تمكن فريق بحثي صيني من تطوير منصة تسخين جديدة قليلة التكلفة وغير ضارة بالبيئة، وذلك لتنقية مياه البحر الملوثة بالنفط، إذ تستطيع إزالة الزيت من الماء بكفاءة أعلى بمعدل 90% من التقنيات المعمول بها حالياً.

وأعلن موقع” Verve times“أن الباحثين الصينيين نجحوا في تصميم المنصة بهدف تبخير سطح التماس بين الماء والنفط الذي يعرف باسم” السطح البيني“، وفصلهما عن بعض من خلال استخدام طاقة الشمس فقط، حيث تتسرب جزيئات الزيت بعد ذلك إلى الهواء كبخار، تاركةً وراءها مياهًا نظيفة.

يشار إلى أن تقنيات سابقة قد استخدمت ضوء الشمس لتسخين سطح المياه لإزالة الملوثات، ولكنها واجهت مشكلات جمة في تطبيق هذا النهج عملياً، ولم تستطع صناعة منصة ثابتة تصمد أمام ظروف مياه البحر.

إلا أن الفريق البحثي الصيني نجح في صنع منصة فائقة الثبات ومقاومة للملح ويمكنها الحفاظ على التبخر المتسارع مع الاستمرار في إزالة جزيئات الزيت.

وحول آلية العمل، دمج الباحثون في المنصة نوعين من المواد الهلامية العضوية” هيدروجيل عضوي“ في أنابيب نانوية كربونية، ثم أنشأوا نقاطًا ساخنة يمكنها تركيز ضوء الشمس على سطح الماء لمنع تبديد الحرارة.

من جهته، أوضح شوتاو وانغ الباحث المشارك في الدراسة: "أن الهيدروجيل العضوي منخفض الكثافة عندما ينغمر تحت مستوى سطح الماء، فإنه يطفو ذاتيًا مرة أخرى لاستمرار عملية التبخر"، مضيفاً:" أن المنصة بخرت خلال الاختبارات التجريبية حوالي 2.4 كيلوغرام من الماء لكل متر مربع في الساعة، ويمكن أن تستمر لمدة 240 ساعة حتى في ظروف التلوث الهائل بالزيت".

وبين فريق البحث أن التقنية الجديدة لمنصة التسخين المضادة للقاذورات النفطية باستخدام الطاقة الشمسية، تظهر إمكانات كبيرة لتنقية عملية لمياه البحر إضافة إلى المياه العذبة الشديدة التلوث.

من جابنها، ذكرت مياو وانغ الباحثة المشاركة في الدراسة: "أن المنصة الجديدة من شأنها المساعدة في تخفيف الندرة العالمية لموارد المياه العذبة، خاصة أن الطلب عليها مرتفع في مجالات مختلفة، ومن أبرزها: الاستخدام المنزلي، التطبيقات الصناعية والزراعية"

وكان أحدث تقرير أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ”IPCC“ والتابعة للأمم المتحدة، أظهر أن حوالي 4 مليارات شخص من حول العالم لا يحصلون على المياه النظيفة بما يكفي لمدة شهر على الأقل كل عام.

المصدر : وكالة سوا - إرم