شاهد: بول بريمر يتحدث عن لحظة اعتقال صدام حسين في العراق- لم يظهر مكسورًا
تحدث الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر الليلة الماضية عن لحظة اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، مؤكداً أنه لم يظهرا مكسورا وكان يتعامل مع الجميع على أنه رئيسا لجمهورية العراق.
بول بريمر تحدث خلال مقابلة له لبرنامج السطر الأوسط الذي يبث على قناة (MBC) عن لحظة اعتقال صدام حسين والظروف التي أحاطت عملية الاعتقال وكيفية التحقق من شخصيته كونه يستخدم شخصيات شبيه له.
وأكمل بريمر: "سألت الجنرال أبو زيد عن أفضل وأسرع طريقة للتعرف عليه، حيث كان صدام معروفا باستخدام اشباهه له في الشكل لضرورات أمنية، فقال سنحضره الآن على متن طائرة عمودية وسنقوم بعرضه على المعتقلين الآخرين الذين كان من بينهم طارق عزيز، لنرى هل سيتعرفون عليه أم لا، وأيضا لديهم الحمض النووي الخاص به الذي يتيح لهم معرفة هويته بشكل دقيق، وبالفعل تم إحضاره بعد 4 ساعات، وتم التأكد من هويته بعد إجراء تحليل الحمض النووي".
بول بريمر يروي تفاصيل لقاء صدام حسين مع خمسة من مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد القبض عليه مباشرة
— السطر الأوسط (@Alsatr_alawsat) December 10, 2021
ماذا قال صدام لهم؟ وبمَ وصف بريمر المشهد؟ @alrougui
اشترك الآن وتابع الحلقات على #ShahidVIPhttps://t.co/9ot3xHexDA#السطر_الأوسط#MBC1 pic.twitter.com/bJ9wb73nmP
وأضاف: "اتصلت مباشرة بالدكتورة رايس، مستشارة الامن القومي، وقلت لها لقد ألقينا القبض على صدام حسين.. وقتها كان العسكريون يضعون خطتهم التي تقوم على وضع صدام حسين داخل سفينة بأسطول أمريكي يرسو على مياه الخليج، ولكن أخبرت الجنرال أبو زيد باستحالة ذلك، فصدام سجين عراقي لا نستطيع إخراجه من البلاد ، فإذا فعلنا ذلك لن يصدق أحد أننا قبضنا عليه، وكان يجب إظهاره للعالم".
وعلى سؤال "لماذا سلمتم صدام حسين إلى أعدائه وبهذه الطريقة؟ أليست الولايات المتحدة ملتزة بحقوق الإنسان والمعاملة بعدل سواء لصدام أو لغيره؟"، أجاب بريمر: "لقد كان من الصعب إيجاد حلفاء له يستطيعون القيام بعملية احتجازه، لذلك سلمناه لحكومة عراقية مستقلة، وذات سيادة، وباعتقادي الحكومة العراقية أخضعت صدام لمحاكمة عادلة، لكن من جهة أخرى قاموا بإعدامه بطريقة شنيعة، ففي عملية الإعدام سمحوا بدخول الهواتف والكاميرات وهذا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، والتقاط قدر ما تشاء من الصور والفيديوهات".
المهمات الثلاث التي كلف بها جورج بوش، حاكم العراق السابق لتنفيذها في العراق بعد سقوط بغداد
— السطر الأوسط (@Alsatr_alawsat) December 3, 2021
بماذا أجاب بول بريمر عن سؤال: أين المكان الذي كان يختبئ به صدام حسين وعزة الدوري؟ @alrougui
اشترك الآن وتابع الحلقات على #ShahidVIPhttps://t.co/9ot3xHexDA#السطر_الأوسط#MBC1 pic.twitter.com/DndruTzXBg
وطرح المحاور سؤالا حول أداء واشنطن بعرض صدام قائلا "في المقابل، الصور التي عرضتموها مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف في التعامل مع الأسرى..لماذا قمتم بعرض صدام حسين بهذه الطريقة المخالفة قانونيا؟"، فأوضح الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق قائلا : "ناقشنا كيفية إقناع الشعب العراقي بأن الذي بين أيدينا هو صدام حسين، ولقد توصلنا إلى احتمالين.. أولا، يجب علينا إظهار صورة له، وذلك لم يكن كافيا.. يبقى الاحتمال الثاني، وهو أن يشهد سياسيون عراقيون أمام الشعب العراقي، أنهم شاهدوا صدام تحت الأسر، وتحدثوا معه، ما عملناه كان انتهاكا لاتفاقية جنيف .. قرارنا كان بكل بساطة هو لإقناع الشعب العراقي بأن صدام بحوزتنا، حتى لو اقتضى ذلك انتهاك اتفاقية جنيف".
وعن كيفية مقابلة صدام حسين وهيأته في أول مرة التقاه بعد اعتقاله، قال بريمر: "في البداية اتصلت بالسيد عدنان الباجة جي، رئيس الحكومة العراقية الانتقالية (يقصد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي) وسألته إن كان بوسعه جمع أكبر قدر من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الراغبين برؤية صدام الذي كان محتجزا حينها في مطار بغداد، وبالفعل قد تم ذلك بسرعة واختار إحضار 4 آخرين، وقد كنا حريصين على إعلان الخبر في اليوم ذاته.. توجهنا جميعا إلى المطار، وقام العريف الأمريكي بسؤالهم إن كانوا يرغبون برؤية صدام عن بعد لتأكيد هويته، أم كانوا يرغبون بمقابلته شخصيا، وقد اختاروا مقابلته شخصيا".
وأكمل بريمر: "بعد ذلك أذكر دخولنا بممر طويل، مطلي بالأبيض والأخضر..كان مكانا تعيسا ومظلما، وآخر الممر كانت هناك غرفة مضيئة، ربما كانت غرفة استحمام، وصلنا إليها، وفي الداخل وجدنا سريرا صغيرا يجلس عليه صدام حسين بلحية كثيفة وشعر كث، من الواضح أنه لم يحلق منذ عدة أشهر، مرتديا سترة أمريكية".
وتابع: "خمسة من أعضاء مجلس الحكم، كانوا جالسين في الطرف المقابل لصدام، يخوضون معه حديثا، تستطيع تمييز الغضب فيه، وكان كل واحد منهم قد ذاق الويلات من نظام صدام حسين، حتى لو لم تفهمه، كان كل واحد من هؤلاء الخمسة يملك قريبا قتل أو عذب من قبل صدام حسين".
واستطرد بريمر: "لم ينظر لي صدام مطلقا ، كنت أقف بجوار الباب وهو على الجهة الأخرى، وبجواري الجنرال سانشيز ومترجم يخبرني بكل ما يجري بالمعركة الكلامية أمامي".
وأردف: "لقد كان مشهدا ضوضائيا بامتياز، فكان الأعضاء غاضبين عليه، وهو غاضب عليهم أيضا، ولم يظهر مكسورا، على العكس، فقد أظهر شراسة واضحة عندما تجري مهاجمته من قبل أعضاء المجلس، وكان يرد عليهم بتفاصيل دقيقة عنهم ، كان يعتبرهم حفنة من الخونة، لم يقل ذلك صراحة، لكن نظراته تفصح بذلك، وكان يتعامل مع الجميع كأنه ما زال رئيس جمهورية".