حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج 2022

الإسراء والمعراج

ردت دار الإفتاء المصرية، اليوم السبت 26 فبراير 2022، على سؤال المواطنين بجمهورية مصر العربية وكافة الدول الإسلامية حول حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وذلك بعد تحديدها يوم السابع والعشرون من شهر رجب، الاثنين 28 شباط 2022.

وقالت دار الإفتاء في بيان لها رصدته سوا، إن الاحتفال المسلمين في الاسراء والمعراج بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب، مضيفا أن الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها".

وقال موقع اسلام ويب عبر موقعه الرسمي، :"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن المولد أو الموالد التي تقام في ليلة الإسراء والمعراج بدعة ليست من دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأمور: الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأئمة الإسلام لم يحتفلوا بليلة الإسراء والمعراج، ولو كان الاحتفال بها مشروعاً لسبقونا إليه، لأنهم أحرص منا على الخير والثواب العظيم.

وأضاف: “إنما حدثت هذه البدعة في عهد العبيديين في مصر، إذ نشروا في الأمة البدع كبدعة المولد وبدعة الاحتفال بالإسراء والمعراج".

وقد قال صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. الثاني: أن الإسراء والمعراج لا يُعرف بالتحديد في أي شهر أو يوم وقع، فقال بعض العلماء حدث في الثالث عشر من شهر ربيع الآخر، واختاره النووي في فتاويه.

وقال في شرح مسلم حدث في شهر ربيع الأول. وهكذا ترى الاختلاف في تحديد الزمن الذي وقع فيه قول العالم الواحد. وقال غيره في شهر رجب. وكل هذا لم يثبت بسند صحيح لا عن الصحابة ولا عن غيرهم. وعلى كل، فإن الاحتفال بهذه المناسبة بدعة أحدثها قوم يعبدون الله بأهوائهم، ولا يعبدون الله كما يريد الله عز وجل. أضف إلى ذلك ما تشتمل عليه هذه الموالد من البدع والاستغاثة بالمخلوقين، وغير ذلك من الكفر والغلو في مدح الصالحين، فهذا كله محرم وليس من دين الإسلام في شيء.

أما بعد: فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ، وعلى عظم منزلته عند الله ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علوه  على جميع خلقه، قال الله : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء:1]

وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمساً، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.

"الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ﷺ عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي ﷺ وأصحابه  لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء"

ما حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في شهر رجب؟

تقول دار الافتاء المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.

وتعتبر ليلة الإسراء والمعراج أكبر المعجزات الحسيّة التي حدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تُنبؤُ بعلو مكانته عليه السلام وعظيم قدره عند الله تعالى، فقد صلّى محمد صلى الله عليه وسلم فيها إمامًا بالأنبياء في المسجد الأقصى.

ويعتبر ذلك إشارة أنَّ مقامه لا يعدله مقام، وأنه بلغ من التشريف ما لم يبلغه أحد، كما نزع الله في تلك الليلة مُلك بيت المقدس من بني إسرائيل، وانتهت القيادة الروحية التي كانت لهم.

وكان لهذه الليلة أثر عظيم في تثبيت فؤاد النبي عليه السلام وترطيب قلبه وجبر خاطره، بعد أن لاقى ما لاقي من قريش من إيذاء واضطهاد، وفي هذه الليلة أيضًا فرض الله تعالى على المسلمين خمس صلوات في اليوم.

واختلف العلماء في العام الذي وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج، فجرى الإمام النووي مع قول أنها وقعت قبل الهجرة بعام، وقال ابن حزم بالإجماع على ذلك.

وذهب القاضي إلى أنها وقعت في العام الخامس قبل الهجرة، كما اختلفوا في أي شهر كانت، فذهب ابن الأثير والنووي وجمع آخر إلى أنها كانت في شهر ربيع الأول، في الليلة السابعة والعشرين منه، وأجمع عدد من العلماء على هذا القول، كما قيل إنها وقعت في شهر رجب، وقيل في شهر رمضان ، وقيل في شهر شوال.

ومن أهم فضائل ليلة الإسراء والمعراج:

1 - إثبات نبوءة النبى محمد وصدقها.

2- تقديس ورفع مكانة المسجد الأقصى.

3 - إثبات أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء بعدما صلى بهم إماما.

4 - صلابة أبو بكر وثقته في قائده، فقد دعمه وصدقه حينما كذب بقصته أهل مكة.

5 - إثبات على تواضع النبي محمد، بالرغم من المكانة العالية التي حصل عليها بوصوله إلى سدرة المنتهى، إلا أنه كان متواضعا وعبدا لله عز وجل.

فضل الدعاء في ليلة الاسراء والمعراج

والدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه، امتثالًا لأمر الله تعالى حيث قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (سورة غافر: الآية 60).

كما أن الدعاء أكرم شيء على الله تعالى: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ). رواه أحمد والبخاري، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

كما قد يكون دعاء شهر رجب سببًا لدفع غضب الله، حيث قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ). رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وتعد ليلة الاسراء والمعراج 2022، التي أسرى بها الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس بروحه وجسده معًا، وأسري به راكبًا على دابة تسمى البراق، بصحبة جبريل عليه السلام، وصلى هناك إمامًا بالأنبياء، ثم عُرج به إلى السماء، وظل يصعد فيها حتى وصل إلى السماء السابعة، وهناك رُفع إلى سدرة المنتهى وبعدها إلى البيت المعمور.

وذلك بعد أن فقد النبي محمد زوجته خديجة وعمه أبو طالب اللذين كانا يؤانسانه ويؤازرانه، ضاقت الأرض بهِ نظراً لما لاقاه من تكذيب وردّ من قبل المشركين، وبعد وفاة عمهِ توفيت زوجته خديجة التي كانت نعم الزوج في نفس السنة، فسميت تلك السنة بعام الحزن.

وفي سبيل الدعوة، ذهب الرسول إلى الطائف وحيداً يدعوهم إلى الإسلام لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً، وهنا دعا النبي دعاءه المشهور شاكياً إلى ربه: "اللهم إلى من تكلني ..." فيرسل الله إليه جبريل عليه السلام مع ملك الجبال ويقول له جبريل لو شئت نطبق عليهم الجبال فيقول الرسول الرحيم "لا - لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله"، فكرّمه الله بحادثة الإسراء والمعراج، وورد في سورة الإسراء "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد