لن توقف دولة الاحتلال الاسرائيلي عن ممارسة سياسة الاعتقال الاداري ولن تتوقف عن الاعتقالات اليومية التي تمارسها وتستخدمها كسياسة واداة  لفرض السيطرة والهيمنة ضد الفلسطينيين، وهي مركب اساسي للمنظومة العسكرية الاستعمارية، من الاضطهاد والتنكيل لقمع الفلسطينيين واخضاعهم وحرمانهم من الحرية والرقابة المستمرة والعقوبات الجماعية، التي كرستها دولة الاحتلال في سياق تاريخي منذ احتلالها لفلسطين لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وردعه.


ولن يتوقف المعتقلين الاداريين عن الاضراب الفردي احتجاجا على اعتقالهم الاداري التعسفي، والذي قد يصل لسنوات طويلة بدون حجج وادلة او تقديم لائحة اتهام او محاكمة، في مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.


فجر اضراب المعتقل الاداري هشام ابو هواش قضية المعتقلين الاداريين بشكل خاص، والمعتقلين بشكل عام، ومدى قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال ومقاومته بأدوات مختلفة، ونجح ابو هواش في معركته التي استمرت ١٤١ يوما بالانتصار على الاحتلال، ويعود الفضل له في كسر ارادة الاحتلال ومساندة ومناصرة الشعب الفلسطيني، وتضامن الكثيرين حول العالم، وتهديد فصايل المقاومة الفلسطينية لدولة الاحتلال بشن هجوم عسكري اذا ما اصاب المعتقل ابو هواشه مكروه، واحتمال استشهاده جراء إضرابه.


وخشية من استشهاده، وافقت دولة الاحتلال بعد معاناة وألم ابو هواش، وخوف من تصعيد عسكري لم بتعافى قطاع غزة بعد من اثاره الكارثية، على اقتراح حل وسط قدمته مصر  لإطلاق سراحه في السادس والعشرين من شهر فبراير/ شباط القادم  مقابل وقف إضرابه عن الطعام. 


انتهت معركة ابو هواش، لكن لم تنتهي مقاومة الفلسطينيين ومعاركهم ضد الاحتلال.


وهناك معارك قادمة لا نعرف ميعادها أو زمانها ومن الذي سيفجرها من المعتقلين الاداريين، مع أنه في هذه الأثناء، تثار قضية تدهور الوضع الصحي للمعتقل ناصر ابو حميد المصاب بالسرطان والمحكوم بالمؤبد وينتمي لحركة فتح.. قضية انهاء ابو هواش اضرابه عن الطعام على اثر الوساطة التي قامت بها مصر والسلطة بواسطة جهاز المخابرات العامة اثارت جدل في الساحة الفلسطينية حول من الذي تدخل في تلك الوساطة والاتهامات، التي وجهت للسلطة الفلسطينية في متابعة قضية ابو هواش.


وما يتم تداوله من اخبار خاصة بعد ان نشر تلفزيون فلسطين خبر يقول بتوجيهات من الرئيس محمود عباس ومتابعة حثيثة من رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج تم  انهاء ملف الاسير هشام ابو هواش،الحقيقة وحسب معلوماتي ان رئيس جهاز المخابرات فرج كان احد الوسطاء في قضية ابو هواش، لكن التعامل مع اضراب الاسير بانه ملف وتم انهاؤه هذا اهانة مثيرة للسخرية من القائمين على التلفزيون وخطاب اعلامي غير وطني ولا يليق بالاسرى ونضالاتهم.


بالعودة للوضع الصحي للمعتقل ابو حميد والمحكوم بالمؤبد، ومن المتوقع ان يحدث تصعيد ومواجهات في الضفة الغربية نظرا لوضعه الصحي الخطير، وقضيته مختلفة عن ابو هواش المعتقل ادارياً وينتمي لحركة الجهاد الاسلامي التي هددت وفضائل المقاومة في غزة بتصعيد الاوضاع عسكريا اذا ما اصابه مكروه! 
والسؤال الذي يدور في اذهان الناس، هل ستنتصر فصايل المقاومة في غزة المعتقل ابو حميد، أم سيترك لمصيره وحده؟


الواقع والذي يخشى كثيرون الحديث بجرأة وبصراحة حول الاضرابات الفردية التي يقوم بها المعتقلين الاداريين وتدهور احوالهم الصحية، حتى قيادة الفصائل لا تستطع التصريح بذلك خاصة بمطالبة  فصائل المقاومة بالرد بتهديد باطلاق الصواريخ من غزة وتهديد دولة الاحتلال باطلاق سراح المعتقلين الاداريين المضربين عن الطعام.


تدرك الفصائل ان الاضراب حق وهو وسيلة احتجاجية من المعتقلين ضد اعتقالهم ادارياً، كما تدرك ان تكلفة وثمن تصعيد عسكري ضد الاحتلال كبيرة وثمنها ضحايا ودماء ومعاناة وأزمة جديدة، قد تفقد الصواريخ مضمونها وقوتها كسلاح ردعي قد يشكل توازن رعب في أوقات وظروف محددة.


يعاني قطاع غزة أوضاع كارثية، والخشية من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة قائمة في كل لحظة وكادت تندلع مواجهة عسكرية، وتمكنت مصر من النجاح، وربما تأجيلها وقد وقعت احداث الاسبوع الماضي على الحدود واطلاق صواريخ البرق قد تكون مرتبطة .باضراب ابو هواش، وقد تكون لها علاقة مباشرة بعدم التزام دولة الاحتلال باعادة الاعمار وإنهاء صفقة الأسرى والإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة.


قضية ابو هواش وكذلك ازمة المعتقل ابو حميد والاف الأسرى الفلسطينيين تكشف عن خيبة الأمل لدى الفلسطينيين وحقيقة البحث في الحلول الفردية، وتجزئة قضاياهم، وعدم قدرتهم على مقاومة الاحتلال موحدين ضمن استراتيجية وطنية لمقاومة الاحتلال وسياساته وعدم الاستفراد بهم واشغالهم بالبحث عن حلول  فردية وآنية.


هناك فجوة واضحة ومفهومة، ويبدو أنها صعبة الجسر بين تطلعات الناس وقدرات وشعارات الفصائل وعدم قدرتها على تنفيذها إلى حقيقة وفرض معادلات على دولة الاحتلال. 
المطلوب إعادة جسر الفجوة بمصارحة الناس بشفافية وأولياتهم وقدرات الفصائل، فالاحتلال مستمر بسياساته، والاعتقال الاداري لن يتوقف.
وفي وقت ما فريب قد يصاب ابو حميد بمكروه أو في الايام أو الاشهر القادمة ربما يعلن احد المعتقلين الاضراب عن الطعام وستتدهور حالته الصحية، واذا لم تستطع الفصائل الايفاء بوعودها وشعاراتها قد تؤدي خيبة الأمل المتوقعة إلى فقدان الثقة في اقرب مواجهة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد