مجلة إسرائيلية تنشر تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي

اغتيال محمود المبحوح في دبي

نشرت مجلة إسرائيل ديفينس اليوم الأربعاء 19 يناير 2022 تفاصيل جديدة عن اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت المجلة الإسرائيلية :" وصل محمود المبحوح إلى الإمارات العربية في كانون الثاني عام 2010، وقد اعتاد على الذهاب هناك من وقت لآخر، حيث تعتبر مركز الأعمال في الشرق الأوسط، ويتدفق إليها رجال الأعمال من العالم، وكان يمكنه عقد اجتماعاته مع رجال الحرس الثوري الإيراني دون لفت الانتباه، مع أنه نجا قبل ذلك من ثلاث محاولات اغتيال فاشلة على الأقل نفذها "الموساد"، وكان على الهدف، وهو يعلم ذلك، وحاول التصرف بأقصى قدر من السرية".

وأضافت :" كان المبحوح ناشطاً مخضرماً، ومقاتلاً يتمتع بخبرة استخباراتية وعملياتية واسعة، ومسؤولاً عن تنسيق شحنات الأسلحة من إيران إلى غزة ، لكنه لا يأتي بحراس أمنيين إلى دبي، وكانت المعلومات الاستخباراتية للعملية دقيقة لدى "الموساد"، وربما تم اختراق بريده الإلكتروني، فتم التعرف مسبقاً على المعلومات حول تحركاته المتوقعة، حيث أقامت فرقة الاغتيال في الميدان، وتمت دراسة الفندق ومحيطه جيداً، وطرق الوصول والانسحاب منه، والسلوك داخله، وكيف تبدو طوابقه، والوصول إليها، ونظام الكاميرات فيه".

إقرأ/ي أيضا: 

إسرائيل: اتصالات وترتيبات تمهيداً لزيارة هرتسوغ إلى تركيا

بينيت: سنزيد تصاريح العمل لغـزة ونستحدث مناطق صناعة للفلسطينيين

وتابعت المجلة الإسرائيلية :" جاءت فرقة الاغتيال إلى دبي عدة مرات، لدراسة وفحص الفنادق المختلفة التي قد يقيم فيها المبحوح، حيث وصل من رحلة مباشرة من دمشق إلى مطار دبي بجواز سفر فلسطيني باسم محمود عبد الرؤوف محمد، لكن إحدى فرق العمليات كانت تنتظره، وتتابعه، وتفحص خطواته، ولم يغب عن عيونهم لحظة واحدة، وبعد نصف ساعة من الهبوط، توجه إلى فندق البستان روتانا، وحجز غرفة هناك، وتم بالفعل تعيين أطقم العمليات داخل وخارج الفندق، بغرض جمع المعلومات الاستخبارية، وتأمين فريق التشغيل بشكل أكبر".

وقالت المجلة :" الفريق الأول تمثلت مهمته في التحقق من مكان إقامة المبحوح، بحيث عندما يستدير للمصاعد يتبعونه، وارتدى عضوا الفريق ملابس التنس، وكانا مجهزين بالمضارب، وصعدا معه إلى الطابق العلوي، وفي الغرفة 230 انتقل بقية الفريق، وبقي المبحوح في غرفته يستريح لفترة قصيرة، وبعد ساعة عند الـ 4:30 مساءً، غادر غرفته، وذهب لحضور اجتماع، لكن فريق المراقبة في الخفاء كانوا يتابعونه، دون أن يتم اكتشافهم".

وتابعت المجلة :"بعد دقائق قليلة من مغادرة المبحوح للفندق وصل ضيف "عشوائي" يحمل جواز سفر فرنسي حجز غرفة 237 مقابل غرفة المبحوح، وعقب حصوله على المفتاح لم يصعد إلى الغرفة قط، بل تم تسليم المفتاح لعضو آخر موجود في الردهة بانتظار المفتاح، وقد وصل برفقة امرأة بجواز سفر إيرلندي على متن رحلة من باريس، وصعدا إلى الغرفة 237 معًا بعد ربع ساعة من مغادرة المبحوح للفندق، وفي الغرفة توجد القيادة الأمامية للعملية، وبعد ساعتين، الـ6:30 مساءً، وصل أربعة آخرون إلى الفندق، وتوجهوا مباشرة إلى الغرفة ذاتها".

وأضافت المجلة :" قرابة الساعة الـ20:00 مساءً، انتقل فريق العملية في الغرفة 237 إلى غرفة المبحوح 230، وانتظره بفارغ الصبر، مع أعصاب متوترة، وعند وصوله إلى الفندق تم إبلاغ فريق التشغيل، فيما هم يختبئون في الغرفة المظلمة، بانتظار أن يضيء النور، وفور دخوله هاجموه بهدوء، وقيدوه، وحقنوه بالسم الذي انتشر بسرعة في جسده، ما أدى إلى مقتله، دون ترك أي آثار عليه، ليظهر أنه مات بصورة طبيعية، ثم قام القتلة بتجريده من ملابسه الرسمية، وألبسوه البيجامة، ووضعوه في سريره كأنه نائم، وتم كل ذلك خلال 20 دقيقة، ثم غادر الفريق الغرفة".

وأوضحت المجلة أن فريق الاغتيال غادر بعد ساعة مدينة دبي على متن طائرة، ليختفي، ولم يدخل موظفو التنظيف في الفندق الغرفة لمدة 17 ساعة، حتى ظهر اليوم التالي، حيث تم اكتشاف جثته في سريره، وبعد استدعاء الشرطة إلى مكان الحادث ظهر الموت كأنه طبيعي، وأظهر التقرير الطبي أن سبب الوفاة ارتفاع ضغط الدم في المخ، لكن تحقيقات الشرطة اشتملت على معدات متطورة تمكن من استعادة الصور ومقاطع الفيديو من الكاميرات في الفندق ومنطقته، والتعرف على الوجوه، عبر الهواتف المحمولة النشطة في المنطقة، ومراجعة المعلومات مع شرطة الحدود، ويزعم البعض أن معدات التحقيق لدى شرطة دبي إسرائيلية.

وقالت المجلة الإسرائيلية :" بعد أسبوعين نشرت شرطة دبي صورا لـ11 مشتبهاً بهم في تنفيذ الاغتيال، وتم توثيق دخولهم إلى دبي عدة مرات، ودخولهم الفندق، وغرفة العمليات، وغرفة المبحوح، وأن جوازات سفرهم أوروبية من ألمانيا وبريطانيا وإيرلندا وفرنسا، وبعضهم يحمل أسماء إسرائيلية أيضًا، ولديهم جوازات سفر إسرائيلية، ويرجح أن أفراد الخلية وصلوا من إسرائيل إلى دولة أخرى عندما غادروا بجواز السفر الإسرائيلي، واستخدموا جواز السفر الأوروبي للهبوط ودخول دبي، وبعد بضعة أيام أعلنت شرطة دبي عن اكتشاف 33 مشتبهًا بهم متورطين في الاغتيال".

وأضافت المجلة :" صحيح أن إسرائيل لم تعترف علنًا أبدًا بأنها تقف وراء الاغتيال، خشية أن يتسبب استخدام جوازات السفر الأوروبية بأزمة دبلوماسية مع المملكة المتحدة وإيرلندا وأستراليا، لكن البعض في إسرائيل تساءل عن سبب جهل فرقة الاغتيال بمنظومة كاميرات الأمن في الفندق، رغم أن أعضاء الفرقة استخدموا وسائل لطمس هوياتهم، مثل الشعر المستعار والشوارب الاصطناعية".

وأوضحت المجلة أنه وفي السياق التشغيلي ، أثبت اغتيال المبحوح في السنوات اللاحقة أنه في عالم جوازات السفر البيومترية، وإمكانيات معالجة الصور، ودمج المعلومات الذكية، وقواعد البيانات المشتركة لمنظمات القانون، يصعب جدًا تنفيذ عمليات سرية، رغم أنه يبقى ممكناً.

وقالت المجلة :" وجه اغتيال المبحوح ضربة قاسية لحركة "حماس"، لكنه على المدى الطويل ليس له تأثير استراتيجي حقيقي، لأنه يشبه "ضربة في جناح الطائرة"، يهزها، لكنه مع مرور الوقت لا يضر ببناء القوة والمعدات وعمليات الحركة العسكرية، فحتى لو انقطع "رأس الأفعى" في "حماس"، فهي تعرف كيف تتأقلم بسرعة مع الواقع الجديد، وتتصرف دون خوف". حسب المجلة الاسرائيلية

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد