سبب وفاة الصول ادريس – من هو الصول ادريس صاحب شفرة حرب 73
أفادت مواقع إخبارية مصرية، اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021، عن وفاة الصول ادريس صاحب الشفرة النوبية التي استخدمت في حرب عام 1973.
وقال موقع اليوم السابع نقلاً عن أسرته، إن الصول ادريس توفي في محافظة الإسكندرية (شمال مصر).
وقال الموقع، إن الصول ادريس توفي نتيجة معاناة مع المرض حيث يبلغ من العمر 84 عاما.
من هو الصول ادريس
هو 'أحمد محمد أحمد ادريس', ابن النوبة ولد بقرية توماس وعافية في الأربعينيات, وحصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952وفي عام 1954.
بحسب موقع المجموعة 73 مؤرخون فقد تطوع البطل 'أحمد ادريس' كمجند بقوات حرس الحدود وفي عام 1971 عندما تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة كانت هناك مشاكل تجاة عملية 'فك الشفرات', فأمر الرئيس قياداتة بايجاد حل, في ذلك الوقت كان 'عم أحمد' منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بينة وبين القائد عن هذة المشكلة, فتبسم ضاحكا وقال: 'أنة أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرأ لخلو اللغة من الحروف الأبجدية', فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد ادريس وكانت هذة نقطة البداية حيث نالت فكرتة أعجاب وموافقة قائدة و تم اصدار أمر بأحضارة عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري. وروي 'عم أحمد' اللحظة التي قابل فيها الرئيس الراحل السادات فقال 'أنتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعة مع اللواءات, وعندما رأيتة كنت أرتجف نظرا لأنها كانت المرة الأولي التي أري بها رئيسأ لجمهورية مصر العربية ' و تابع قائلا: ' عندما وجد الرئيس الشعور الذي انتابني من قلق و خوف اتجة نحوي و ووضع يده علي كتفي ثم جلس علي مكتبة وقال ' أنت جوابك من المدرعات وأنت حرس حدود أية اللي وداك مدرعات؟'
فرد 'ادريس' قائلا 'كان عندي موضوع عام 1967 ' ولكن رفض أن يتحدث عنة وقال 'دة موضوع طويل هحكية بعدين'. وبعد حوار دام طويلا ضحك الرئيس السادات ضحكا هستيريا مما أدي الي شعور 'أدريس ' بالقلق وقال 'هو أنا قلت حاجة غلط؟' فرد السادات 'لا دة شيء في نفس يعقوب', وأكمل 'أدريس' قائلا ' قلت للرئيس اذا كان يريد أفراد نوبيين فعلية أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس نوبيين 1964 لأنهم لايجيدون اللغة, وهم متوفرون بقوات حرس الحدود ' فأبتسم السادات قائلا ' ' بالفعل فقد كنت قائد أشارة بقوات حرس الحدود'. وتابع أدريس ' عندما أنتهي لقائي بالرئيس السادات أعطاني ظرفا بة 100 جنية وضعتة في جيبة وتركت المكان'. وبعد عودة 'عم أحمد' الي وحدتة من الأجازة كان عدد المجندين 35 فردا وتم انتداب عدد من أفراد حرس الحدود حتي وصل مجموع الأعداد الي 72 جندي من بلدتي 'فاديكا' و 'كان' النوبية, وكانت أقل رتبة هي 'النقيب' و قاموا بارسالهم الي منطقة مدنية وتم الأتفاق علي الخطة بمنطقة 'أبوصير', مع العلم بأن 'القصاصين' كانت منطقة تمركز قوات الجيش. وقال 'تم تدريبنا علي جهاز صغير وبعد التدريب بدأنا نعدي القناة في المساء مستخدمين الكاوتش المطاط حتي لايصدر صوتا ' واصفا شعورهم بالقلق والرعب في اليوم الأول, وأضاف ان المنطقة التي قاموا بالذهاب اليها كان يعسكر بها الجيش الاسرائيلي نهارا ولكن في المساء يتركوا المكان متوغلين 5 كيلومترات الي الخلف ويقوموا بتطويق المكان بالدبابات وتهيئتها كمنطقة دفاع.
ويذكر عم أحمد أن الايواء المستخدم للنوم كان عبارة عن صهاريج مياة يغفو بها طوال النهار وفي المساء يقوموا بعملية استطلاع والتبليغ عن عدد الدبابات, وذكر لنا عم أحمد احد المصطلحات التي كانت تستخدم كشفرة فقال ' كنا نقول علي الدبابة 'أولوم' ومعناها تمساح, أما العربات المجنزرة فكنا نقول عليها 'اسلانجي' يعني ثعبان'. وكانت مدة الوردية من سبعة الي ثمانية أيام ثم تتبدل الوردية.
وبالرغم من كل ماقيل علي عرب سيناء وتصرفاتهم المسيئة لأفراد الجيش ولكن قال عم أحمد ' بالعكس دول كانوا بيجيبولنا الأكل و الشرب في الصهاريج '. وأستمر الحال حتي عام 1973,
أكد عم أحمد أن في ذلك الوقت حدث شيء غريب , أحضر الجيش الاسرائيلي 'تريلات' وعند الخروج للاستطلاع بالرغم من عدم استطاعتهم الخروج بالنهار ولكن قال 'أدريس': ' طلعنا زي الحرامية ووجدنا أن هناك 200 'تريلا' مع كل واحدة دبابة جديدة' فقاموا بالتبليغ علي الفور وعندما علم أبو العز قام بإفساد انابيب ضخ المواد الملتهبة 'النابلم'والتي اقامها الاسرائيليون علي شاطئ القناة وقد صممت هذه الاجهزة بحيث تضخ علي سطح المياه علي امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعةالاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران كالجحيم يستحيل اختراقة,
. في اليوم الخامس من أكتوبر قامت القوات بالانسحاب من الضفة الشرقية متجهة الي الاسماعيلية وفي الساعة الثانية صباحا 'اشتغلت المدفعية والدبابات' علي حد قول عم 'أحمد', وتم احتلال الضفة الشرقية واستمرت الحرب حتي يوم 22 أكتوبر. وحدثنا 'أدريس' عن الثغرة فقال: حدثت الثغرة كنتيجة مباشرة لأوامر الرئيس السادات بتطوير الهجوم شرقًا نحو المضايق، رغم تحذيرات القادة وخاصة الفريق سعد الدين الشاذلي - بأنه إذا خرجت القوات خارج مظلة الدفاع الجوي المصرية فستصبح هدفًا سهلاً للطيران الإسرائيلي. وبالفعل في صباح يوم 14 أكتوبر عام 1973م تم سحب الفرقتين الرابعة والواحدة والعشرين وتم دفعهما شرقًا نحو المضايق. الجدير بالذكر أن الفرقتين الرابعة والواحدة والعشرين كانتا موكلاً إليهما تأمين مؤخرة الجيش المصري من ناحية الضفة الغربية لقناة السويس وصد الهجوم عنها إذا ما حدث اختراق للأنساق الأولي، وكانت هناك ثلاث ثغرات تتضمنهم خطة العبور المسماة بـ المآذن العالية، ومن بينها ثغرة الدفرسوار التي حدث عندها الاختراق. بعد فشل تطوير الهجوم رفض الرئيس السادات مطالب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي في إعادة الفرقتين إلي مواقعهما الرئيسية للقيام بمهام التأمين التي تدربوا عليها. عندما وجد السادات ذلك قال 'أنا لا احارب أسرائيل ولكني في حرب مع أمريكا' وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كسنجر كوسيط بين أطراف الحرب، ونجح في التوصل إلي اتفاقية هدنة
. كوفيء 'ادريس' بمد فترة خدمتة الي أربعة سنوات وقال ' كانوا رافضين خروجي من الجيش ولكني اضطررت نظرا لظروف مرضية'. وأمد عم أحمد ان اللغة النوبية هي الشفرة الرئيسية في حرب اكتوبر وليست شفرة المورس, الأمر الذي جعل الرئيس السادات بتحذير عم أحمد بعدم الافصاح عم هذا السر العسكري و أكد 'ادريس قائلا ' انا لم افصح عنة سوي السنة الماضية لمفاجأتي بشخص نوبي عمرة 40 عاما كان يدعي انة هو الذي ادخل فكرة اللغة النوبية كشفرة ' وتابع ' ذهبت الي وزارة الدفاع وحكيت القصة ولكن كان الرد 'هذا القانون لا يطبق عليك', فلا أدري أي قانون, مافيش حد قدرني والجواب عندي في البيت,
بعد علم دولة اسرائيل بمعرفة اللغة التي كانت تستخدم كشفرة, قاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية, حيث كان هناك رجلا يدعي ' محجوب الميرغني' كان يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين حاملين الجنسية الألمانية, وعند حضور 'ادريس' احدي صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي 'دبابة و طائرة' باللغة النوبية, مما أثار شك عم أحمد والأمر الذي دعي الي توجية تحذير ل 'محجوب' من اعطاء اي معلومات لهؤلاء وهددة بتقديم بلاغ لوزارة الدفاع مؤكدا أن 'محجوب' كان يقوم بذلك بدون مقابل او 'بحسن نية' علي حد قولة. مضيفا ' قلت لة الطريقة الصحيحة هي احضار جواب من الجيش او القوات الحربية كتصريح لتعلم اللغة', واستمرت هذة الشفرة حتي عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات.