أفادت وسائل إعلام سودانية محلية، اليوم الاثنين 25 أكتوبر 2021، بان شبكة الانترنت معطلة في غالبية مدن السودان، مع انتشار كبير للقوات الجيش العسكرية في أنحاء المدينة، بالتزامن مع خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للتنديد بالانقلاب العسكري وسط إدانة دولية لخطوة الجيش.

وذكر شهود عيان لوسائل إعلام محلية، أن الإنترنت معطل منذ ساعات فجر الاثنين الأولى وإن الجيش والقوات شبه العسكرية منتشرة في العاصمة الخرطوم، مشيرة الى أن تم إغلاق مطار الخرطوم الآن وتعليق الرحلات الجوية الدولية.

ورجحت وسائل الاعلام، أن يعود الانترنت في السودان خلال الساعات المقبلة، وذلك بعد خروج رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان ، في مؤتمر يؤكد مضي القوات المسلحة في إكمال التحول الديمقراطي، حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة".

وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا سريعًا للتوتر في الخرطوم، وسط مناوشات عدائية على السلطة هو ما كان يخشى الكثيرون في السودان وخارجه أن يحدث في أي وقت، حيث كانت العلامات واضحة للغاية.

اعتبر اعتصام مؤيد للجيش أمام القصر الرئاسي في الخرطوم على أنه مخطط ليؤدي إلى انقلاب. لم تبذل أي محاولة لإخفاء الغرض منها.

وطالب المتظاهرون الجيش بإسقاط القادة المدنيين "الفاشلين". كانت محاولة غير عادية لإضفاء الشرعية على انقلاب عسكري ، باستخدام ستار الاحتجاج الشعبي.

بعد أسبوع تقريبًا ، تم تنظيم احتجاج مضاد. هذه المرة ، خرجت حشود ضخمة لدعم الحكومة المدنية.

مع المزيد من الاحتجاجات التي دعت إليها الجماعات المؤيدة للديمقراطية "لمواجهة الانقلاب العسكري" ، يمكن أن يستعد السودان لفترة أخرى من المواجهة بين القوات المسلحة والشعب.

وقطعت الدولة خطوات كبيرة في تطبيع العلاقات مع الغرب و فتح مصادر التمويل التي تشتد الحاجة إليها. الوعد بالانتقال إلى الديمقراطية أبقى الكثير من السودانيين وحلفاء البلاد متفائلين. لكن كل ذلك يمكن أن يكون في خطر الآن.

وحكمت السلطات الانتقالية العسكرية والمدنية معًا منذ الإطاحة بالرئيس البشير بعد أشهر من الاحتجاجات في الشوارع في عام 2019.

وشهد اتفاق تقاسم السلطة بين الجيش وتحالف فضفاض من الجماعات - قوى الحرية والتغيير (FFC) - إطلاق مجلس السيادة.

وكان من المقرر أن يحكم البلاد لعام آخر بهدف إجراء الانتخابات والانتقال إلى الحكم المدني.

لكن الصفقة كانت دائمًا منقسمة ، مع وجود عدد كبير من الجماعات السياسية المتنافسة - والانقسامات داخل الجيش أيضًا.

وزادت التوترات بعد إحباط محاولة انقلاب نُسبت إلى أتباع البشير في سبتمبر / أيلول .

لم يتمكن السودان من إيجاد نظام سياسي عملي منذ الاستقلال في عام 1956 وشهد العديد من الانقلابات ومحاولات الانقلاب.

المصدر : وكالة سوا