بالصور: طفل من غزة يخترع روبوتاً وثلاجة متنقلة

الطفل محمد الحلاق-شينخوا

بيديه الصغيرتين يصنع محمد الحلاق من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة مجسمات الكترونية باستخدام أدوات متوفرة في منزله وبشكل بسيط، أهلته للمشاركة لاحقاً في معرض في تركيا عام 2020.

حيث يقول الطفل محمد ذو الـ14 ربيعاً إن بداية اكتشاف مهاراته كانت في السابعة من عمره عندما كان يعمل على تفكيك الألعاب البلاستيكية محاولا بطريقته معرفة كيفية صناعتها ورؤية اللوحات الإلكترونية في داخلها، مؤكداً أن أول تجاربه تمثلت بصناعة سيارة صغيرة متحركة باستخدام الخشب موصولة ببطاريات كي تتمكن من السير.

ويتابع الحلاق بينما كان ينشغل في توصيل أسلاك كهربائية بجهاز صغير أمامه، "قررت صناعة سيارة من ثلاث طبقات فقط ... لذلك استخدمت الخشب لبناء جسم السيارة بينما صنعت مولدها بلوحة إلكترونية تربطها بطارية".

وأمضى الطفل الحلاق حوالي أربعة أيام في صنع لعبته الأولى و بمجرد أن انتهى منها، أظهرها لوالديه وإخوته ومعلميه، لينال رضاهم ومدحهم على ما قام بصناعته بأدوات بسيطة ووقت قليل نظرا لصغره سنه.

ودفع ذلك والديه لتشجيعه على استثمار هوايته، كما تلقى دعم معلميه في المدرسة أيضا ودفعوه إلى صنع لعبة أخرى مكونة من الخشب والكرتون وألواح الفلين والبلاستيك.

ويقول الطفل إن "مواد صناعة الألعاب والأجهزة متوفرة في كل مكان من حولي وحتى إذا اضطررت لشرائها، فلن تكلفني الكثير من المال".

وفي محاولة لتحسين مهاراته، اعتاد الحلاق أن يتصفح مواقع الويب المتخصصة ومقاطع فيديو "YouTube"، ويتعلم صناعة الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.

ونجح أخيرا في صنع ثلاجة صغيرة من ألواح الفوم تحتوي على مبرد مصنوع من المكثفات ويعمل على البطاريات، كما يتضمن لوحة الكترونية خارجية توضح درجة التبريد داخل الثلاجة.

ويقول الصبي بينما يحدق بعينيه ويشرد في ذهنه لما يحلم في صناعته يوما ما "يمكن لأي شخص استخدام الثلاجة داخل سيارته الخاصة، عندما يريد الذهاب إلى البحر أو المكتب"، مضيفًا أنه "يمكنك تخزين الزجاجات أو الخبز أو حتى الشوكولاتة والتحكم بها".

وانضم الحلاق إلى فريق "جمعية الثقافة والفكر الحر" وهي منظمة غير ربحية تساعد الأطفال المبدعين على إنتاج اختراعاتهم من خلال تقديم الدعم المالي والمعنوي.

وبعد أن أنهى سلسلة من ورش العمل العلمية، نجح الحلاق في صنع أول روبوت له يساعد الأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية والسمعية على المشي بمفردهم دون خوف من الارتطام .

و"الروبوت يشبه السيارة الصغيرة التي تحتوي على لوحة إلكترونية بها مستشعرات، ويعمل على بطارية وجهاز تحكم عن بعد وبمجرد أن يقترب الشخص الذي يستخدمه من حائط أو أي عائق في الطريق، يرن جرس التنبيه، وجهاز التحكم عن بعد يهتز في يد المستخدم".

ولم يحمل الروبوت اسما حتى الآن، لكنه شارك بالفعل في مسابقة أقيمت في تركيا العام 2020 ضمت أيضا 50 مخترعا من جميع أنحاء العالم.

ويقول أحمد السقا مدير قسم المختبرات العلمية في "جمعية الثقافة والفكر الحر"بغزة، إن صناعات الطفل الحلاق "مكسب حقيقي لفلسطين"، مشيرا إلى أن الجيل الجديد من الأطفال الذي يعيش في عصر التكنولوجيا لديه ما يكفي من الذكاء المعرفي، لكنهم لا يتلقون الدعم من حكوماتهم أو حتى مدارسهم.

ولهذا قررت الجمعية رعاية الأطفال الأكثر إبداعًا في غزة، حيث تخرج سنويا من 50 إلى 80 طفلا تتراوح أعمارهم بين ( 12 و 16 عاما)، على أمل أن يصبحوا مخترعين يومًا ما.

وعبر جمال الحلاق والد محمد عن فخره بابنه وقال إن الآباء يتحملون مسؤولية تنمية مهارات أبنائهم سواء أكانت علمية أم ترفيهية لأنهم يعملون على خلق جيل مستقبلي واعد.

وأضاف "كل الدول المتقدمة بدأت في تنمية الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع"، مشيرا إلى أن سكان القطاع "يملكون القدرات الكافية ليكونوا قادرين على إقامة مجتمع متطور، لكنهم يفتقرون إلى القدرات لتحقيق ذلك، بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي في قطاع غزة ".

ويحلم الطفل الصغير بأن يصبح مخترعاً مشهوراً لإيصال رسالته للعالم بأن أطفال غزة لديهم المقدرة في تحدي العوائق والصعوبات رغم الحصار وقلة الامكانات المتاحة.

BabBGAA.jpg
BabBGEA.jpg

المصدر : شينخوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد