فرنسا: إقالة مدير المخابرات العسكرية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية
أعلنت القوات المسلحة الفرنسية إعفاء مدير المخابرات العسكرية إريك فيدو من منصبه، وذلك على خلفية ما اعتُبر تقصيرا فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
وقال مصدر عسكري: "إن رئيس أركان القوات المسلحة قد أبلغ فيدو يوم الثلاثاء بمغادرته منصبه الصيف المقبل ، لكن الجنرال فيدو فضل التوقع بمغادرة المؤسسة العسكرية على الفور".
وأوضح أن الدافع لهذه الإقالة هو "عدم كفاية الإحاطات" وضعف التمكّن من الملفات.
وأضاف المصدر "أن المخابرات العسكرية تجري استعلامات عسكرية بشأن العمليات وليس بشأن النوايا، مبينا أن تقاريرها خلصت إلى أن روسيا لديها الوسائل الكافية لغزو أوكرانيا، وما حدث أثبت أنها كانت على حق".
من جانبه، أكد مصدر قريب من الملف أنه لا يمكننا نسب هذا التغيير للوضع الأوكراني فقط، إنها أيضا مسألة إعادة تنظيم للجهاز.
وبين أن الأميركيين قالوا إن الروس سيهاجمون، لقد كانوا على حق على العكس من ذلك، واعتقدت أجهزتنا أن غزو أوكرانيا ستكون له تكلفة باهظة وأن الروس لديهم خيارات أخرى لإسقاط الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال المتخصص في شؤون الاستخبارات بمعهد الدراسات السياسية بباريس ألكسندر بابيمانويل، إن الاستخبارات الأميركية استخدمت المعلومات الاستخبارية وسيلة للضغط، وهذا يمثل عودة الاستخبارات ركيزة للتواصل السياسي.
ومع ذلك، اعتبر "بابيمانويل" أنه لا يمكن توجيه اللوم فقط للمخابرات العسكرية، والتي تعاني خصوصا من عدم كفاية الموارد ومن مشكلة في صورتها وفي تنظيم أجهزتها".
وخلص الباحث إلى أن التحذير موجه للمجتمع الاستخباري بأسره، وعليهم أن يكونوا فعّالين وعلى دراية بكل التهديدات".
جدير بالذكر أن مدير المخابرات العسكرية إيريك فيدو، عين في منصبه الصيف الماضي بعد أن تولى قيادة العمليات الخاصة، لكن تعيينه أحدث ضجة داخل المجتمع العسكري؛ لأن البعض اعتبر أنه تم في إطار عملية تدوير مناصب بين جنرالات.
وفي مطلع مارس، بعيد بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، أقر رئيس أركان الجيش الجنرال "تييري بوركار" لصحيفة "لوموند" بوجود اختلافات في التحليل بين الفرنسيين والأميركيين بشأن مسألة الغزو المحتمل لأوكرانيا.