وزير الدفاع يهاجم منتقدي قرار انضمام المرأة الكويتية للجيش
خلق قرار وزير الدفاع الكويتي الشيخ حمد الجابر بانضمام المرأة الكويتية للخدمة في الجيش ، حالة من الجدل الكبير ، في الأوساط الكويتية ، حيث عبر عدد كبير من العلماء والمشايخ عن رفضهم لهذا القرار ، فيما رحبت مؤسسات وجمعيات نسوية به.
وزير الدفاع الكويتي حمد الجابر هاجم منتقدي قرار انضمام المرأة الكويتية للخدمة في الجيش ، مبينا ان الدستور الكويتي لا يميز بين الرجل والمرأة ويكفل حرية الرأي في إطار القانون.
وشدد على ان خدمة الوطن واجبة على الجنسين لافتاً إلى أن منتقدي القرار يعلمون أن مخاوفهم ليست في محلها، خصوصاً أن نحو 466 عنصراً نسائياً حالياً ضمن القطاعات المدنية بالدفاع، وفي هندسة المنشآت العسكرية، وعليه فإن عمل الكويتية في الوزارة ليس مسألة طارئة.
وقال إن القرار الحالي يحول المدنيات العاملات في الوزارة إلى عسكريات في حال رغبتهن، مع تغيير مسمياتهن الوظيفية، وإعطائهن ما يستحققن من بدلات وكوادر تتوافق مع طبيعة عملهن، مشدداً على إصراره على انضمام الكويتية إلى السلك العسكري، وأن قراره لا رجعة فيه، فالكويتية تستحق منا الكثير.
وأشار إلى أن الكويتية في حال دخولها السلك العسكري ستعمل في الخدمات الطبية والمساندة، وبعض المواقع اللوجستية، لكفاءتها وتميزها، مؤكداً أن بنات الكويت حريصات على سلامة وطنهن وخدمته في أكثر من موقع.
وأكد الجابر أن انضمام الكويتية إلى العمل العسكري يعد لبنة أولى للاستفادة مما تحمله أخت الرجال من خبرات في القوات المسلحة، لاسيما إذا كان لديها كفاءة في استخدام التكنولوجيا التي تساير التطور في المؤسسة العسكرية، للعمل في تخصصات ونظم رقمية لمواكبة الجيوش المتطورة، بتسخير الطاقة كقوة مساندة للجيش.
وأضاف أن المرأة الكويتية شريك في بناء هذا البلد، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، ولا نقبل أن ندخلها في مجال يقلل من كرامتها، أو يعرضها لما لا يليق بها كامرأة مؤكداً حرص الوزارة على المرأة والارتقاء بها في كل المجالات.
وفي ذات السياق أجمع عدد من علماء الشرع في الكويت ، على ان دخول المرأة الى السلك العسكري يتنافى مع طبيعتها، وأكدوا عدم جواز عمل المرأة في الجيش لأنه لا يتناسب مع طبيعتها الجسدية ولا قوتها العضلية.
وقالوا انه تستثنى مشاركتها في الحروب عند الضرورة لمساعدتها في الأعمال الطبية والخدمية والإدارية.
وقال د.عجيل النشمي أن الأصل عدم جواز دخول المرأة في المجالات الخاصة بالرجال مثل سلك الجيش والشرطة، لأن هذه المجالات تتنافى وطبيعة المرأة، وتعرضها للاختلاط بالرجال الأجانب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تتشبه النساء بالرجال، وهذا من التشبه، فقد ورد أن امرأة تقلدت قوسا كأنها رجل يريد الرمي بالقوس فقال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء» وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمة المرأة في بيتها تصنع الرجال المقاتلين المجاهدين والمدافعين عنها وعن حرمتها، فلما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها عن جهاد النساء قال صلى الله عليه وسلم: «جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة».
واستثنى الفقهاء من جهاد المرأة بالسلاح حالة ما إذا داهم العدو بلاد المسلمين حيث يصبح الجهاد فرض عين، فتقاتل لا في صفوف الرجال المجاهدين، وإنما تدافع عن بيتها وأبنائها ما وسعها ذلك.
كما يمكن استثناء عملها في سلك الجيش او الشرطة إذا لم يكف الرجال لسد الحاجة، وتعمل حينئذ فيما يحتاج إليه للنساء، مثل عملها في الحدود للتفتيش على النساء أو في السجون الخاصة بالنساء وما إلى ذلك.
كما قد تستثنى مشاركة المرأة في الحروب عند الضرورة لمساعدتها في القضايا الطبية كالتمريض وتطبيب المجاهدين كما كان في بعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قالت الربيّع بنت معوذ:«كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم الماء ونخدمهم، ونرد الجرحى والقتلى الى المدينة». أخرجه البخاري، وهذا مقيد بالضرورة إذا لم يكف الجنود المتخصصون بالطب والجراحة.
وجيوش اليوم تهتم بوجود الأطباء والجراحين في صفوفها، بما لا حاجة معه الى النساء.
ودخول النساء السلك العسكري أو الشرطة لا يبرره التقليد للدول الأوروبية وغيرها، وتجاربها في مشاركة النساء بجيوشها أدت إلى مشاكل عديدة وفقا لتقاريرها، حتى أصبح وجود النساء مادة ترفيهية مبتذلة لاختلاطها بالرجال مدة طويلة أو قصيرة، فاتقوا الله في نسائنا، ومسؤوليتكم الحفاظ عليهن وتكريمهن وإعزازهن والاستفادة من طاقاتهن الخلاقة في رعاية أسرهن وأبنائهن فهن صانعات الرجال.