تمكن باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، من رصد ذكريات تكونت في دماغ سمكة زرد حية، في محاولةٍ منهم لتفسير آلية عمل الذكريات وتسجيلها وكيفية حفظها رغم مرور السنين.

وأفاد موقع "إنترستنغ إنجنيرنغ" بأن الباحثين قاموا بإنشاء ذكريات في أسماك زرد مُهندَسة وراثياً، ثم راقبوا التغيرات داخل رؤوسها الشفافة أثناء إضاءة خلايا الدماغ؛ ما يشير إلى التقاط الفريق لأول صورة للذاكرة في كائن حي.

وقال الباحثون إن الذكريات تحدث عند إعادة تنشيط مجموعة من الخلايا العصبية، وكلما فكرنا في شيء تنشط مجموعة مختلفة من الخلايا، مع ذلك لا تزال جوانب عديدة لآلية عمل الدماغ غير مستكشفة بعد.

ووجد العلماء:" أن الدماغ يصنع الذكريات من خلال تغيير نقاط الاشتباك العصبي، وهي تقاطعات صغيرة تتصل الخلايا العصبية عبرها، رغم وجود استثناءات لهذه القاعدة"

كما بينت دراسة علمية منشورة في مجلة وقائع الأكاديمية الأمريكية للعلوم: "أن التعلم يؤدي إلى نمو نقاط اشتباك عصبي في بعض مناطق الدماغ، واضمحلالها في مناطق أخرى، بدلاً من تغيير شدتها كما كان العلماء يعتقدون سابقا"، مضيفين: "أن هذه التغيرات في نقاط الاشتباك العصبي قد تساعد في تفسير كيفية تشكل الذكريات، ولماذا يكون بعضها أقوى من الأخرى".

ونجح الباحثون في دراستهم لأول مرة في تقييم قوة نقاط الاشتباك العصبي في دماغ سمكة زرد حية وموضعها، كما تمكنوا من مقارنة نقاط الاشتباك العصبي في دماغ إحداها طوال الوقت، عبر مجهر سمح لهم برؤية التغيرات بشكل لحظي.

وقام الفريق بتدريب الأسماك البالغة من العمر 12 يوم لربط تشغيل الضوء بالحصول على درجة حرارة غير مريحة على الرأس باستخدام ليزر الأشعة تحت الحمراء، وهو الأمر الذي كانت الأسماك تهرب منه بسباحتها بعيداً.

واستطاع الباحثون رؤية تغييرات كبيرة في أدمغة الأسماك وتسجيلها بعد 5 ساعات من التدريب، وبدلا من تسبب الذاكرة في تغيرات في قوة نقاط التشابك العصبي، دُمِّرت النقاط في إحدى مناطق الدماغ وأُنشئت نقاط جديدة كليا في جزء آخر منه.

وتشكل الدراسة خطوة كبيرة على طريق فهم آليات الذاكرة وإضافة علمية قوية لسجل أبحاث آلية عمل الدماغ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما مدى قابلية تطبيق الدراسة على أدمغة كائنات أكبر حجماً.

المصدر : وكالة سوا - موقع إرم