"إخفاق للشاباك"

إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن عملية إطلاق النار بالخضيرة

من مكان عملية إطلاق النار بالخضيرة

كشفت وسائل إعلام عبرية، فجر اليوم الإثنين 28 مارس 2022، عن تفاصيل جديدة بشأن واقعة إطلاق النار في الخضيرة أمس، والتي أدت لمقتل شرطيين إسرائيليين، وإصابة 12 آخرين.

ونفذت العملية من قبل شابين فلسطينيين هما إبراهيم وأيمن اغبارية، وكلاهما من سكان أم الفحم داخل الخط الأخضر.

ووفقًا لموقع واي نت العبري، فإن المنفذين وصلا إلى شارع هربرت صموئيل في الخضيرة عند الساعة 8:40 من مساء أمس بتوقيت القدس المحتلة، ووضعا مركبة خاصة بهما في مكان قريب وترجلا حتى وصلا إلى محطة الحافلات وانتظرا لوقت قصير بهدف محاولة جمع عدد أكبر من الإسرائيليين، وبعد ثوانٍ من نزول الركاب من الحافلة، أطلقوا النار على 3 إسرائيليين كانوا داخل محطة للحافلات، ما أدى لمقتل شرطي وشرطية إسرائيليين، وأصابا الثالث بجروح خطيرة.

شاهد/ بالفيديو: شجار بين وزير الأمن الإسرائيلي وعضو الكنيسـت بن غفير

وواصل المنفذون إطلاق النار دون توقف، بما في ذلك تجاه راكب دراجة نارية كان يمر في المنطقة، وسمع عناصر وحدة سرية تابعة لقوة “حرس الحدود” كانوا يتناولون الطعام في مطعم مجاور، إطلاق النار، وركضوا مسافة 50 مترًا، ودخلوا في اشتباك مع المنفذين قبل أن يتمكنوا من قتلهما، فيما أصيب شرطيان من عناصر الوحدة السرية بجروح متوسطة.

ووفقًا للموقع، فإن المنفذين كانا بحوزتهما أسلحة رشاشة ومسدسات وسكاكين ورصاصات وصل عددها إلى أكثر من 1000، وبعضها مسروق من الجيش الإسرائيلي.

وقال أحد ضباط الوحدة السرية الذين خاضوا اشتباكًا مع المنفذين، إنه كان يقف قرب أحد المباني ولم يدخل المطعم بعد، وحين سمع إطلاق النار وصل للمكان ووجد أحد المنفذين بحوزته بندقية M16، وأنه بادر بإطلاق النار عليه برصاصة واحدة في منتصف رأسه وقتله على الفور، فيما كان المنفذ الثاني يتمركز خلف مركبة مازدا تعود للمنفذين وصلا إلى مكان العملية عبرها، وتبادل مع ضباط آخرين إطلاق النار معه قبل أن يتمكن من الوصول إليه عبر جناح المركبة ويقوم بتصفيته.

ويظهر من فيديو كاميرا أمنية وثقت الهجوم، أن أفراد من الشرطة الإسرائيلية كانوا بالمكان ردوا بإطلاق النار تجاه المنفذين قبل أن يهربوا من المكان دون معرفة فيما إذا أصيبوا فيه، إلا أن إطلاقهم النار لم يمنع المنفذين من الاستيلاء على سلاح مجندة واستخدامه لمواصلة هجومهم.

وقال موظف في متجر قريب من الهجوم، إن المنفذين كانوا ينتظرون وصول الحافلة وحين اقتربت تم فتح النار عليها، وأطلقوا رشقات نارية بعد أن أطلقا طلقتين فقط في البداية، ولمدة دقيقتين تم إطلاق عدد كبير من الرصاص تجاه الحافلة ومحيطها.

ووفقًا للموقع العبري، فإن تدخل أفراد الوحدة السرية الذين تصادف وجودهم في مطعم قريب منع المنفذين من قتل عدد آخر من الإسرائيليين.

وقال والد الشاب أيمن اغبارية، إن عائلته صدمت من الهجوم ولم تكن تعلم أنه يخطط لتنفيذه، وأن نجله كان يقضي معظم وقته في غرفته أو في العمل، ولم نشعر أنه كان يخطط لشيء.

وبحسب الموقع، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس تنفيذ عملية اعتقال إداري بحق مشتبه بهم في إمكانية تنفيذهم هجمات وخاصة ممن اعتقلوا سابقًا بتهمة تأييد تنظيم “داعش” الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.

وبحسب جهاز الشاباك، فإن إبراهيم اغبارية كان معتقلًا لدى الجهاز سابقًا بتهمة تأييد تنظيم داعش ومحاولته الانضمام للتنظيم، واعتقل لمدة عام ونصف، في حين أيمن اعتقل لمدة أسبوعين للاشتباه بحيازته أسلحة ولم تثبت عليه التهمة.

ولم تتوصل التقييمات الأولية للأمن بوجود صلة مباشرة للمنفذين مع أي بنية تحتية، أو مع منفذ عملية بئر السبع “محمد أبو القيعان” الذي كان مؤيدًا هو الآخر لتنظيم داعش.

ويشتبه بأن المنفذين كانا يحاولان الوصول إلى مطعم بيع الشاورما في المكان لمواصلة العملية وقتل من بداخله، قبل أن يصل إليهما أفراد الوحدة السرية ويشتبكان معهم ويقتلان.

الشاباك أخفق برصد العمليات

وفي ذات السياق، وجهت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الإثنين، انتقادات إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) على خلفية عملية إطلاق النار في مدينة الخضيرة، مساء أمس، والتي وقعت بعد أقل من أسبوع من عملية الدهس والطعن في بئر السبع، والمنفذون في كلتا العمليتين من مؤيدي تنظيم "داعش".

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإنه يتعين على تحقيق يجريه الشاباك والشرطة حول عملية الخضيرة، أمس، استيضاح ما إذا كانت "عملية تقليد بإيحاء من عملية بئر السبع، أم أنها مبادرة منظمة أكثر من جانب منظمة إرهابية".

وأشار هرئيل إلى أن "ثمة حاجة لاستيضاح لماذا لم يكن هناك إنذارا مسبقا للمرة الثانية على التوالي. فهذه المرة لم ينفذ العملية شخص بمفرده". وأضاف أنه لأن منفذي العملية، أمس، "جاءا مسلحان بمسدس على الأقل، فإنه من الجائز أن هناك من باعهما إياه أو زودهما به".

ورأى المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن "هذا بات يبدو كإخفاق للشاباك. كيف يعقل أنه لم يتم تركيز جهد أكبر ضد هذه الخلايا الإرهابية؟ وتقييم الوضع في الجيش الإسرائيلي والشاباك قبل شهر رمضان كان أنه في حال حدوث تصعيد فإنه سيكون في القدس والضفة الغربية. إلا أن هذه العملية (في الخضيرة) لم تكن عفوية. وقد تم التخطيط لها مسبقا. والمنفذان جاءا حاملين أسلحة وعملا بشكل محترف. ومرة أخرى، الشاباك لم يرصدهما".

واعتبر يهوشواع أن "الشاباك قوي في المناطق (المحتلة)، وبشكل أقل بين عرب إسرائيل. فهناك تسري قواعد أخرى. وشددنا على أن عملية حارس الأسوار (العدوان على غزة في أيار/مايو الماضي) كانت دعوة استيقاظ لإسرائيل لأحداث متعددة – الجبهات والتشديد على عرب إسرائيل. وقبل سنة أيضا لم يتميز الشاباك بتوفير إنذار مسبق للأحداث ولا خلال أعمال الشغب" في إشارة إلى الهبة الشعبية والاحتجاجات على القمع الإسرائيلي في القدس المحتلة والعدوان على قطاع غزة.

وبحسب يهوشواع، فإن "مسؤولين سابقين في الشاباك يقولون إنه تم إهمال الشعبة العربية في الجهاز. وهنا أخفق عناصر الشاباك مرة تلو الأخرى".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن "غزة هادئة حاليا، لكن الطريق نحو تسخين مناطق أخرى، خاصة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، أقصر بكثير. ومعظم العبء المخابراتي ملقى الآن على الشاباك، وعندما تكون كمية السلاح غير القانوني كبيرة بهذا الشكل في الوسط العربي، فإن نقطة الانطلاق يجب أن تكون في أعقاب نجاح العمليتين الأخيرتين أنه ستكون هناك عمليات أخرى".

وأشار المحللون إلى أن العملية في الخضيرة، أمس، وقعت في الوقت الذي يجتمع فيه ستة وزراء خارجية في النقب. وكتب هرئيل في هذا السياق أن منفذي العملية "جاءا وذكرا بأنه بالرغم من الاحترام للأقوال حول شرق أوسط جديد وأحلاف شجاعة، ما زالت هناك قوى عنيفة كثيرة تسعى إلى تشويش هذه الإنجازات، ومستعدة لاستخدام الأسلحة النارية من أجل نقل الرسالة".

624896-01-08-1536x1024.jpg
CnyztpE007010_20220328_PEPFN0A001-1536x1024.jpg
624871-01-08-1536x1024.jpg
624854-01-08-1536x1024.jpg
624804-01-08-1536x1024.jpg
624795-01-08-1536x1024.jpg
624681-01-08-1536x1024.jpg

المصدر : صحيفة القدس - عرب 48

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد