كاتب إسرائيلي يحذر من تداعيات الظلم المستمر لسكان النقب

القدس / سوا / قال الكاتب الإسرائيلي "درون الحناني"، إن سياسة الظلم والقهر التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية ضد السكان العرب في النقب، قد تؤدي إلى نتائج كارثية على الجميع،" بحيث ستدفع هذه السياسات سكان النقب إلى الإنعزالية، واللجوء إلى أيدولوجيات مختلفة"، بحسب وصفه.

وأكد الكاتب في مقال نشره موقع "والا"، العبري اليوم الأحد، أن عمق المشكلة في النقب تتمثل بأن المؤسسة الإسرائيلية تفرض حلولًا على السكان البدو لا يمكن لهم أن يقبلوها، منوهًا أن الأرض عندهم هي بمثابة هوية وثقافة وانتماء.

ويقر الكاتب الإسرائيلي بأن سياسية الهدم والتهجير في النقب أثبتت فشلها، لان الأرض في النقب هي كل شيء بالنسبة للسكان البدو، وفي نهاية المطاف لن تنفع سياسة التهجير، لأن السكان هناك يحترمون بعضهم، ولن تجد أحدًا منهم يقبل أن يسكن على أرض غيره مهما كانت الظروف.


وأضاف ناصحًا:" نحن بحاجة لحلولٍ ذكية وليست عادلة قبل إندلاع الفوضى" بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن هناك ما يقرب من مئتي ألفا يعيشون في النقب من دون أي حسٍ بالإنتماء للدولة،" ويعانون نتيجة التهميش والإقصاء والحرمان من أبسط الخدمات الأساسية، بفعل سياسات المؤسسة الإسرائيلية".

وزعم الكاتب الإسرائيلي درون الحناني أن الحكماء وكبار السن في النقب بالكاد يمنعون الشباب من الإنفجار وسلوك العنف في مواجهة هذا القهر المستمر، الذي بات يغلي في صدورهم، والذي قد يتحول لمشكلة لكل مواطن في الدولة اذا لم تتداركه المؤسسة الإسرائيلية، بحسب تعبيره.

"نحن لا نتحدث عن شباب متهوّر" يقول الكاتب،" بل نتحدث عن مجموعات من الشباب بدأت تنظر إلى هذا الظلم والقهر والتمييز المستمر وترفع صوتها عاليًا".

وقال إن " 60% من اهل النقب العرب يعيشون في بلدات معترف بها فقط، وحتى هؤلاء يعيشون في أوضاع اجتماعية واقتصادية كارثية".

ولفت الى أن 68% من القوى العاملة في النقب تعتمد على مخصصات البطالة، ودعم التأمين الوطني، وغيرها.

ويضيف بأن متوسط دخل الفرد في النقب يصل إلى 1100 شيكل، فيما يصل متوسط دخل المواطن اليهودي من الشرائح الفقيرة إلى نحو 3 آلاف شيكل.

اضف إلى ذلك حملات الهدم والتهجير التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية هناك، فكل هذا يعكس لك الصورة المأساوية والخطيرة التي تتبلور هناك.

ويختم الكاتب مقاله بأن هذا هو الوقت ل فتح حوار جدي مع سكان النقب، في وقت تشهد فيه المنطقة من حولنا اضطرابات كبيرة، لأن القهر والظلم والحرمان والهدم والتهجير يقد يجعلنا نفقد هذه المنطقة إذا تمردت، ووجدت في فكر التنظيمات المتطرفة ملاذًا لها، فالعنوان مكتوب على الحائط، بحسب تعبيره".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد