أريحا: افتتاح المؤتمر الثاني حول دور الإعلام في مكافحة الفساد

أريحا / سوا / اُفتتح في مدينة أريحا، اليوم الثلاثاء، مؤتمر بعنوان: "الإعلام الفلسطيني في مكافحة الفساد"، بحضور رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة، ومحافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ووكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، ونقيب الصحفيين عبد الناصر النجار، والمدير التنفيذي لشبكة أمين الإعلامية خالد أبو عكر.

 

وافتتح المؤتمر الفتياني، بالتأكيد على أن السلطة الرابعة يمكن أن تكون رافعة حقيقة لتصويب الأداء العام في كل المجتمعات، إذا أحسن استخدامها بالشكل المطلوب.

 

وشدد الفتياني على أن السلطة الرابعة هي سلاح فعال لتطوير العمل العام، وقال: "نحن ندرك جميعا مدى خطورة استخدام وسائل الإعلام وأهمية استخدامها بالشكل الأمثل، فالإعلام الجيد هو رافعة حقيقة للمجتمع لأنه إحدى اللبنات الأساسية لبناء مجتمع حر ومتقدم".

 

وأشار على أن الإعلام يلعب دورا أساسيا في الحافز على الجبهة الداخلية الفلسطينية، مشددا على حق المواطن في الوصول إلى المعلومة من خلال الإعلام، داعيا الصحفيين للتركيز على نقل الحقائق ليتخذ المواطنون القرار المناسب في هذا الشأن.

 

وقال إنه يقع على واجب المنظومة الإعلامية الرسمية وغير الرسمية أن تكون رافعة وطنية حقيقة لرفع الحقائق أمام الناس ومتابعة همومهم واحتياجاتهم.

 

من جانبه، قال النتشة، إن هيئة مكافحة الفساد تقف إلى جانب الصحفيين، وصولا إلى مجتمع خال من الفساد.

 

وأضاف أن المؤتمر الأول خرج بمجموعة توصيات انعكست بشكل جيد على مكافحة الفساد، معربا عن أمله بأن يصل هذا المؤتمر إلى إنجاز استراتيجية إعلامية وطنية لمكافحة الفساد.

 

وقال النتشة، "أتيحت لنا فرصة حرية الرأي ولكن البعض استغلها بشكل سيئ، ولجأ إلى الانتهازية، فنحن مع حرية الرأي ولكن لا يجوز أن تتحول إلى شتائم واتهامات باطلة".

 

وأضاف إنه لم تأت قضية تستوجب الاستفسار والمتابعة إلا قمنا بها، ولا يوجد لدى الهيئة أي انتقائية في العمل، وعلى الصحفيين التعاون مع هيئة مكافحة الفساد لتنفيذ القانون وإثبات الحق، والهيئة ليس لديها أي شيء تخفيه عن الإعلام.

 

وأكد إنه سعيد أن يكون بين الصحفيين، فهم يعملون من أجل الدولة الفلسطينية المتقدمة التي تسعى لتحقيق العدالة، وتمنى للمؤتمر أن يخرج بتوصيات تكون الهيئة قادرة على تنفيذها.

 

إلى ذلك، قال أبو عكر، إن المؤتمر يؤكد حقيقة أن الإعلام الفلسطيني المحلي بإمكانه أن يلعب دورا حقيقيا وفاعلا في مكافحة الفساد وكشفه، وقال، "الطريق لا يزال طويلا، فالإعلام المحلي لم يقم بعد بالدور المطلوب منه في الوقت الراهن، ووجود هيئة مكافحة الفساد إلى جانبنا يساعدنا بشكل كبير لنقوم بأعمال تعبر عن واقع التقصي والتحقيق والبحث عن المعلومة، والحصول على إرشاد قانوني بالدرجة الأولى من قبل هيئة مكافحة الفساد حتى لا يقع الصحفي في مطب اتهامه بالتحريض أو القذف وغيره من الإدانات، فلا نريد أن نرى صحفيا في السجن أو يخضع للتحقيق بسبب قيامه بعمله، فالاسترشاد بخبراء وقانونيين من هيئة مكافحة الفساد يساعد الصحفي بالمضي قدما في التحدث عن قضايا فساد قد نعلم عنها ولا نجرؤ التطرق إليها".

 

وأشار إن المطلوب من الإعلام المحلي أن يبدأ خطوات تسهم في كشف ملفات لها علاقة بمكافحة الفساد، عبر القيام بعمل مهني يستند لحقائق.

 

وأوضح أبو عكر أنه طلب من ممثلي الأجهزة الأمنية الحضور للمؤتمر والمشاركة فيه عبر أحاديث صريحة للاستماع لانتقادات الإعلاميين الفلسطينيين حتى نصل إلى مرحلة نقول فيها إن الحرية سقفها السماء كما أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس .

 

من جانبه قال خليفة، إن الإعلام يلعب دورا كبيرا في طرح الكثير من القضايا المتعلقة بالفساد على طريق التحرير والبناء السليم لخدمة المواطن، وهذا هو دوره كسلطة رابعة وكرقيب على أداء المؤسسات بما فيها سلسلة الحقوق والواجبات.

 

وشدد على أن وجود عدد كبير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة يدلل على حجم الحرية الموجودة في فلسطين، فدول كثيرة تفوق شعبنا عددا بعشرات الملايين لا يوجد فيها عدد المؤسسات الموجودة في فلسطين.

 

وأضاف إن ما قامت به وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين بعقد العديد من الدورات التدريبية على التحقيقات الاستقصائية هو دليل على رغبتنا بأن يكون هامش الحرية سقفه السماء، فالتحقيقات هي مؤشر على هامش الحرية الموجود في فلسطين.

 

وانتقد خليفة، قيام الاحتلال و حماس بمنع قرابة 20 صحفيا من قطاع غزة من الوصول للمؤتمر والمشاركة فيه.

 

بدوره قال النجار، إن الإعلام الحر والديمقراطي هو الإعلام القادر على مكافحة الفساد، مشددا على أنه توجد معايير لنجاح التحقيقات الاستقصائية وهي: الديمقراطية، والتمويل الصحيح، وقانون حق الحصول على المعلومات.

 

وشدد على أنه يوجد في فلسطين أكبر عدد من المؤسسات الإعلامية ولكنها في استثماراتها لا توازي صحيفة أو وسيلة إعلام بالغرب، وعدد وسائل الإعلام لا يعبر عن مفهوم الحرية. وتمنى أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تسهم في مكافحة الفساد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد