"حركة فتح من الداخل" إصدار جديد للكاتب والباحث منصور أبو كريم
صدر عن دار الكلمة للنشر والتوزيع كتاب بعنوان " حركة فتح من الداخل "، سعى الكتاب لإلقاء الضوء على طبيعة العلاقات التنظيمية داخل الحركة من خلال معالجة أبرز الأزمات التي تعاني منها ، على اعتبار أن حركة فتح تمثل العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، ورافعة للمشروع الوطني المقاوم .
ويعتبر الكتاب وثيقة تاريخية ووطنيه للمكتبة الفلسطينية والعربية يحتوي على نتاج تجربة حركه فتح وحصاد انجازاتها وثمرة عطائها المستمر ، ويقديم رؤية نقدية لحركة فتح من الداخل بشكل موضوعي ومنهجي بعيدًا عن الأهواء الشخصية، وقد تنوعت الوثائق التي شملها الكتاب ما بين الوثائق والمقابلات والكتب العربية والأجنبية والرسائل العلمية والمقالات والتقارير الصحفية واتبع ذلك بمجموعة من الملاحق.
الكتاب من القطع الكبير في 235 صفحة مقسم إلى ستة فصول. يتناول الفصل الأول تعريف لحركة فتح ونشأتها، وأهدافها ومبادئها، أزمات الحركة الداخلية بين الهيكلية والتنظيمية، أزمة ضعف البني التنظيمية، من حيث بدايات ظهورها وتمددها، وانعكاسها على تراجع مكانة الحركة ودورها ومكانتها في الساحة الفلسطينية.
ويتناول الفصل الثاني التيارات ومراكز القوى داخل الحركة، وما عانته من انشقاقات بفعل عوامل ذاتية أو موضوعية أو تدخلات إقليمية وعربية، وصولاً للأزمة المعاصرة مع تيار محمد دحلان ، حيث أوضح الباحث العديد من التحديات التي واجهت حركة فتح على مدار تاريخها، من انشقاقات داخلية كانت في معظمها مدفوعة من قبل أنظمة عربية للسيطرة على قرار الحركة السياسي والتنظيمي.
أما الفضل الثالث فيتناول الفكر السياسي لحركة فتح بين العملية السلمية والمقاومة، حيث تطرق إلى أزمة البناء الفكري بعد الدخول في مسار التسوية وما تعرضت له الحركة من الانجرار في عملية سلمية قائمة على مفاوضات لم تحقق نتائجها المرجوة. كما أوضح محاولات الحركة العودة للكفاح المسلح وسط متغير سياسي مقيد، حيث ساهم ذلك في تعميق أزمة الحركة فكرا وممارسة.
أما الفصل الرابع فيتناول إشكالية تدافع الأجيال داخل الحركة بين الحرس القديم والكادر الجديد، وما عانته فتح من أزمة بنيوية تتمثل في تحولها إلى حزب السلطة. واندماج هياكلها في هياكل السلطة مؤسساتيا وخطابيًا مما حملها الأخطاء التي ارتكبتها السلطة وما تعانيه من أزمات. وقد عمق ذلك أزمة الحركة.
كما تناول الباحث في الفصل الخامس أجنحة فتح العسكرية قبل وبعد العملية السياسية، وأوضح إشكالية تكوين أجنحة عسكرية متعددة تحمل أسم الحركة لكنها غير مرتبطة بالحركة تنظيميًا عقب فشل التسوية مما شكل عائقًا تنظيميًا لوحدة الحركة، وأظهر تراجعًا في انضباط كادرها المقاوم، وأظهر إشكالية في العلاقة بين الكادر المقاوم وقيادة الحركة السياسية نتيجة اختلاف التوجهات.
وفي الفصل السادس والأخير قدم الباحث رؤية استشرافه لمستقبل حركة فتح السياسي والتنظيمي بعد المؤتمر السابع، وقدم سيناريوهات ومقاربات مختلفة تناولت مستقبل الحركة ودورها السياسي ما بين تحولها لحزب سياسي أو بقائها كحركة تحرر وطني تقود ثورة.
وتبرز أهمية الكتاب،في تأمينه مادة مرجعية لحركة فتح بجميع جوانبها وتطوراتها، ليسهم بذلك في إغناء المكتبة الفلسطينية بالكتب المرجعية التي تخدم الباحثين والمهتمين بالدراسات الفلسطينية، فضلاً عن الجامعات ومراكز الأبحاث ومؤسسات الدراسات.