لمناسبة مرور سبعةٍ وخمسين عاماً على انطلاقة حركة التحرير الوطنية الفلسطينية (فتح) إليكم ما ورد في تعريف حركة فتح في بعض ما تيسر لي من الصفحات الرقمية المتنوعة، الأكثر شهرة!
ورد في الأسطر الأولى من أشهر الموسوعات الرقمية، الويكبيديا باللغة العربية، في تعريف حركة فتح: «فتح حركة وطنية فلسطينية ثورية، تعترف بوجود دولة إسرائيل، وبأحقيتها في الوجود على الأراضي التي احتلتها قبل عام 1967 ... أوقفت الحركةُ بعد عدة عقود المقاومة المسلحة عام 2007م حين سلم الجناحُ العسكري للحركة، كتائب شهداء الأقصى السلاح، وأعلنت وقف الهجمات على إسرائيل مقابل عفو إسرائيل عن (أعضائها)! لعبت «فتح» دوراً رئيساً في أحداث أيلول الأسود والحرب الأهلية اللبنانية»! انتهى الاقتباس
أما صفحة الجزيرة فعرفت «فتح» كما يلي: «حركة وطنية تحررية من أكبر فصائل منظمة التحرير، (غيرت) خطها السياسي من (المقاومة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، أدخلت تعديلات على ميثاقها، حذفت البنود المتعلقة بإزالة إسرائيل)!»
أما وكالة، الرأي الإعلامية في غزة فقد عرفت «فتح»: «حركة فلسطينية وطنية (ذات توجهات علمانية)! تعترف بوجود دولة إسرائيل... وهي ثاني أكبر الفصائل الفلسطينية بعد حركة حماس الإسلامية، حسب آخر انتخابات تشريعية عام 2006».
أما موسوعة، بريتانيكا البريطانية عرفت «فتح»: «مؤسسها ياسر عرفات، يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1956م، مقرها، (دمشق)»!
أما صفحة الـ (بي بي سي): «فتح، أسسها ياسر عرفات، كانت الحجر الرئيس للوطنية الفلسطينية، ولكنها ضعفت وذوت، اعترفت بدولة إسرائيل»!
أما المكتبة الإسرائيلية فعرَّفت «فتح»: «بدأت عام 1956، أسسها عرفات ورفاقه في (الجزائر، وهي أكبر منظمة إرهابية في العالم)! بدأت تنفيذ عمليات إرهابية من الأردن ضد الأهداف المدنية»!
أما مركز، مسارات الفلسطيني للدراسات والأبحاث، كتب: «ظهر في فتح تياران: (العقلانيون)، منهم خالد الحسن، عادل عبد الكريم، عبد الله الدنان، أما الجناح الثاني دُعي أصحابه (المجانين)، منهم، ياسر عرفات، خليل الوزير.... تغلَّب (المجانين) على (العقلانيين)»!
وفي تعريف المؤسسات الفلسطينية التوثيقية، اخترتُ تعريف مؤسسة الدراسات الفلسطينية: «نضجت (فكرة) تأسيس «فتح» لدى عدد من (اللاجئين) الفلسطينيين المتعلمين في قطاع غزة، ومعظمهم من المهنيين العاملين في بلدان الخليج، راودتهم (الفكرة) منذ أيام المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام 1956م، وهي تشكيل منظمة فلسطينية مقاتلة مستقلة عن الأحزاب العقائدية، وعن الأنظمة الرسمية العربية على حد سواء، (من المرجح) أن تكون النواة الأولى أُسست في الكويت في خريف عام 1957م»!
لا ألوم أعداءنا حين يصنفون «فتح» حركة إرهابية تستهدف المدنيين، ولكنني ألوم مؤسسات فلسطين التوثيقية، وناشطي حركة فتح، فهم لم يقوموا بأضعف الإيمان لتصويب الأخطاء الكارثية السابقة، لتصحيح تعريف حركة فتح في المواقع الرقمية، وعلى رأسها أهم مصدر معلومات في العالم، الويكيبيديا، إذ إن حركة فتح ليست نبتة شيطانية لم يحدد تاريخُ إنشائها، فهي لم تتخلَ عن المقاومة نظير إطلاق سراح أسرى «فتح» في السجون الإسرائيلية، فما يزال بعض مؤسسيها أحياءً يُرزقون حتى يقال عنها (أُسست في خمسينيات القرن الماضي) ثم يقال أيضاً أسسها لاجئون (وافدون على غزة) أي ليسوا مهجَّرين ومطرودين من أرضهم منذ عام 1948م، بل هم (وافدون) أي أنهم هاجروا برغبتهم، أو أسسها مجموعة من الموظفين في الكويت!
حركة فتح أسسها مثقفون فلسطينيون ثوريون بارزون، واصلوا المسيرة النضالية لآبائهم وأجدادهم لنيل حقوقهم، والعيش بسلام في أرض السلام! كذلك لم يكن المؤسسون فريقين، فريق العقلاء، وفريق المجانين، بل كانوا ديموقراطيين، صقوراً وحمائم!
أخيراً قررت اللجوء إلى المنبع الرئيس لحركة فتح، وهو صفحة فتح الرئيسة، مفوضية التعبئة والتنظيم، فتحت الصفحة الرقمية علني أجد تصحيحاً لهذه الأخطاء، ذهبت إلى خانة البحث، المكتوب فيها بخط واضح: هل تبحث عن شيء؟ كتبتُ: حركة فتح، منحتني الصفحة خيارات، تاريخ «فتح»، وتأسيس حركة فتح، فضغطت على التاريخ، والتأسيس جاءني الرد التالي: «لم يتم العثور على أي نتائج تطابق البحث الذي قمت به»!
ظننت أن هناك خللاً في الصفحة يجري إصلاحه في زمن البحث، ولكنني كررتُ ذلك مراتٍ عديدةً خلال أسبوع كامل، لكنَّ منبع «فتح» في صفحة «فتح» ظلَّ جافاً للأسف!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية