الجامعة العربية تحذّر من انهيار العملية التعليمية في فلسطين بسبب الاحتلال
القاهرة/ سوا/ حذّرت جامعة الدول العربية من انهيار العملية التعليمية في الأرض الفلسطينية المحتلة في ظل استهداف إسرائيل محو الهوية العربية والفلسطينية .
وطالب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح، في كلمته اليوم الأحد أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ72 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، بضرورة توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين والعمل على رفع المعاناة عن الطلبة الفلسطينيين ودعم صمودهم، لصد كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتجهيلهم وإنشاء أجيال فلسطينية قادرة على المواجهة والتحدي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وحذّر صبيح من أن إسرائيل تستهدف كامل العملية التعليمية في القدس المحتلة من خلال محاولة فرض المناهج الإسرائيلية على المؤسسات التعليمية في القدس الشرقية المحتلة، لطمس الهوية العربية ومحاولات إذابة المجتمع المقدسي في المجتمع الإسرائيلي، واتخاذ كافة الإجراءات لنشر المخدرات والحيلولة دون إنشاء أي مدارس جديدة في القدس الشرقية المحتلة أو ترميم المدارس القائمة فيها، ما أدى إلى نقص يقدر بحوالي 1000 غرفة صيفية، وكذلك استخدام غرف غير صالحة كصفوف دراسية كاستخدام الممرات والكرافانات والغرف المسقوفة بالمعدن، بالإضافة لاكتظاظ الصفوف وارتفاع رسوم التعليم الخاص، ما أدى إلى ارتفاع نسبة التسرب من المدارس.
ونبّه صبيح إلى الوضع الصعب والمتأزم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة، في ظل جبروت الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة بسلب ومصادرة الأراضي بالاستيطان وجدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية والتهويد في مدينة القدس المحتلة، وبتصاعد استهداف المقدسات وانتهاك حرمة المساجد والكنائس خاصة المسجد الأقصى المبارك، جراء تصاعد وتيرة حفر الأنفاق أسفله وفي محيطه بما يهدد بانهياره .
وحذر صبيح من المخططات الإسرائيلية الرسمية لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وما يصاحب ذلك من دعوات المتطرفين لمزيد من الاقتحامات اليومية لساحة المسجد المبارك بحماية شرطة الاحتلال، مع تقييد حرية عبادة المسلمين والمسيحيين في مساجدهم وكنائسهم في المدينة المقدسة.
وقال إن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تكمل في يوم 15 مايو/ أيار الجاري، الذكرى السابعة والستين لاحتلالها للأرض الفلسطينية، وتدمير كافة أوجه الحياة الفلسطينية اليومية الاقتصادية منها والاجتماعية والصحية والثقافية، وخاصة إضعاف العملية التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني فيها إدراكا من سلطات الاحتلال لما يمثله التعليم من أهمية في بناء الأمم وتعزيز صمود الشعوب على أرضها والتشبث بهويتها.
وأشار إلى أن إسرائيل تضع في الضفة الغربية المحتلة كل وسائل إعاقة حركة الطلبة الفلسطينيين ووصولهم إلى المدارس والجامعات، ووضع العراقيل أمام تواصلهم مع العالم ومتابعتهم للتطور العلمي ومحاربة وصول الأكاديميين الأجانب إلى الجامعات في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم خلال الحروب التي تشنها على قطاع غزة باستهداف مؤسسات التعليم داخل القطاع وتدميرها وعرقلة وصول مواد إعادة بناء ما دُمّر منها، وأيضا الحيلولة دون وصول الكتب المدرسية إلى طلبة هذا القطاع وحرمانهم من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية المحتلة في محاولة لتشتيت أبناء الشعب الواحد وعدم اندماجه في مؤسساته التعليمية في تكامل واحد.
وأشار صبيح، إلى التصويت الأخير على قرار المجلس التنفيذي لليونيسكو في دورته 196 الخاص بالمؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة والذي شهد تأييد 44 دولة ومعارضة الولايات المتحدة الأمريكية والامتناع من 9 دول وهي: السلفادور، وأثيوبيا، واليابان، وبابوا، وغينيا الجديدة، وجمهورية كوريا، وسانت كيتس، ونيفيس، وتايلاند، وأوغندا، وأوكرانيا.
ويناقش الاجتماع على مدى ستة أيام العملية التربوية والتعليمية في الأرض الفلسطينية المحتلة والممارسات الإسرائيلية ضدها، إلى جانب العملية التعليمية والتربوية في مدينة القدس الشرقية المحتلة والسياسات التهويدية لها والممارسات الإسرائيلية ضدها، وجدار الفصل العنصري وتأثيراته الخطيرة على العملية التربوية والتعليمية في الأرض الفلسطينية، إلى جانب توصيات لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي المحتلة.
ويشارك في الاجتماع وفود من: الأردن، وفلسطين، ومصر، ولبنان، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا ".
ويترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع وكيل وزارة التربية والتعليم العالي محمد أبو زيد، وسكرتير أول جمانة الغول من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.