شابات فلسطينيات يرتبطن بـ "فرسان أحلامهن" القابعين في السجون الاسرائيلية

غزة / خاص سوا / تقّلب الشابة غفران زامل صور "فتى أحلامها" وخطيبها الأسير حسن سلامة القابع في سجون الاحتلال منذ 18 عاماً، وهي تحلم باليوم الذي يتحرر به من ظُلمة السجن.

الأسيرة المحررة غفران (31 عاما) ابنة مخيم نابلس لم تلتقِ يوماً بـ"فارس أحلامها" الأسير سلامة، ولم تعرفه سوى من خلال الصور الشحيحة التي يسربها الاسرى من السجون، لكن على الرغم من ذلك كان ارتباطها به حلماً تحقق بعد طول انتظار.


وحسن سلامة، هو أسير فلسطيني من سكان خان يونس جنوب قطاع غزة، اعتقل في مدينة الخليل عام 1996، وحكم عليه بالسجن المؤبد 48 مرة بعد بنهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وقيادته لعمليات الثأر المقدس لاستشهاد قائد القسام يحيى عياش، والتي أدت لمقتل عشرات الإسرائيليين .


تقول خطيبة سلامة " قرار الارتباط كان بالنسبة لي حلماً أرنوا لتحقيقه حيث كنت أعيشه في أحلامي، واليوم أعيشه حقيقة وكنت أدعو الله دائما أن يجمعني به وأن اكون زوجة له".


وأضافت غفران، في حديث لوكالة (سوا)، "إن سنوات حكم حسن لم تؤثر في قرار ارتباطي به، كنت أدرك تماماً لما أقدم عليه فمسألة السنوات والحكم الكبير لم تكن عائقاً أمام قراري".


وتابعت: "بل كنت وما زلت متمسكة ومقتنعة بقراري بل وسعيدة جداً بهذا الاختيار ولا زلت أنتظره وسأبقى أنتظره طال العمر أم قصر".


وأكدت غفران أن قرار زواجها من حسن كان له أثراً كبيراً على نفسيته، قائلة "هذا ما لاحظه أصدقاء حسن في الأسر بعد الارتباط فأصبحوا ينادونه حسن الجديد".


وأشارت إلى أن هدف السجان الإسرائيلي هو تحطيم الأسير وإنهاء وجوده داخل مجتمعه، معتبرة ان قرار ارتباطهما هو أكبر رسالة تحدي للمحتل.


واضافت ان حسن يعيش ويمارس حياته كأي إنسان حر ويسعى لأن يكون له عائلة، مضيفة ان سجنه هو مرحلة مؤقتة. وأوضحت غفران أن حسن لم يكن يعرفها من قبل كونه معتقل منذ سنوات طويلة منذ العام 1996 ومن سكان غزة، وهي من الضفة ولم يراها حتى اليوم إلا عبر الصور".


وبيَّنت أن الاحتلال لم يسمح لها بزيارة حسن، مشيرة إلى أنها قدمت بطلب زيارة له منذ خمس سنوات عبر الصليب الأحمر إلا أن الاحتلال رفض لها بالزيارة.


وقالت خطيبة سلامة "إن أمالي معلقة بالله الذي لن يضيعنا ولن يضيع هذا الشاب الذي ضحى بسنوات عمره وشبابه، والله الذي قدر لإخوان حسن بالفرج في صفقة وفاء الاحرار بهمة المقاومة والقسام سيمكن لهم ليكونوا سبباً في الإفراج عن حسن ومن تبقى في السجون".


هذه الظاهرة ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أسير على خطبة أو عقد قران وهو داخل الأسر، فهناك العديد من الحالات آخرها إقدام الأسير هلال حسني محمد يوسف (37 عاماً)، على عقد قرانه على الشابة حليمة نعيم فرج (26 عاماً) رغم وجود الأسير في سجن النقب الصحراوي.


وذكرت عائلة الأسير يوسف، أن الخطبة تمت من خلال علاقات الأسرى الفلسطينيين ببعضهم البعض داخل السجون والتعارف فيما بينهم، إذ أن الأسير أحمد نعيم فرج شقيق المخطوبة يقبع في سجن النقب الصحراوي.


وأشارت العائلة إلى أنهم توجهوا لعائلة الشابة حليمة، وتمت خطبتها وفق الأصول المتبعة، وينتظرون استصدار وكالة رسمية من الأسير عبر الصليب الأحمر، ليتسنى لهم إكمال إجراءات عقد القران في المحكمة الشرعية.


والأسير هلال يوسف يقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاماً، أمضى منها ما يقرب من 13 عاماً، واعتقله الاحتلال بتاريخ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، واتهمه بالضلوع والمشاركة في التخطيط لتنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال.

 بدوره، علق الباحث والمختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، على قضية زواج الأسرى داخل سجون الاحتلال بفتيات من خارج السجن، قائلًا "حالات الزواج من الأسرى ارتفعت بنسبه كبيرة في الآونة الأخيرة وأصبح المجتمع الفلسطيني يتقبلها". وأضاف فروانة في حديث (لسوا)، "خيار ارتباط الفتاة بأسير داخل سجون الاحتلال خيار صعب وقاسي لكنه قرار يحترم ويحمل المعاني الكثيرة ويرفع من معنويات الأسرى داخل السجون". 

وتابع:" أن الزواج بالنسبة لأسير محكوم لسنوات طويلة يعد بمثابة روح جديدة تبعث بداخل الأسير مزيداً من الأمل والحياة والإصرار والتحدي".

 وأكد أن زواج الأسرى تعزز مكانتهم في المجتمع الفلسطيني وتساهم في التخفيف عنهم داخل السجن وترفع معنوياتهم وتكسر إرادة السجان الإسرائيلي. 

وبيَّن فروانة أن الأسرى الفلسطينيين ما زالوا يبدعون في قهر السجان بشتى الطرق والوسائل، ويصرون على الحياة رغم الأسر الذي يحجب عنهم كل معلم من معالم تلك الحياة. 

وأشار الباحث والمختص بشؤون الأسرى إلى أن إلى الأسرى ما زال عندهم أمل بأن المقاومة الفلسطينية لن تتركهم داخل سجون الاحتلال طويلًا وستحررهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد