصيامِ هي التقوىَ، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.(البقرة: 183). ومضمونُ التقوى: امتثالُ الأوامرِ، واجتنابُ النواهِي. وهذا يتحققُ في الصومِ؛ لأنَّ العبدَ يكونُ في غايةِ التقوىَ والإيمانِ، ولهذا يقولُ الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم كما جاءَ في الصحيحينِ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». يقولُ الإمامُ النوويُّ:" معنَى إيمانًا: أي تصديقًا بأنَّهُ حقٌ مقتصدٌ فضيلتُهُ. ومعنَى احتسابًا: أنْ يريدَ اللهَ تعالى وحدَهُ لا يقصدُ رؤيةَ الناسِ ولا غيرَ ذلك مما يخالفُ الإخلاصَ، والمرادُ بقيامِ رمضانَ صلاةُ التراويحِ".
فاحرصْ أخِي الصائمَ على الأعمالِ التي تعملُ على زيادةِ إيمانِكَ مِن الذكرِ والتسبيحِ والقيامِ وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك، قالَ تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} ( الأنفال: ٢ ). وقالَ جلَّ شأنُهُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. ( الرعد: ٢٨ ). فذكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ فيهِ حياةٌ للقلبِ وطمأنينةٌ وسكينةٌ؛ فيزدادُ إيمانُ العبدِ كلمَا أكثرَ مِن ذكرِ ربِّهِ، وفي شعبِ الإيمانِ للبيهقِي : " عن عطاءِ بنِ يسارٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ رواحه قالَ لصاحبٍ لهُ : " تعالَ حتى نؤمنَ ساعةً " قالَ أو لسنَا مؤمنين ؟ قال : " بلى ولكنَّا نذكرُ اللهَ فنزدادُ إيماناً " . وقال عميرُ بنُ حبيبٍ: " الإيمانُ يزيدُ وينقصُ . فَقِيلَ فمَا زيادتُهُ وما نقصانُهُ ؟ قال : إذا ذكرنَا ربَّنَا وخشينَاهُ فذلك زيادتُهُ ، وإذا غفلنَا ونسينَاهُ وضيعنَا فذلك نقصانُهُ " [ انظر الإيمان لابن أبي شيبة ] .
فاحذرْ أخي الصائمَ مِن كلِّ ما ينقصُ إيمانكَ، ولا سيَّمَا سوءُ معاملةِ الجيرانِ. يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم:” وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ” قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ”الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ”. [البخاري].
ثانيًا: الصيامُ مدرسةٌ أخلاقيةٌ
نعلمُ جميعًا أنَّ رمضانَ هو شهرُ الأخلاقِ ومدرستِهَا، فهو شهرُ الصبرِ، وشهرُ الصدقِ، وشهرُ البرِّ، وشهرُ الكرمِ، وشهرُ الصلةِ، وشهرُ الرحمةِ، وشهرُ الصفحِ، وشهرُ الحلمِ، وشهرُ المراقبةِ، وشهرُ التقوى، وكلُّ هذه أخلاقٌ يغرسُهَا الصومُ في نفوسِ الصائمين، ولقد ربَّي الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم الصائمين على أرفعِ القيمِ الخلقيةِ وأنبلِهَا حيثُ يقولُ: “الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ” (البخاري ومسلم)، “وقد ذكرَ بعضُ العلماءِ أنَّ الصومَ إنَّما كانَ جُنةً مِن النارِ؛ لأنَّهُ إمساكٌ عن الشهواتِ، والنارُ محفوفةٌ بالشهواتِ، فالحاصلُ أنَّهُ إذا كفَ نفسَهُ عن الشهواتِ في الدنيا كان ذلك ساتِرًا لهُ مِن النارِ في الآخرةِ.” ( فتح الباري). فالصومُ جنةٌ: أيْ وقايةٌ من جميعِ الأمراضِ الخلقيةِ، ويفسرهُ ما بعدَهُ ” فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ” فإنْ اعتدى عليكَ الآخرونَ بسبٍّ أو جهلٍ أو أذىً فقلْ: ” إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ”، وليس هذا على سبيلِ الجبنِ والضعفِ والخوَرِ، بل إنَّها العظمةُ والسموُ والرفعةُ التي يربِّي عليها الإسلامُ أتباعَهُ، وسواءٌ كان هذا القولُ تلفظاً صريحاً، أو كان تذكيراً داخليًا لنفسِهِ بأنَّهُ صائمٌ، فكلاهُمَا فيه تذكيرُ النفسِ بحفظِ الصيامِ من اللغوِ الذي قدْ يفسدهُ، وفيه نوعٌ مِن أنواعِ الصبرِ الكثيرةِ التي تجتمعُ في الصيامِ. والمعني: إنِّي في غايةِ التقوى والتحلِّي بأخلاقِ الصيامِ، ولا ينبغِي لي أنْ أفسدَ صومِي بالردِّ عليك بهذه الأقوالِ البذيئةِ، فإذا حاولَ إنسانٌ استفزازَكَ بمَا يحملُكَ على ردِّ إساءتِهِ، ومقابلةِ سبِّهِ بسبٍّ، فعليكَ أنْ تدركَ أنَّ الصومَ يحجزُكَ عن ذلك؛ لأنَّه جنةٌ ووقايةٌ مِن سيءِ الأخلاقِ، شرعَهُ اللهُ تعالى ليهذبَ النفسَ، ويعودَهَا الخيرَ، فينبغِي أنْ يتحفظَ الصائمُ مِن الأعمالِ التي تخدشُ صومَهُ، حتى ينتفعَ بالصيامِ، وتحصلَ له التقوى والأخلاقُ.
فالصيامُ ليسَ مجردَ إمساكٍ عن الأكلِ والشربِ، وإنَّما هو إمساكٌ عن الأكلِ والشربِ وسائرِ ما نهَى اللهُ عنه. فعن أبي هريرةَ: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال: ” ليسَ الصِّيامُ مِن الأكلِ والشُّربِ إنَّما الصِّيامُ مِن اللّغوِ والرَّفثِ، فإن سابَّك أحدٌ أو جهِلَ عليكَ فقلْ: إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ “.(ابن حبان، والحاكم وصححه). وروى الجماعةُ – إلّا مسلمًا – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ “. ونحنُ نرى كثيرًا من الناسِ يصومونَ عن الحلالِ ( مِن الطعامِ والشرابِ والنساءِ) ؛ ويفطرونَ على الحرامِ ( من الغيبةِ والنميمةِ والسبِّ والشتمِ والنظرِ إلى الحرامِ ……إلخ)؛ ثم يأتي بعدَ كلِّ هذه المخالفاتِ ويسألُ؟ فعلتُ كذا وكذا في نهارِ رمضانَ فهل صيامي صحيحٌ؟!! أقولُ: هؤلاء محرومون من الأجرِ، لا نقولُ ببطلانِ صيامِهِم وعليهم الإعادة؛ وإنَّما نقولُ لهم : ضاعَ الأجرُ وثبتَ الوزرُ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :” رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ . “.( النسائي، وابن ماجه والحاكم، وصححه).
ثالثًا: أيُّ الطريقين تختارُ؟
لقد خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ ورسمَ له الطريقين: الخيرَ والشرَّ، قال تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} . ( البلد 8- 10 ) . والمعنى: أنَّ اللهَ تبارك وتعالى أنعمَ على الإنسانِ بهذه الجوارحِ وعرَّفهُ طريقَ الخيرِ والشرِّ، عرفَهُ طريقَ الخيرِ كي يسلكَهُ ويلزمَهُ، كما عرفَهُ طريقَ الشرِّ حتى يجتنبَهُ ويبتعدَ عن مسالِكِهِ، وبهذا لا يكونُ للعبادِ على اللهِ حجةٌ يومَ القيامةِ. وفي هذا المعنى يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم : ” اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ؛ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ؛ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ” . ( متفق عليه).
فعليكَ أنْ تلزمَ طريقَ الخيرِ مِن صيامٍ وقيامٍ وطاعاتٍ حتى تخرجَ مِن رمضانَ وقد تحققَ فيك قولُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلم :" غُفِرَ لهُ ما تقدمَ مِن ذنبِهِ. واحذرْ طرقَ الشرِ والشيطانِ، حتى لا تكونَ مِن الذين دعَا عليهم جبريلُ الأمينُ، وأمَّنَ خلفَهُ خاتمُ المرسلين. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، ” أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ: آمِينَ ، آمِينَ ، آمِينَ ” ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا ؟ فَقَالَ: قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ: آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ: آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ: آمِينَ” .( أحمد والترمذي وحسنه).
وليكنْ لك العبرةُ والعظةُ من هذه المرأةِ الصوامةِ القوامةِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ” هِيَ فِي النَّارِ ”، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ” هِيَ فِي الْجَنَّةِ ” . (أحمد وابن حبان والحاكم وصححه) .
فاحرصْ أخي الصائمَ على كلِّ ما يزيدُ إيمانَكَ ويحسنُ أخلاقَكَ مِن طاعاتٍ وقرباتٍ، واجتنبْ كلَّ ما يُنقصُ إيمانَكَ، ويسئُ أخلاقَكَ مِن معاصيِ وسيئاتٍ.
اللهم كما حسنتَ خلقنَا فحسنْ أخلاقنَا، وزدنَا إيمانًا ويقينًا وتقىً...آمين
الدعاء،،،،،،، وأقم الصلاة،،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي