سبب وفاة عبد الملك الحوثي زعيم حركة الحوثيين في اليمن
سبب وفاة عبد الملك الحوثي زعيم حركة الحوثيين في اليمن حيث كشفت وسائل إعلام عربية، اليوم الثلاثاء 1 فبراير 2022، عن سبب وفاة زعيم حركة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي عن عمر يناهز 42 عاما.
وذكرت تقارير مختلفة، أن سبب وفاة قائد الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثى بعد إصابته بمرض السرطان، مشيرة الى ان كان يتلقى العلاج طوال ال 7 سنوات الماضية في طهران.
وكان قد انتشرت خلال الأيام الماضية، مقتل عبد الملك الحوثي في إحدى الغارات الجوية التي نفّذتها قوات التحالف العربي، حيث لم يصدر أي تعليق رسمي أو مقربة من عبد الملك الحوثي تنفي أو تؤكد ذلك.
وبدأت حركة الحوثيين الانتشار والتوسع منذ ثورة الشباب اليمنية حيث ان الحوثيين ساهموا فيها وقاموا بالسيطرة على محافظة صعدة والعديد من المعسكرات فيها وبدأوا بالتوسع نحو محافظة الجوف المجاورة لها، وشارك الحوثيين في الاعتصامات السلمية لشباب الثورة، وبعد توقيع القوى السياسية الرئسية في اليمن على المبادرة الخليجية انتهج الحوثيين سياسة المعارضة للحكومة التي لم تثبت نجاحها على الواقع في اليمن، مما ساهم في زيادة شعبيتهم في اليمن حيث أنهم لم يكونوا طرفاً فيها ولم يكن لهم وزراء في حكومة باسندوة المكونة حسب إتفاق المبادرة الخليجية بالرغم من وجود وزيراً للدولة في الحكومة محسوب على جماعة الحوثيين وهو حسن أحمد شرف الدين.
وقرر الحوثيين المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في مارس 2013م وقدم الحوثيين عدة مطالب لحل "قضية صعدة" منها اعترافاً رسمياً من الحكومة اليمنية لمحافظة صعدة وسكانها عن الحروب التي شنتها السلطات السابقة في المحافظة.
وساند الحوثيين الحراك الجنوبي وأبناء المحافظات الجنوبية ودعموا القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني حيث رفض الطرفين مشروع الدولة الإتحادية ذو الستة الأقاليم وطالبوا بأقليمين شمالي وجنوبي فقط،، ويقال أن التقارب بين الحراك الجنوبي والحوثيين ناتج عن الدعم الإيراني للحراك الجنوبي وينفي الحراك الجنوبي أي تعاون مع إيران ولا يخفي عضو لجنة الحوار الوطني عن جماعة "أنصار الله" عبد الكريم جذبان وجود علاقة بين جماعته والحراك الجنوبي والتي يصفها بـ"الجيدة" وأنها تجمع طرفين "تعرضا للظلم من قبل السلطة" بدليل وضع "القضية الجنوبية" على رأس جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني، وقضية صعدة كبند ثان.
وكان قد نشر الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، سلسلة تغريدات استطرد فيها حول وضع عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي في اليمن.
وقال خلفان في تغريداته: "معالي الفريق.. وصلتني اليوم معلومات ان عبدالملك تم نقله معا السفير الايراني ايرلوا.. وان اصابته خطيره بالإضافة ان عبدالملك فيه سرطان من 7 سنوات.. رسالة جاءتني من يمني انشرها بدون تعليق".
وتابع قائلا: "انا مجرد محلل استقي الأخبار من مصادر مختلفة.. هدهد.. يمني قال عبد الملك يتعالج في إيران والإصابة بليغة".
وأضاف: "عبد الملك ضيع نفسه وضيع جماعته وضيع البلد. مؤكد بزوال الحوثي تنتهي مشاكل اليمن المدارة بالوكالة... والله من شكله عبدالملك هذا الناعم انه شيخ متعة.. ووناسة.. انظر الى سحنته.. عبدالملك رجل غير جدير بحكم اليمنيين هذا قائد ترف ناعم وليد.."
وتابع قائلا: "إذا عبدالملك رجل ينزل الى أرض المعارك كما ينزل الزبيدي وطارق وآخرين.. ماذا يستفيد.. عبد الملك قتل جماعته اليوم 3 من قادة المليشيات أكلهم تفاح.. إذا القوات اليمنية الوطنية بكل اطيافها تعقد العزم بالسير الى صنعاء.. فلن يطول المسير.. ضاحي خلفان تميم".
ويعد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي (و.1979 ) هو زعيم حركة الحوثيين في اليمن، تولى زعامة الحركة في العام 2006 من بعد مقتل أخيه حسين بدر الدين الحوثي.
وولد عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة في عائلة متدينة، فجده أمير الدين الحوثي واخ جده الحسن بن الحسين الحوثي من رجال الدين المعروفين في المنطقة، وكان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية الذي تتلمذ على يدها العشرات من رجال الدين. فكان عبد الملك يتنقل منذ صغره مع اهله ووالده الذي كان يتنقل في وسط أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية ولحل قضايا النزاعات بين الناس، ولم يدرس عبد الملك الدراسة النظامية، أو يحصل على أي شهادة علمية نظراً لعيشه في مناطق ريفية قد لا يتوفر فيها التعليم الحكومي، لكنه درس على يد والده الكتابة والعلوم الدينية وفق "المذهب الزيدي" في حلقات تدريس في مسجد القرية منذ سن مبكرة وقيل أن والده خصص له منهجا تدريسيا خاصا عندما بلغ الثالثة عشر، فكان والده يقول عنه ""طارقة" (أي "علامة") وانه قطع شوطا متقدما في التحصيل الدراسي وقيل أن عبد الملك قد تزوج وهو سن الرابعة عشر.
في منتصف التسعينات ترك عبد الملك محافظة صعدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة "الشباب المؤمن" (التي عرفت فيما بعد بجماعة انصار الله) وتأثر به كثيراً حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوة له، وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان أنذاك عضواً في البرلمان اليمني عن حزب الحق، وبالرغم انه كان حارس لأخيه إلا أنه قيل أنه تعلم في صنعاء ثقافة المدن المختلفة عن ثقافة القرى، وتفتحت مداركه للانتمائات الحزبية والجغرافية والايديولوجية والجانب السياسي، حسب ما ذكر "عابد المهذري" في مقالة صحفية له، وهو صحفي مقرب من الحوثي كتب سيرة ذاتية عن حياة عبد الملك.