الأعمال المستحبة في الأيام البيض بشهر رجب 1443
الأعمال المستحبة في الأيام البيض، حيث ضجت محركات البحث عبر شبكة الانترنت من قبل المسلمين في كل أنحاء العالم عن الأعمال المستحبة في الأيام البيض لما لها من فضل كبير عند الله تعالى حسبما علمنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ونوفر لكم في وكالة "سوا" الإخبارية، أفضل الأعمال المستحبة في الأيام البيض تلبية لفضول ورغبة المتابعين من المسلمين في كل بقاع الأرض، لصيام تلك الأيام الكريمة تقرباً لله تعالى.
الأعمال المستحبة في الأيام البيض:
وعن الأعمال المستحبة في الأيام البيض، فأكثرها هو الصيام تقرباً لله سبحانه وتعالى، ولا يوجد أي عملٍ آخر أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام.
لكن مما لا شك فيه أنه يجب على المؤمن أن يفعل في يومه جميع الأعمال المستحبة التي كان يفعلها رسولنا الكريم وذلك اقتداءً به وإحياءً لسنته.
ويقول الإمام ابن باز رحمه الله عن فضل الصيام في هذه الأيام مستشهدًا بما ورد عن النبي قائلًا: "ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: أنه كان يصوم الإثنين والخميس عليه الصلاة والسلام، وثبت عنه ﷺ أنه رغب في صيام يوم الإثنين والخميس وقال: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ورغب الناس في ذلك عليه الصلاة والسلام وحث عبد الله بن عمرو وأبا هريرة وأبا الدرداء وغيرهم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فالسنة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإذا كانت في أيام البيض كان أفضل، وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذه أيام البيض، إذا صامها كان ذلك أفضل؛ لأنها في وسط الشهر وسميت: بيضاً؛ لأن ليلها أبيض بالقمر ونهارها أبيض بضوء الشمس، وإن صام الثلاثة في غير أيام البيض صامها في العشر الأول أو في العشر الوسط أو في العشر الأخيرة في غير أيام البيض فهذا كله لا بأس به، المقصود أن يصوم ثلاثة أيام هذا المقصود أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، هذا هو المشروع والسنة، لكن إذا صامها في أيام البيض كان ذلك أفضل كان هذا مزيد فضيلة، وإذا صامها من رجب أو من شعبان فلا بأس، لكن إذا استمر فيها يكون أفضل، وإن صامها في بعض الشهور وتركها في بعض الشهور فلا حرج".
ويُقصد بالأيام البيض أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر عربي، وسميت الأيام البيض بھذا الاسم لاكتمال القمر بھا ورؤيته بشكل واضح ناصع البياض فى السماء وتسمى ھذه الأيام بالليالي المقمرة.
واتفق أئمة الفقه على أنّه من السُنّة صوم الأيام البيض من كل شهر، وذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى استحباب صيام الأيام البيض؛ لورود الأحاديث النبويّة التي تحثّ على صيام هذه الايام.
وحول من يصوم الأيام البيض فكأنما صام الدھر كله ويؤجر على صيامھا بأجر عظيم ومضاعف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "صم من الشھر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالھا، وذلك مثل صيام الدھر"، وإن تركھا المسلم فلا إثم عليه، ولكنه سيحرم من الأجر العظيم الذي يضاعفه الله تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده الصالحين وأكد على ذلك الأجر القرآن.
فوائد صيام الأيام البيض:
أثبتت أبحاث علميّة كثيرة أنّ القمر له أثرٌ في نفسيّة الإنسان تظهر عندما يكون بدراً، أي في أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر قمريّ.
حيث إنّه في هذه الفترة يزيد لدى الإنسان التهيّج العصبيّ والتوتر النفسيّ، ويرجع سبب ذلك وتفسيره علميّاً إلى أنّ جسم الإنسان يتكوّن من 80% من الماء، أما الباقي فهو فقط المواد الصلبة، تماماً كسطح الأرض، وبما أنّ قوة جاذبيّة القمر تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات، فإنها تسبب أيضاً هذا المدّ في جسم الإنسان، وهذا يحصل عندما يكون القمر مكتملاً في الأيام البيض.
فذلك يُدلّل على أن للقمر في دورته الشهرية أثراً ظاهراً وحقيقة ثابتة من حيث التأثير الفعلي في سلوك الإنسان، فتتأثر الحالة المزاجيّة عنده بناءً على حركة القمر، وقد تم وصف بعض الحالات عند الإنسان بناءً على ذلك باسم الجنون القمريّ، ففي هذه الحالات يبلغ اضطراب السلوك عند الإنسان أقصى مدى له في الأيام التي يكون القمر فيها مكتملاً، أي في الأيام البيض، وقد جاء في السنة ما يدل على هذه الحقيقة، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ نظرَ إلى القمَرِ، فقالَ: يا عائشةُ استَعيذي باللَّهِ من شرِّ هذا، فإنَّ هذا هوَ الغاسِقُ إذا وقَبَ".