عيسى: المسيحيون بالقدس أقل من 1% والعامل السياسي دافع للهجرة
القدس / سوا/ قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، "إن الحضور المسيحي في المجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي يشكل اقل من1% فقط من تعداد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ، وذلك لأن معظم مسيحيي فلسطين قد توجهوا إلى العيش في بلاد أخرى لأسباب مختلفة منها وجود الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأراضي، والوضع الاقتصادي السيئ، والإحصائيات الاخيرة تشير بأن عدد المسيحيين 40.000 شخص في الضفة الغربية، واقل من 5000 في القدس، و1000 في قطاع غزة".
وأضاف عيسى، " المسيحيون اليوم ضمن المجتمع الفلسطيني يشكلون نحو 20% من حجم تعداد الفلسطينيين حول العالم الذي يبلغ ما يقارب 12,100,000 فلسطيني، منهم 4,620,000 في الاراضي الفلسطينية، حيث 2,830,000 في الضفة الغربية، و 1,790,000 في قطاع غزة. وهناك حوالي 1,460,000 مليون فلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، اضافة لـ 5,340,000 في الدول العربية، و0,675,000 في الدول الاجنبية حسب الاحصائيات الاخيرة الناتجة عن مركز الاحصاء الفلسطيني في 31/12/2014م".
وأشار أمين نصرة القدس، "من الأسباب المباشرة لانخفاض نسبة المسيحيين في فلسطين يعود إلى انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين بسبب ارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وفشل مشاريع التنمية والنهضة في معظم دول المنطقة، وشعور المسيحيين وفئات اجتماعية أخرى بلا جدوى البقاء بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية فيها، وبالرغم من المصاعب المعيشية إلا أن المسيحيين إلى جانب إخوانهم المسلمين ما زالوا يكافحون من اجل تنمية وازدهار هذا الوطن".
ولفت د. حنا عيسى، وهو دبلوماسي سابق في روسيا الاتحادية، "الصراع العربي الإسرائيلي ترك اثاره السلبية على حركة المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم خارج الوطن، فمع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في سنة 1948 هجر ما يقارب 750 ألف فلسطيني عن أرضهم وأصبحوا لاجئين بين عشية وضحاها، ومن بين السكان الذين عانوا تجربة اللجوء ما بين 40,000 ألف إلى 50,000 من المسيحيين العرب الذين كانوا أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين في سنة 1948.
وأوضح، "في مدينة القدس كان مجمل السكان المسيحيين في العام 1944 يتجاوز 30,000 فردا، وأصبحوا الآن اقل من 5000 في اواخر سنة 2014 . حيث انه بفعل الاحتلال هاجر الكثير من المسيحيين سنة 1967 إلى الأردن والسكن في العاصمة عمان، لأنه توفرت الفرص أكثر بكثير منها في القدس، ولا غرابة أن نقول بأن عدد المسيحيين في استراليا اكبر منه في مدينة القدس الشرقية، وان عدد المسيحيين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الامريكية من مدينة رام الله أكثر بكثير مما هو موجود الآن في مدينة رام الله".
وذكر الدبلوماسي حنا، "منذ بدء الاحتلال سنة 1967 وحتى نهاية سنة 1993 كان معدل هجرة المسيحيين الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة ما يقارب 13000 مهاجر مسيحي منهم (8000 في الضفة و 5000 من غزة ). والعامل السياسي والذي مثله الاحتلال الإسرائيلي مع ما واكب من ظروف اقتصادية سيئة ومناخ اجتماعي صعب دوره الأساسي في دفع الناس إلى ترك الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونوه، "الأسر التي تسكن في المدن وذات انتماء للطبقة الوسطى أكثر عرضة للهجرة من الأسر في المناطق الريفية او في مخيمات اللاجئين، وأشارت الأغلبية من الأسر أن السبب المباشر الذي دفعهم للهجرة هو الوضع الاقتصادي السيئ والظروف السياسية غير المستقرة، ولتخفيف الهجرة يجب أن يسبقه تحسين الظروف السياسية والاقتصادية وإيجاد فرص العمل للحد من البطالة، وإقناع المواطن بالثقافة الوطنية".
وشدد د. حنا عيسى، وهو استاذ وخبير في القانون الدولي، "تحديات البقاء للفلسطينين هو العمل على سبيل العدل والسلام والخروج من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالحل العادل الدائم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. والعمل على توفير القيم المجتمعية التي توثق العلاقات في هذه الأيام الصعبة بين مختلف أبناء الوطن ولاسيما في المجال الديني. ومواجهة الأوضاع الاقتصادية الخانقة بدعم اقتصادي جاد، الامر الذي يولد الثقة في قلوب من يرون في الهجرة نجاة وخلاصاً".
وقال خبير القانون، "إن العوامل السياسية والاقتصادية هي وراء هجرة المواطنين، وعلى أصحاب الخطاب الديني ان ينتبهوا إلى المشروع الوطني المشترك والذي يشملنا جميعا دون فرق دين أو ملة.... علماً بأن إرادة الصمود والبقاء ما زالت قوية لدى غالبية الناس عندنا، إلا أن الاستنتاج يقودنا إلى أن الهجرة تزداد في زمن يتميز بانعدام الاستقرار السياسي والذي ينتج عنه عدم استقرار اجتماعي واقتصادي ولا سيما في العلاقات بين مختلف طبقات وفئات الشعب بما في ذلك الفئات الدينية".
وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية ان المهام الملقاه على عاتق مؤسسات المجتمع الرسمي والأهلي في فلسطين هي منع هذه الهجرة وترسيخ بقاء هذه الفئة والتطلع من خلال إيجاد الوسائل الفاعلة والتطلع إلى هجرة معاكسة ان أمكن.
وشدد، "هناك حاجة ماسة مشتركة لإيجاد نظرة متكاملة لقضايا الوطن وعمل جاد من قبل المسلمين والمسيحيين معا لمواجهة التحديات المختلفة ..علماً بأننا بمختلف طوائفنا المسيحية، فان الكنائس تتفاعل قدر المستطاع مع احتياجات المجتمع بروح الانفتاح والمحبة واحترام الحياة البشرية دون اعتبار لأية خاصية أو خفية دينية او غيرها . بالإضافة إلى ذلك تشدد كنائسنا في فلسطين على أهمية تحمل المواطن، بغض النظر عن الدين، أعباء ومسؤوليات الحياة العامة إذ ترى في هذا الأمر شهادة للانتماء وللولاء للوطن.