التوقيع على مذكرة تفاهمات بين إسرائيل والأردن والإمارات
أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الإثنين، عن التوقيع رسميًا على اتفاقية مع الإمارات وإسرائيل في معرض إكسبو 2020 دبي، للدخول في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه.
وقال مساعد أمين عام وزارة المياه والري الأردنية، الناطق الإعلامي باسم الوزارة الأردنية عمر سلامة، إن إعلان النوايا الموقع اليوم، يعني الدخول في عملية دراسات جدوى العام المقبل 2022.
وأضاف سلامة: من الممكن أن يحصل الأردن من خلالها على 200 مليون متر مكعب من المياه سنويا، مبينًا أن توقيع الإعلان ليس اتفاقًا فنيًا أو قانونيًا.
وأكد، أن المشروع لن ينفذ دون حصول الأردن على هذه الكمية من المياه سنويا، مبينًا أن فكرة المشروع تنبع من حاجات الأردن المستقبلية المتزايدة لمصادر دائمة للمياه، والتي تتزايد بفعل نمو عدد السكان، والاعتماد عليها في الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات.
ولفت إلى محدودية الدعم الخارجي للأردن، وتحمله أعباء اللجوء والنمو غير الطبيعي بعدد السكان منذ سنوات طويلة، ما تسبب بضغط على البنى التحتية ومختلف الخدمات.
ونوه إلى أن الأردن من الدول الأكثر فقرًا في المياه عالميا، مضيفًا أن العجز المائي يتفاقم عاما بعد آخر، وسيصل إلى 45 مليون متر مكعب خلال العام المقبل في قطاع مياه الشرب فقط.
وتعليقًا على الإعلان، قال عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي: "إن تغير المناخ يفرض تبعات سلبية عديدة على دول ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط .. و فيما تستعد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر المناخ COP28، يؤكد هذا الإعلان المهم حرص دول المنطقة على العمل معا من أجل تعزيز أمن الطاقة وأمن المياه وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع".
وأضاف: "نفخر في دولة الإمارات بالمساهمة في صياغة مبادرة تجمع بين الأردن وإسرائيل وتسهم في تعزيز أمن الطاقة والمياه والأمن المناخي والمصالح المشتركة.. وتمثل هذه الخطوة إحدى ثمار الاتفاقيات الابراهيمية التي تهدف إلى تعزيز السلم والاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي، وتحسين الظروف المعيشية و فتح آفاق مستقبلية أفضل لكافة شعوب المنطقة".
وقالت كارين الحرار، وزيرة الطاقة الإسرائيلية: "لا تقتصر أهمية الإعلان الذي نوقعه اليوم وما ينطوي عليه من فوائد، على إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية وحسب لكنها تشمل أيضا المنطقة بأسرها، كما أنه يمثل رسالة للعالم مفادها أنه على الدول التعاون وتوحيد الجهود من أجل مكافحة أزمة المناخ.. وإنني أثمن عاليا الجهود الكبيرة التي بذلها شركاؤنا في الأردن ودولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية للتعاون معنا من أجل تطوير ونشر هذه الحلول المبتكرة التي يمكن أن تساعد المنطقة في مواجهة تبعات التغير المناخي".
وأضافت: "مع اختلاف احتياجات وقدرات بلدينا، يمكننا تحقيق التكامل ومساعدة بعضنا في التصدي للتحديات وذلك باتباع أساليب أكثر استدامة وكفاءة وصديقة للبيئة.. فالأردن يمتلك مناطق شاسعة تتسم بوفرة أشعة الشمس، وهي مقومات مثالية لنشر حقول ألواح الطاقة الشمسية وتوظيف حلول توليد الطاقة وتخزينها، في المقابل تمتلك إسرائيل محطات تحلية مياه يمكن أن تساعد الأردن في مواجهة مشكلة شح المياه لديها".
وقال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري: "تعتبر منطقة الشرق الأوسط في صدارة المناطق المتأثرة بتبعات أزمة المناخ، ويمكن لدول المنطقة التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والعمل المشترك.. وتجسد مبادرة اليوم مثالا حيا على أهمية التعاون وما يمكن أن يفضي إليه من نتائج تسهم في تسريع عملية تحول الطاقة واتخاذ إجراءات أكثر مرونة لمواجهة آثار تغير المناخ.. وتثمن الولايات المتحدة عاليا الخطوات الشجاعة والجهود المبتكرة التي بذلتها الدول الموقعة للوصول إلى هذا الاعلان.. ونتطلع إلى العمل مع الأطراف المعنية، وكذلك مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم من أجل تحويل تحديات المناخ إلى فرص من شأنها بناء مستقبل أكثر ازدهارا".
ويتضمن إعلان النوايا مشروعا واحدا مؤلفا من محورين مرتبطين مع بعضهما وهما برنامج "الازدهار الأخضر" الذي يشمل تطوير محطات طاقة شمسية كهروضوئية في الأردن بقدرة إنتاجية تبلغ 600 ميجاواط على أن يتم تصدير كامل إنتاج الطاقة النظيفة إلى إسرائيل وبرنامج "الازدهار الأزرق" الذي يهدف إلى تطوير مشاريع تحلية مياه مستدامة في إسرائيل لتزويد الأردن بحوالي 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة.. ومن المقرر أن يبدأ العمل في دراسات الجدوى الخاصة بهذا المشروع في عام 2022.
ووقع إعلان النوايا وزير المياه والري المهندس محمد النجار، ووزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات مريم بنت محمد المهيري، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، وذلك بحضور المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر.