خطبة الجمعة عن استقبال رمضان 2022 مكتوبة مؤثرة- خطبة اخر جمعة في شعبان

خطبة الجمعة عن استقبال رمضان 2022 مكتوبة

خطبة الجمعة عن استقبال رمضان 2022 مكتوبة مؤثرة وخطبة اخر جمعة في شعبان 1443 ، حيث يصادف اليوم أخر جمعة في شهر شعبان، حيث من المتوقع ان يحل على الأمة العربية والإسلامية شهر رمضان 2022 يوم السبت أو الأحد المقبلين.

ويبحث كثيرون من الخطباء في الدول العربية والإسلامية عن خطبة الجمعة عن استقبال رمضان 2022 مكتوبة مؤثرة وكذلك خطبة اخر جمعة في شعبان 1443 والتي عادة ما تحتوي على مواعظ وحكم واقتفاء أثر السنة النبوية في طياتها.

وبدأ كثير من المسلمين حول العالم في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان 2022-1443 والذي بقى على قدوم اول يوم رمضان ساعات قليلة جدا ، ويصادف اليوم اخر جمعة في شهر شعبان.

وهناك كثير من خطبة الجمعة عن استقبال رمضان 2022 مكتوبة وكذلك في ذات الوقت تكون ممزوجة عناصرها بخطبة اخر جمعة في شعبان.

خطبة الجمعة عن استقبال رمضان 2022 مكتوبة

الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين

قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183) البقرة

أما بعد أيها المسلمون

شهر رمضان أوشك أن ينزل ديارنا ويحط رحاله في أوطاننا ، فشهر رمضان هو سيد الشهور يأتي حاملا معه النفحات الربانية والعطاءات الإلهية، فتنبه الغافل وتذكر الناسي وتجدد همة الذاكر وتجمع شتات الناس فهو موسم تكفير السيئات ورفعة الدرجات ..ففي صحيح البخاري أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا » أي سبعين سنة. فإذا كان صيام يوم واحد يباعد العبد عن النار سبعين سنة فما بالك بصيام شهر رمضان كله.. والصيام طريق إلى الجنة وباب من أبوابها, وعند البخاري( عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ » والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فعند الامام احمد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَىْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ..وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ » أي يقبل الله جل شأنه شفاعتهما ويدخله الجنة.. وصيام شهر رمضان خصوصاً يمحو الذنوب ويكفر السيئات ففي الصحيحين( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». وفي صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ : « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » ..واعلموا أن من أجل الأعمال وأعظمها في هذا الموسم السنوي صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم :« أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ » ،وقال صلى الله عليه وسلم في قيام شهر رمضان علىوجه الخصوص كما في البخاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »

أيها المؤمنون الصائمون

إن من أجل الأعمال وأعظمها أيضاً في هذا الموسم الكريم قراءة كتاب الله عز وجل وتلاوته، فهذا شهر القرآن وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي فيه بجبريل عليه السلام يدارسه القرآن، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ » ،والقرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة, في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف البقرة وآل عمران بالزهراوين وقال: فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ) ،أي عن الذي يحفظهما ويقرأ بهما دائماً, يأتيان يدافعان ويحاجان عنه يوم القيامة.ويشفعان له ..

أقول قولي واستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

ونستكمل حديثنا عن فضائل شهر رمضان فمن أجل الأعمال في هذا الموسم العظيم صلة الرحم والصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين, فهذا الشهر شهر البذل والإنفاق والجود والكرم, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأعظمهم جوداً وكرماً وبذلاً وسخاءً وإنفاقاً, يعطي عطاء من لا يخشى الفقر قط، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاء هذا الشهر الكريم يكون أعظم ما يكون جوداً وكرماً مثل الريح المرسلة ،والصدقة من أعظم أبواب البر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) أي دليل على صدق إيمان العبد.. وأن من أعظم الأعمال وأجلها في هذا الموسم الكريم العمرة، فإنها تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: قَالَ : « فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِى حَجَّةً مَعِى »

ايها المؤمنون

أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته في سائر أموركم وفي صيامكم خاصة, فهو شهر التقوى, روى البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ.) ،فاحفظ صيامك أيها المسلم، ولا تجرحه بالغيبة والنميمة أو الكذب. لتبلغ به درجات المتقين الدعاء.

خطبة اخر جمعة في شعبان

الحمد لله يمنُّ على عباده بمواسم الخير أفراحًا،

ويدفع عنهم بلطفه أسباب الردى شرورًا وأتراحًا،

أحمده تعالى

وأشكره شكرًا يتجدد ويتألق غدوًا ورواحًا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مبدع الكائنات أرواحًا وأشباحًا،

وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله رافع لواء الدين دعوة وإصلاحًا، والهادي إلى طريق الرشاد سعادة وفلاحًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خيار هذه الأمة تقىً وصلاحًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام مساءًوصباحًا، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أمــــا بعــــد:

فأوصيكم -عباد الله- ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-،

فهي العدة العتيدة لمن رام خيرًا وصلاحًا،

ونشد عزًا وفلاحًا، وقصد برًّا وتوفيقًا ونجاحًا.

أيها المسلمون:

أرأيتم بماذا تقاس أفراح أهل الإيمان؟! إنهاأفراح علوية، ومسرات روحية، تطلق النفوس من قيد المطامع الشخصية،

وتحررها من أسر الأغراض المادية، وتحلق بها في آفاق أسمى وأولى،

وتترقى بها في طموحاتٍ أرحب وأعلى،

لذلك كانت أفراح أهل الإيمان عن الملذات تتسامى،

وعن المشتهيات تترفع وتتعالى،

أفراح المؤمنين تتجدد بتجدد مواسم الخير والعطاء، ومناسبات الطهر والصفاء،

والمحبة والمودة والإخاء،

والبر والسعادة والهناء.

إخوة الإسلام:

ويا لها من فرحة غامرة تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فهي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك السيار،

والزمن الدوار،

وإن في مرور الليالي والأيام لعبرًا،

وفي تصرُّم الشهور والأعوام لمزدجرًا ومدكرًا.

تمر الأيام وما أسرعها!

وتمضي الشهور وما أعجلها!

ويطل عليناموسمٌ كريم، وشهر عظيم، ويفدعلينا وافدٌ حبيب وضيف عزيز، فبعد ايام وساعاتٍ معدودات

يهل علينا شهر رمضان المبارك بأجوائه العبقة، وأيامه المباركة الوضاءة،

ولياليه الغر المتلألئة، ونظامه الفريد المتميز،

وأحكامه وحِكَمه السامية.

هو من فضل الله -سبحانه وتعالى-

على هذه الأمة؛

لما له من الخصائص والمزايا،

ولما أعطيت فيه أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-

من الهبات وخصت فيه من الكرامات،

كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-

قال:"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين".

فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة،

تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح،

وتكثر فيها دواعي الخير، ت فتح الجنات،

وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات،

وتغفر الزلات، وتحط الأوزار

والخطيئات، يجزل الله فيها العطايا والمواهب،

ويفتح أبواب الخير لكل راغب، ويعظم أسباب التوفيق لكل طالب،

فلله الحمد والشكر على جزيل نعمائه، وترادف مننه وآلائه.

معاشر المسلمين:

إن الأفراد والأمم لمحتاجون لفترات

من الراحة والصفاء لتجديد معالم الإيمان،

وإصلاح ما فسد من أحوال،

وعلاج ما جد من أدواء،

وشهر رمضان المبارك هو الفترةالروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لاستجلاء تاريخها،

وإعادة أمجادها، وإصلاح أوضاعها،

إنه محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة،

بل يتطلع إليها كل فردٍ في المجتمع،

إنه مدرسة لتجديد الإيمان،

وتهذيب الأخلاق، وتقويةالأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز،

وكبح جماح الشهوات،

إنه مضمار يتنافس فيه المتنافسون للوصول إلى قمم الفضائل،

ومعالي الشمائل،

وبه تتجلى وحدة الأمة الإسلامية.

الصيام مدرسة للبذل والجود والبر والصلة،

هو حقًّا معين الأخلاق ورافد الرحمة،

ومنهل عذب لأعمال الخير في الأمة.

فما أجدر الأمة الإسلامية وهي تستقبل شهرها

أن تقوم بدورها! وتحاسب نفسها! وتراجع حساباتها! وتعيد النظر في مواقفها.

ما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والاستفادة من معطياته،

والنهل من معين ثمراته ونمير خيراته. أمة الإسلام:

بماذا عسانا أن نستقبل شهرنا الكريم،

وموسمنا الأغر العظيم؟!

إن الناظر في واقع الناس اليوم إزاء استقبال هذا الشهر الكريم يجدهم أصنافًا:

-فمنهم من لا يرى فيه أكثر من حرمانٍ

لا داعي له، وتقليدٍ لا مبرر له،

بل قد يرفع عقيرته مدعيًا أنه قيودٌ ثقيلة وطقوسٌ كليلة، تجاوزها عصر الحضارة

وتطور الثقافة وركب المدنية الحديثة.

-ومنهم من لا يرى فيه إلا جوعًا لا تتحمله البطون، وعطشًا لا تقوى عليه العروق.

-ومنهم من يرى فيه موسمًا سنويًّا للموائد الزاخرة باللذيذ المستطاب من الطعام والشراب،

وفرصة سانحة للسمر والسهر واللهو إلى هجيعٍ من الليل،

بل إلى بزوغ الفجر، ممتطين صهوة الفضائيات،

وما تقذف به شتى القنوات،

وما تعج به شبكات المعلومات،

يتبع ذلك استغراق في نومٍ عميق نهارًا،

فإذا كان من ذوي الأعمال تبرم بعمله،

وإذا كان من أصحاب المعاملات ساءت معاملاته وضاق عطنه،

وإذا كان موظفًا ثقل عليه الالتزام بأداء مسئولياته،

وقلَّ إنتاجه وعطاؤه، وغالب هذا الصنف هم من يملؤون الأسواق هذه الأيام تبضعًا وتخزينًا للمواد الغذائية المتنوعة، زاعمين أن ذلك يترجم الاستقبال الأمثل لرمضان.

وفي الأمة -بحمد الله وهم الأكثرون إن شاء الله-

من يرى في رمضان غير هذا كله، وأجلَّ منه جميعه، يرون فيه دورة إيمانية تدريبية لتجديد معانٍ عظيمة في النفوس، من الإيمان العميق، والخلق القويم، والصبر الكريم، والعمل النبيل، والإيثار الجليل، والتهذيب البليغ،

والإصلاح العام للأفراد والمجتمعات.

إن استقبالنا لرمضان - يا عباد الله-

يجب أن يكون بالحمد والشكر لله -جل وعلا- والفرح والاغتباط

بهذا الموسم العظيم:

(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)]يونس: 58[.

والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي،

وأي عبدٍ لم يلم بشيءٍ منها؟! كما يجب الخروج من المظالم، وأداء الحقوق إلى أصحابها،

وفتح باب المحاسبة الجادة للنفوس، والمراجعة الدقيقة للمواقف، والعمل على الاستفادة من أيامه ولياليه صلاحًا وإصلاحًا،

بهذا الشعور والإحساس يتحقق الأمل المنشود،

وتسعد الأفراد والمجتمعات بإذن الله.

أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليدًا موروثًا، وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعل بعضهم أن يزداد سوءًا وانحرافًا والعياذ بالله،

فذلك انهزام نفسي، وعبثٌ شيطاني،

له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع،

وقد قال -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-:

"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

ألا فلتهنأ الأمة الإسلامية جميعًا بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون قاطبة بهذا الوافد الكريم. إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة،

كيف لا يفرح المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران؟!

يا لها من فرصٍ لا يرحم فيها إلا مرحوم،

ولا يحرمها إلا محروم!

ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام!

فالله الله -عباد الله- في الجد والتشمير دون استثقالٍ لصيامه، واستطالة لقيامه، واستبطاءٍ لأيامه، وحذار حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، أوتعاطي مفطراته الحسية والمعنوية، وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال:"من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

إخوة الإيمان: إن شهر رمضان قداتى اليكم فماذا اعدتم له.وماذا انتم عاملون فيه جاء شهر الخيرات بالبركات*** فأكرم به من زائرٍ

هو آت فالذين يستقبلونه على أنه شهرجوعٍ ونومٍ، وحرمانٍ نهاري، وشبع وسهر ليلي، وأعمالٍ وأقوالٍ لا تجاوز اللسان، ولا يعمر به جنان،

لن يستفيدوا من معطياته، ولن ينهلوا من خيراته. وأما الذين يستقبلونه على أنه مدرسة لتجديد الإيمان، ومحطةلتهذيب الأخلاق والسلوك، وتقوية الضمائر والأرواح، وانطلاقة جادة لحياة أفضل، ومستقبلٍ أكمل، فهؤلاء هم المستثمرون على الحقيقة، قد أغذوا السير وأعدوا الحياة لتروح نسماته، والنهل من خيراته وبركاته، هؤلاء هم الخليقون بالرحمات، الحقيقون بالخيرات، الجديرون بالعطايا والهبات، المبشرون بروح الجنات، هؤلاء -بإذن الله- هم المعوَّل عليهم -بعد الله- في صلاح الأوضاع، واستنـزال النصر والعزة، وكسب الجولات، في إسعاد المجتمعات، ومواجهة التحديات. وما أحوجنا إلى هذا الجيل الإيماني اليوم ونحن نواجه المؤامرات من قوى الشر والطغيان، وإن الغيور ليتساءل بحرقة وأسى:

بأي حالٍ يستقبل إخواننا المسلمون في الأرض المباركة فلسطين شهر رمضان المبارك، وهم يواجهون العدوان اليهودي الغاشم ضد مقدسات الأمة ومقدراتها هناك؟!

بأي حال يستقبله اخواننا المستضعفون والمظطهدو كاليمن وسوريا وكشمير وغيرها من بلدان المسلمين.

إن الواجب علينا - يا عباد الله-

شكر نعمة الله وأن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، ما نستطيعه من دعاءٍوبذل وعطاء، لا سيما من ذوي المال واليسار، والغنى والاقتدار، في تلمُّس احتياجات إخوانهم الذين تربطهم بهم عقيدة الإسلام، كيف لا وقد حلَّ فينا شهر الخير والبركة، وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخواننا المحتاجين من قريبٍ وبعيد، فنمد لهم يد العون والمساعدة، وهذا من واجب الأخوة الإسلامية.وهمسة محبٍ ناصح في أذن كل من يواقع معصية، أو يقترف خطيئة،

فإن شهر رمضان فرصة للإقلاع والندم والتوبة والإنابة،

وهو مدرسة الصبر والتحمل والقوة والإرادة،

فلنبادر جميعًا إلى الكف عن الوقوع

في أي لونٍ من ألوان المحرمات في حقوق الله أو في حقوق

عباد الله، لاسيما والأجواء الإيمانية والأوقات الروحانية تعين على ذلك،

كيف لا والعمر قصير، والأجل يأتي بغتة. والله المستعان.

كما أن الدعوة موجهة وبإلحاح إلى القائمين على وسائل الإعلام، والمسؤولين عن القنوات الفضائية،

أن يتقوا الله في الأمة في هذا الشهر الكريم، فيبثوا الخير والفضيلة، ويكفوا عن الشر والرذيلة، تأدبًا مع قدسية الزمان، ورعاية لحرمة شهر رمضان،

هذا إن رمنا الاستفادة من هذا الشهر الكريم،

وإننا لفاعلون إن شاء الله.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة: 183

اللهم بلغنا بمنك وكرمك شهر رمضان، اللهم أهلَّ علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه يا ذا الجلال والإكرام، واغفر اللهم لنا ما سلف وكان، من الذنوب والخطايا والعصيان، اللهم اجعله شهر عزٍّ ونصرٍ للإسلام والمسلمين في كل مكان،

اللهم وأعنا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانًا واحتسابًا، إنك خير مسؤول وأكرم مرتجى مأمول.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنههو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله يمنُّ على عباده بمواسم الخيرات،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب البريات،

وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله المبعوث بكريم السجايا وشريف الصفات، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات، والتابعين ومن تبعهم بإحسان مادامت الأرض والسماوات.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- واشكروه على ما منّ به عليكم من قرب حلول شهر الصيام والقيام،

واعلموا -يا رعاكم الله- أن إدراك شهر رمضان نعمة عظمى ومنة كبرى، فكم من أناسٍ حال بينهم وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات، ولقد كان رسولكم -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، يستحث بذلك عزائم المؤمنين، ويشرح صدور المسلمين للإقبال على طاعة رب العالمين، ويشوقهم ويرغبهم فيما عند الله من الفضل العظيم والخير العميم،

فقد روى ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبيهقي من حديث سلمان -رضي الله عنه-

قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان فقال: "أيها الناس: قد أظلكم شهرٌ كريم مبارك، شهرٌ فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر...".الحديث. وفي الحديث الآخر: "أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه فينـزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه رحمةالله -عز وجل-". رواه الطبراني وغيره، ورواته ثقات من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-. وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير: أقبل، ويا باغي الشر: أقصر، ولله عتقاء من النار،وذلك كل ليلة".

فيا أيها المسلمون: أروا الله من أنفسكم خيرًا،

افتحوا صفحة جديدة من حياتكم، مسطرة بأحرف الخير والبر والتقوى والعمل الصالح. أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفسادِ فأدِّ حقوقـه قولاً وفعلاً وزادك فـاتخذه إلـى المعاد ِفمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نـادمًا يوم الحصاد.ِ تأسوا بنبيكم -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- إذا جاء رمضان استعدله، لا بالمآكل والمشارب، بل بالطاعة والعبادة والجود والسخاء، فإذا هو -مع ربه- العبدُ الطائعُ والمنيبُ الخاشعُ، ومع عبادة الرسولُ الجائعُ السخيُّ الجوادُ الكريمُ: وكان -عليهالصلاة والسلام- أجود بالخير من الريح المرسلة. فيا أيها المؤمنون: استعدوا لشهر رمضان، بالخير والعمل الصالح. إذا رمضان أتى مقبلاً فأقبل فبالخير يستقبل ُ لعلك تخطئه قابلاً وتأتي بعذر فلا يقبلُ وأعدوا أنفسكم للتخلق بأخلاقه، والاستفادة من حكمه وأسراره، فيا من يريد تجارة لن تبور، ورزقًا لا ينفد، وربحًا لا يحد ولا يعد: في هذا الشهر تدرك، وبالصيام فيه تلحق بركب الفائزين، هاهي سوق الخير نصبت فأين المتاجرون؟! وساحة العفو اتسعت فأين المتنافسون؟! هيا أيها المؤمنون: قد فتحت أبواب الجنة، فأين الراغبون؟!

ويا أيها المذنبون: قد أغلقت أبواب النار،

فأين التائبون توبة صادقة نصوحًا شاملة لكل جوانب الحياة؟! نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم منهم بمنه وكرمه. هذا، وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير الورى وأفضل من وطئ الثرى، كما أمركم بذلك المولى -جل وعلا-، فقال تعالى قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)]الأحزاب: 56[. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله أبي القاسم،

ما تعاقب الجديدان وتتابعت المواسم، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،

وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد