يثار جدل في الساحة الفلسطينية حول ما يسمى معركة الفيفا وسيستمر أيام ومن ثم ننسى كما كثير من المعارك، الذي نخوضها برفع سقف التوقعات و من دون تهيئة الجمهور و أرض الملعب واللاعبين والمدرب وذكاؤه وتكتيكاته الهجومية والدفاعية وإغلاق وسط الملعب والقدرة على المناورة و الإرتداد والمباغتة، و الإستعداد البدني والنفسي والإصابات التي يعاني منها اللاعبين وقدراتهم وتوظيف إمكاناتهم والبدائل على دكه الاحتياط.
مقابل فريق قوي وفاجر لديه خططه وتكتيكاته و إستراتيجيته القوية ومدربين ولاعبين مهرة و يجوبوا كل أنحاء الملعب، فريق لا يلعب بغباوة إنما بذكاء ومهارة عالية و متسلح بلاعبيه وقدراتهم، وإمكاناتهم على المناورة والهجوم والدفاع القوي وأدواته المحيطة به من حكام و إعلام ومروجي الدعاية الناجحة.
أن تمتلك الشرعية لا يعني أنك ستحقق العدالة، تحقيق العدالة بحاجة الى أدوات و إستعداد وتجنيد كل الإمكانات وعدم التسرع ورفع سقف التوقعات عند الجمهور ومن ثم تكون النتيجة صفر كبير و خيبة أكبر تضاف لمجموع الخيبات، ومن ثم الإدعاء لاحقا أننا حققنا إنتصاراً سياسياً و أخلاقياً مبهراً وأنها خطوة تكتيكية للإنطلاق للمباراة القادمة، هذا كلام فارغ وطحن الماء.
التجربة علمتنا اننا لا نثق بالمجتمع الدولي خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل كما أننا لا نثق باللاعبين والمدرب والمساعدين ورئيس مجلس إدارة النادي الفلسطيني، و تأجيل نقاش تقرير غولدستون ماثل أمامنا وخطة الإستقلال وإقامة الدولة المقدمة إلى مجلس الأمن فشلت، و ما يسمى بالمعركة الدبلوماسية لم تحقق حتى الآن أي نتائج مبهرة.
الحديث أن معركة الفيفا هي رياضية وليس سياسية وان ما جرى إنجاز كبير في الحصول على ضمانات من الإتحاد الأوروبي والإفريقي لكرة القدم و تشكيل لجنة رقابة الأداء و الإجراءات الإسرائيلية تجاه الرياضة الفلسطينية، هذا ليس إنجاز مقابل الحديث عن طر ثم تعليق عضوية إسرائيل من الفيفا بعد ان تم رفع سقف توقعات الناس. وسبق في العام ٢٠١٣ و ٢٠١٤، أن قامت الفيفا بتشكيل لجنة مراقبة ولم تستطع ثني إسرائيل عن القيام بانتهاكاتها ووقف عنصريتها ضد الرياضة والرياضيين الفلسطينيين.
أمامنا أربع سنوات لتعقد الجمعية العامة لفيفا لنرى النتائج و معارك ومباريات صعبة وقاسية أهمها التحدي الكبير وهو الجنايات الدولية ونحن منذ البداية لم نتعامل معها على أنها السلاح النووي الماحق كما يصورها البعض، ويجب أن لا نرفع من سقف توقعات الناس منها، أو من غيرها طالما بقينا ندير ونستعد لمعاركنا بفزعة عرب كما قال ذلك جبريل الرجوب نفسه في العام ٢٠٠٩ تعليقاً على هزيمة المنتخب الفلسطيني.
إعداد الملعب و الأخذ بكل الأسباب وفي المقدمة الجمهور وعدم رفع سقف توقعاته فهو من أهم الأسباب للفوز ويدرك إمكاناته و إمكانات لاعبيه، ويستطيع التقرير في مسار المباراة والفوز أو تحقيق نتيجة مرضية. لكن إذا بقي الحال على ما هو عليه من انقسام وتفرد وعدم الإستفادة من تجارب الماضي والقدرة على إتخاذ قرارات موضوعية بناء على قدراتنا وموازين القوى، وأن تكون قراراتنا حاسمة في مواجهة أنفسنا قبل مواجهة الإحتلال ونزع الشرعية عنه من دون خوف ومراهنات ووعود جربناها عقود من الزمن ولم تثمر سوى الهزائم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية