بين التقصير والعراقيل.. حكومة "التوافق" تطفئ شمعتها الأولى

غزة / خالد الاستاذ / خاص سوا/ عامٌ كامل على أداء حكومة التوافق الفلسطينية للقسم أمام الرئيس الفلسطيني " محمود عباس " في خطوة أعادت للفلسطينيين بعض الثقة في انهاء حقبة الانقسام الأسود الذي طال ضرره كافة مناحي الحياة لا سيما في قطاع غزة.


وعلق الفلسطينيون آنذاك آمالاً كبيرة على تشكيل الحكومة، في أن تساهم بإخراجهم من الأوضاع الصعبة التي يعيشونها لا سيما الاقتصادية، والتي وصلت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي وشن عدة حروب عليهم.


طموحات فلسطينية


إلا أن الخلافات والانقسام الداخلي الفلسطيني أفسد كل تلك الآمال والطموحات، بل وكرس في أنفس الفلسطينيين أنه لا يمكن لهم الخلاص من هذه الأزمات والكوارث إلا بتحقيق المصالحة الداخلية أولاً.


الحكومة الفلسطينية برئيسيها ووزرائها زاروا غزة أكثر من مرة، وعقدوا عدة لقاءات مع الفصائل الشخصيات الفلسطينية، إلا أن كل تلك الجهود لم تثمر عن انفراجه حقيقية في الأوضاع الفلسطينية في قطاع غزة، بل على العكس ازداد الوضع سوءً مع استمرار تشرد عشرات الآلاف في مراكز الإيواء بعد أن فقدوا منازلهم في الحرب الأخيرة.


حركة حماس وعدة فصائل أخرى اتهمت الحكومة بالتقصير في أداء واجباتها تجاه قطاع غزة وأنها تأتمر بأوامر الرئيس الفلسطيني فقط، وبالتالي نفت تلك الحكومة عن نفسها صفة "التوافق"، فيما تتهم الحكومة حركة حماس بأنها تعرقل عمل الحكومة في غزة ولا تسمح لها ببسط سيطرتها على القطاع وترفض تسليم المعابر.


اتهامات متبادلة


المحلل السياسي "ابراهيم العيلة" اعتبر أن الاتهامات الموجهة للحكومة بأنها مقصرة في عملها بأنه اتهام مرده إلى أن الراعيين لها لم يسمحوا لها بالقيام بالأعمال الموكلة لها، مشيراً إلى أن الحكومة بلا توافق عبارة عن حكومة بدون أي تفاعل.


وبين العيلة في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الثلاثاء، أن حكومة التوافق التي توافقت عليها حماس و فتح وباركتها الفصائل الفلسطينية، لم يفتح لها المجال من الفصائل الفلسطينية للقيام بدورها لأن من يحكم غزة هي حماس على حد وصفه.


واستشهد العيلة على ذلك بالقول إن الضرائب تختلف في غزة عن الضفة وكذلك الرخص تختلف والرسوم والجمارك كذلك.


لا بدائل


في السياق نفسه، أكد المحلل السياسي طلال عوكل أن الحكومة قائمة ومستمرة وأنه لا يعتقد أن هناك بدائل عن الحكومة لطالما بقي الوضع على حاله، على الرغم من مرور عام كامل على تشكيلها.


ودعا عوكل منظمة التحرير البيت الجامع للكل الفلسطيني مراجعة كل شيء وأن تعوض النوافذ الفارغة في المصالحة ثم بعد ذلك يأتي دور انشاء حكومة وطنية على أسس قوية.


وفيما يتعلق ببدائل الحكومة لإيجاد حلول للمشكلات قال، البدائل هي العودة للحوار مرة أخرى ثم العودة إلى الحكومة والنظر إليها وان كانت تحتاج إلى تعديلات أو ترميمات فالأولى هو تصحيح ذلك.


وبين أن الحكومة مشلولة لأن المرجعيات السياسية لا تقدم المساعدة اللازمة، وبالتالي فإن الحكومة لن تستطيع القيام بواجباتها وهذا يعني أن السلطة القائمة في غزة تستمر وتتعزز وكذلك السلطة في الضفة الغربية تستمر وتتعزز.


وأوضح أن مشكلة الحصار والاعمار والاحتلال والتضيق ستؤدي حتماَ إلى توقف عمل الحكومة .


المواطن والحكومة


ويعيش الشارع الفلسطيني حالة كبيرة من الفتور واليأس تجاه حكومة الوفاق التي لم تلبي لهم حاجاتهم على حد ما وصف الشاب باسل الصليبي (21)عاماً.


ووافقه الرأي الشاب أدهم التتري (30) عاماً الذي أكد تنصل الحكومة من جميع حقوق شعبها، متسائلاً عما اذا كانت هناك صلاحيات لحكومة فلسطينية تُقام تحت سلطة الاحتلال.


في المقابل اعتبر المواطن عزيز صباح (25) عاماً بأن حكومة التوافق تحاول القيام بأعمالها قدر المستطاع متمنياَ إعطاءها فرصة كافية.


وفي مسلسل صراع الآراء أكد الحاج منار صافي (50) عاماً بأن العام الذي مضى تحت حكم حكومة التوافق هو الأجمل لأنه حمل اسم التوافق وتم بمشاورة حركتا حماس وفتح وبالتالي فإن الحكومة تمثل شيء ملموس نتج فعلياَ عن وفاق وطني على حد وصفه.


وبهذا تطوى اليوم صفحة عام كامل من عمل حكومة الوفاق ويفتح عام جديد يأمل الفلسطينيون بأن يكون أسعد وأجمل وأجدى من العام المنصرم، لتبقى حكومة التوافق آمال المعذبين والمشردين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد