وفد بال ثينك للدراسات الإستراتيجية يختتم زيارته لكرواتيا
غزة / سوا / استمراراً لنهج بال ثينك للدراسات الإستراتيجية عبر السنوات الماضية في تعزيز المصالحة الوطنية في فلسطين بشتى السبل و في كافة المجالات قام وفد فلسطيني مكون من عدد من نشطاء المجتمع المدني بزيارة إلى كرواتيا استمرت 6 أيام وذلك بهدف الاطلاع والاستفادة من تجربة دول البلقان بشكل عام و كرواتيا بشكل خاص في عملية المصالحة الوطنية و تجاوز آثار الماضي، تأتي الزيارة ضمن مشروع التعاون بين مؤسسة بال ثينك للدراسات الإستراتيجية ومركز دراسات السلم الأهلي في كرواتيا و بدعم من وزارة الخارجية الكرواتية.
المشروع يهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني الفلسطينية لزيادة تركيزها على بناء السلم الأهلي في فلسطين من خلال زيادة جهودها لاستهداف العمليات الانتقالية الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان خلال المصالحة. حسب ما أشار عمر شعبان مدير مؤسسة بال ثينك الذي ترأس الوفد الفلسطيني "على الرغم من أننا لسنا في مرحلة المصالحة بعد، لكن نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين لها، حيث تلعب منظمات المجتمع المدني الفلسطيني دور هام جدا في تعزيز عملية المصالحة وتجذيرها و ضمان عدم عودة الاقتتال الداخلي في المستقبل.
تضمنت الزيارة مقابلة عدد من منظمات المجتمع المدني وكبار الخبراء الكرواتيين من مركز دراسات السلام والمؤسسات الرسمية التي تعمل في برنامج المصالحة الوطنية منذ انتهاء الحرب الأهلية في كرواتيا عام ١٩٩٤. على مدى 6 أيام هي مدة الزيارة تم تنظيم عشرات اللقاءات وعدد من الندوات التثقيفية حول القضية الفلسطينية حيث لقي الوفد الفلسطيني ترحيب شديد من شرائح المجتمع الكرواتي. أحد هذه اللقاءات كانت داخل البرلمان الكرواتي حيث تم استقبال الوفد من عدد من النواب البرلمان الكرواتي حيث تم مناقشة دور المؤسسات التشريعية و الرقابية في تعزيز المصالحة الوطنية في كرواتيا. من الجدير بالذكر أن كرواتيا تتضمن ٢٢ أقلية إثنية ودينية من بينها الإسلام. تم مطالبة البرلمان الكرواتي بالاعتراف بدولة فلسطين كما حدث مع العديد من الدول الأوربية مما سيعط مؤشر هام عن الدور السياسي لكرواتيا في قضية فلسطين وسيعمل مثل هذا الاعتراف على تحسين علاقات التعاون بين كرواتيا والعالم العربي. كذلك تم زيارة وزارة الخارجية الكرواتية ومقابلة مدير عام الوزارة للتعاون الدولي وتم التطرق لسبل التعاون الكرواتي الفلسطيني. يجدر بالذكر أن الحكومة الكرواتية قد شاركت في مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة في ١٢ اكتوبر الماضي بخصوص إعمار قطاع غزة ..
مرت شعوب يوغسلافيا بحرب أهلية مريرة ومازال المشوار طويل أمامهم لمعالجة تداعيات الاقتتال على كافة مناحي الحياة. حيث كانت كرواتيا ضمن الاتحاد اليوغسلافي في عهد الاتحاد السوفيتي و أعلنت عن إستقلالها في عام ١٩٩١ مما دفع بالجيس اليوغسلافي الذي كان الصرب يمثلون أغلبيته إلى قمع رغبة الشعب الكرواتي في الاستقلال. وعدد سكان كرواتيا ٤ مليون نسمة فقط، الأغلبية من الكاثوليك، وعمل الجيش اليوغسلافي سابقا والذي كان يسيطر عليه الصرب الأرثوذكس منعهم من الاستقلال. رغم الصراع الدامي بينهم لمدة أربع سنوات ، هنالك جهود كبيرة من الطرفين لتجاوز الماضي والتعاون من أجل مستقبل أفضل. أربع سنوات من الاقتتال قد تحتاج أربعون عاما من الجهود لتجاوز تداعياتها. رغم خصوصية التجربة الكرواتية لكنه يمكن الاستفادة منها في الواقع الفلسطيني.