سكان قرية سوسيا الفلسطينية يقاومون ترحيلهم
الخليل / سوا / يخشى سكان قرية سوسيا الفلسطينية، الذين يعيشون في مجموعة من الخيام المنتشرة على تلال صحراوية جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية منذ ما يقارب ثلاثين عاماً، أن يقدم الجيش الإسرائيلي على ترحيلهم في أي لحظة.
ويقول رئيس المجلس المحلي لتجمع سوسيا جهاد نواجعة إنهم "قد يأتون إلى هنا في لحظة غفلة ويقومون بهدم مساكننا، ولكننا لن نترك هذا المكان ولن نسمح لهم بالاستيلاء على أرضنا.. سنعيد بناء المساكن مرة أخرى."
وتأتي مخاوف القرية التي تضم 45 عائلة في ظل قرار جديد لمحكمة إسرائيلية يتيح للحكومة إخلاء السكان من الموقع الجديد.
وقالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن "محكمة العدل الإسرائيلية رفضت التماساً لوقف هدم مباني سوسيا".
ويقول نواجعة (70 عاماً) " لدينا أوراق طابو (أوراق ملكية) في هذه الأرض. إنها لنا، يريدون أن يرحلونا منها حتى يعطوها للمستوطنين."
وأضاف، مشيراً إلى مستوطنة مجاورة لا تبعد سوى مئات الأمتار عنهم، و تحمل أيضاً اسم قريتهم سوسيا، إنهم "يزحفون نحونا.. يتمددون مرة من خلال أبراج المراقبة، ومرة من خلال منعنا من الرعي في أرضنا المجاورة للمستوطنة التي أقيمت على أرضنا."
ويرى نواجعة أنه "في اللحظة التي سيتركون المكان الواقع بين المستوطنة وبين الموقع الأثري الذي تسيطر عليه إسرائيل لن يعودوا إليه مرة أخرى".
وأضاف "قيل لنا أن الحل القانوني لوجودنا هو عمل مخطط هيكلي للتجمع وقد ساعدتنا السلطة الفلسطينية في عمل المخطط وقدمناه إلى الجانب الإسرائيلي الذي يرفض لغاية الآن الموافقة عليه."
وبحسب اتفاق مؤقت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تم تقسيم الأراضي في الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: المنطقة (أ) الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، والمنطقة (ب) الخاضعة إداريا للسلطة الفلسطينية وأمنياً لسلطة الإحتلال، والمنطقة (ج) التي تشكل ما يقارب من 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية وخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ويحتاج الفلسطينيون إلى موافقة الإحتلال لتنفيذ أي مشروع في المنطقة (ج) مهما كان صغيراً، سواء تعلق بشق طريق أو حفر بئر لجمع مياه الأمطار أو أي عملية بناء.
وتجدر إلاشارة إلى أن عدم وجود مخطط هيكلي للقرية، يعني عدم إمكانية تزويدها بشبكات الكهرباء أو المياه حتى لو كانت تبعد عنها أمتاراً.
وقال سكان سوسي إنهم حصلوا على دعم ألماني مكنهم من تزويد تجمعهم بالكهرباء من خلال ألواح الطاقة الشمسية، إضافة إلى دعم من جهات أخرى بتزويدهم بخزانات مياه إلى جانب وجود عدد من آبار الجمع التي تمكنهم من سقي مواشيهم التي يعتمدون عليها في حياتهم.
ونقلت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية أسباب رفض منح ترخيص للمخطط الهيكلي للتجمع بحسب القرار الإسرائيلي، منها أنها "تشكل محاولة لمنع السكان الفقراء من إمكانية التقدم وإمكانية الاختيار بين مصادر الرزق الحديثة أو مصادر أخرى، وتمنع المرأة الفلسطينية من الخروج من دائرة الفقر."
وقالت المنظمة إن "الإدارة المدنية (الإسرائيلية) أوصت سكان خربة سوسيا بالمبادرة لتخطيط بديل في مكان أقرب إلى مدينة يطا، بما أن القرية تقع على بعد كيلومترات عديدة من مدينة يطا الواقعة في منطقة (أ)".
وترى المنظمة أن ما تم التوصية به "على أرض الواقع هو إبعاد سكان خربة سوسيا عن منطقة (ج)".
واعتبر رئيس المجلس المحلي لتجمع سوسيا أنه "إذا كان الهدف نقلنا هو تحسين حياتنا، لماذا لا يتم وصلنا بشبكة الكهرباء والماء التي تمر من جنبنا."
وأضاف "لكننا سنبقى شوكة في حلوقهم، ولن نترك هذا المكان الذي لا نستطيع أن نعيش في أي مكان بديل عنه."
ويبدو الأطفال أكثر إصراراً من الكبار على عدم ترك المكان والرحيل عنه بالرغم من صعوبة الحياة فيه.
وقال محمد، وهو طفل لم يتجاوز 12 عاما بنبرة حازمة: "ما بدنا نروح ولا على أي مكان.. بدنا نعيش هون. حتى لو هدموا بيوتنا بدنا نرجع نبنيها."