بالصور: أسبوع الموضة 2022 .. تصاميم ومعايير
ظهر مصطلح "أسبوع الموضة" لأول مرة في نيويورك عام 1943م، خلال الحرب العالمية الثانية، حينما قررت مصممة الأزياء الأمريكية إليانور لامبرت، إقامة عرض للأزياء التي يطرحها التجار الأمريكيون، بهدف التسويق لمنتجاتهم وتصاميمهم في الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة عجزهم للسفر إلى باريس، بسبب الحرب العالمية الثانية آنذاك، وكان يططق على هذا الأسبوع حينها "أسبوع الصحافة".
وترجع الأصول الأولى لعروض الموضة لعصر الملكة إليزابيث، فقد كانت الأزياء الراقية والتفاصيل الدقيقة للتصميم، محطّ الأنظار في ذلك الوقت خاصة عند النساء، إلى أن استقرّت فترة زمنية طويلة في البلاد الفرنسية، لتكن المقر الرئيسي لأن تجد كافة التصاميم للأزياء فيها من مختلف البلاد الأوروبية والقارة الشمالية الأمريكية.
واستثمرت الولايات المتحدة الأمريكية حدوث الحرب العالمية الثانية في البلاد الأوروبية، للترويج لتصاميمها بشكل جيّد، في مدينة نيويورك، وحظت باهتمام جيّد من المهتمين بهذه العروض والتصاميم، إلى أن رسمت نيويورك اسمها بين أهم المدن، التي تقام فيها عروض الأزياء في العالم حتى الآن.
مواسم عروض الموضة:
هناك موسمين لأسبوع عروض الموضة، موسم يختص بعروض أزياء الشتاء والخريف، وموسم خاص بعروض أزياء الربيع والصيف، بمختلف التصاميم، في مدة محددة يطلق عليها "أسبوع الموضة"، ويتم تنفيذها في كلٍ من باريس وميلانو ونيويورك ولندن.
ويحرص الفنّانون، وأصحاب المتاجر الهامة، والمصممون، والعديد من المهتمين بمنتجات الموضة لحضور هذه الأسابيع من كل عام، لتسنح الفرصة لهم لمواكبة ومشاهدة واختيار أول العروض وأهمها في العام.
وتعددت منتجات الموضة وتتنوع عبر العصور، فقد كانت مقتصرة في أول ظهورها على الفساتين للنساء، والقمصان الرجالية، لتشملَ الآن كافة المنتجات التي يرتديها كل من الجنسين ولمختلف الأعمار، من ملابس وأحذية، واكسسورات إضافية، ونظارات، ومجوهرات.
ولاقت أسابيع الموضة على مر السنوات اهتمامًا كبيرًا، فيحرص المصممون على تقديم أفضل التصاميم التي تضمن لهم بيعا مربحًا، فيما يحرص جمهورهم على الحضور، ليستطيع كل شخص اختيار ما يلزمه فيما بعد، ويحافظ على مسيرته التي يلزمها مواكبة هذه الموضة.
ومن جهة أخرى فتجد الاهتمام والحرص الكبير يكون من نصيب العارضين لهذه العروض، فيلتزم العارِض أو العارِضة بعدد من القوانين التي تجعله مؤهلًا لأن يستمر في حفاظ دار الأزياء التي يعمل لديها، في أن تحافظ عليه/ا.
ومن الملاحظ أن دور الأزياء العالمية تميل للعنصر الأنثوي أكثر من العنصر الذكوري في اختيار العارضين والعارضات، وذلك بسبب كثرة عدد التصاميم الخاصة بالمرأة عن عدد تصاميم الرجال، نظرًا لطلب النساء الأكثر على المنتجات من الرجال.
المواصفات التي يجب أن تمتلكها العارضة:
- أن لا يقل طول العارضة عن 170 سنتيمتر، وأن لا يزيد وزنها عن 52 كيلومتر.
- أن تكون العارضة صاحبة قوام ممشوق وجذاب، وتناسب كافة أعضاء جسدها مع بعضها البعض.
- أن تتمتع العارضة بكاريزما وثقة عالية، تستيطع من خلالها أن تقوم بعملها على أكمل وجه أمام الحاضرين، فعروض الأزياء تحتاج ثقة كبيرة.
- أن تستطيع العارضة المشي بطريقة جذابة ومتناسقة أمام الحضور.
- كان من شروط العقود في وقت سبق أن تكون العارضة غير متزوجة، وتمنع من الزواج طوال فترة التزامها بالعقد مع الشركة، ولكنها تلاشت مؤخرًا وأصبح شرطا لا يؤخذ به.
- أن يخلو جسد العارضة من أي عيوب جسدية أو تشوهات.
الالتزامات التي تلتزم بها العارضات قبل بدء أسبوع الموضة:
- الامتناع عن الأكل للأيام القريبة من موعد العرض، واقتصار العارضات على أكل بعض اللقيمات من الخضراوات، وبعض السوائل والعصائر المصنوعة من الفواكه والخضراوات الخضراء، كي تحافظ كل عارضة على وزنها المحدد الذي يجب أن لا تزداد عنه إلى حين مود العرض، وذلك لتتناسب مع المعايير الصارمة التي أصبحت معتادة في العصر الحالي خاصة.
- الامتناع عن شرب الكحول في الشهر السابق لموعد العروض، إلى حين انتهائها، كي تحافظ العارضة على معدل نومها الطبيعي، وتجنب تأثر الوجه بعلامات الشرب.
- الالتزام بالسفر حين حسب ما تم الاتفاق عليه بين الشركة المختصة بالعرض وبين العارضة، إلى الدولة التي سيتم فيها تنفيذ العرض.
أجور عارضي الأزياء:
تتنوع أجور عارضين وعارضات الأزياء، مع الشركة المتعاقدة، فنجد أغلى أجور العارضين الرجال، من نصيب العارض شون أوبري، حيث يبلغ أجره 5 ميلايين دولار سنويًا.
ويليه العارض البريطاني ديفيد غاندي، والذي يتقاضى أجرًا يبلغ قدره ما يقارب 1.4 مليون دولار سنويًا.
وتصدرت العارضة الأمريكية كيندال جينر، البالغة من العمر 24 عامًا، أعلى الأجور بين العارضات الإناث، ولم تقتصر على اعتمادها على عمل العروض التلفزيونية الواقعية، التي تعرف بها آل الكاردشيان، فتبلغ ثورتها لهذا العام ما يقارب 45 مليون دولار.
وتحظى الأختان بيلا حديد، وجيجي حديد من أب فلسطيني أمريكي، وأم هولندية الأصل، شهرةً واسعة بين صفوف العارضات الأكثر شهرة في العالم، وتجاوزت أرباح كل واحدة منهما للعام الماضي عن 30 مليون دولار.
ويلاحظ مؤخرًا أن المعايير والشروط الصارمة التي كان لا بد من أن تمتلكها العارضة بدأت بالتلاشي، فلعلنا نشاهد العارضة شانيل ينج، الملقبة بـ "بويني هارلو"، التي تعاني من مرض البهاق، تشارك في العديد من عروض الموضة العالمية، ولها شهرة واسعة جدًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُعتبر العارضة الصومالية حليمة، أول عارضة محجبة تلمع في عالم عروض الموضة، واستمرت مسيرتها وشهرتها عدة سنوات طويلة، وقدمت عروضًا عالمية، ولكنها أعلنت قبل عدة شهورعن اعتزالها عروض الأزياء رغبة في حفاظها على تعاليم دينها الإسلامي، والاكتفاء بإعلاناتها المدفوعة الأجر، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن ناحية أخرى نجد أن بعض دور الأزياء بدأت بعروض تناسب المقاسات ذوات الأحجام الكبيرة، والاستعانة بعارضات تتناسب أوزانهن مع التصاميم الكبيرة الحجم.
كما ويلحظ العالم تغيرا إيجابيا في كسر الصور النمطية في عالم الأزياء، ففي أسبوع الموضة في نيويورك لهذا العام 2022، لاحظنا عرض خاص بأصحاب الكراسي المتحركة، وعرض آخر لأمهات يصطحبن أبناءهن معهن، وهذا بدوره يعتبر تقدمًا ملحوظًا في دثر المعايير المقتصرة على فئة معينة، لتقديم عروض الأزياء، والذي من شأنه يمنح الفرصة لكافة أفراد المجتمعات بممارسة حقوقهم في اختيارهم للمهن التي يريدونها.