إقبال الغزيين على الشاليهات "في ازدياد" ملحوظ.. والسبب؟!

شاليه في غزة

فصل الصيف وأجواؤه الحارة، والظروف التي يمر بها القطاع من انقطاع الكهرباء لأكثر من ثمان ساعات يوميًا، وعدم توفر سبل الاستجمام المريحة على شاطئ البحر بسبب الاكتظاظ، وتلوث مياه البحر بنسبة وصلت 75% عام 2016 حسبما أعلنت سلطة جودة البيئة، كل ذلك رفع وتيرة عمل الشاليهات، بما يلبي حاجة المستثمرين والمواطنين على حد سواء.

لقد انتشرت الشاليهات في قطاع غزة ، في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ويظهر هذا جليًا في الإعلانات الإلكترونية متكررة الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، والإعلانات على المفترقات وفي الأماكن العامة.

وفي آخر إحصائية أعلنت عنها وزارة السياحة بغزة عام 2019 أن عدد الشاليهات قارب على ال ٣٠٠ شاليه من بيت حانون شمالا وحتى رفح جنوبا .

فاطمة الزرد، شابة فلسطينية من قطاع غزة، بينت أن عائلتها تفضل الذهاب إلى الشاليه بدلاً من البحر لعدة أسباب تتمثل في: النظافة في ظل تلوث بحر قطاع غزة، بالإضافة لضمان الخصوصية مما جعل المكان أكثر راحة خاصة للنساء لعدم تقيدهن باللباس الشرعي، وكذلك وجود برك خاصة بالأطفال مما يقلل من حوادث الغرق، ويضاعف فرصة الاستمتاع واللهو بعيدا عن الاكتظاظ و الضجيج.

من جهتها لفتت رائدة زقوت صاحبة شاليه "لافندر" أن المشروع افتتح عام ٢٠١٨ برأس مال قدره ١٥٠ ألف دولار موزعة على أرض بلغت مساحتها ٥٠٠ متر.

ونوهت زقوت لأن الشاليه يعمل على مدار الأسبوع، ولكن "هناك يوم للتنظيف الشامل"، قائلة: "نؤجر الشاليه بنفس الأسعار الشائعة باستثناء يوم الخميس والجمعة الذي عادة ما يكون مكتظًا بالحجوزات فيرتفع السعر ولكن ليس بفارق كبير".

زقوت أشارت أيضًا لأن نسبة أرباح السنة الحالية تساوي ضعفي أرباح السنة الماضية، وربما يرجع ذلك "إلى تعاظم ميل الناس إلى التباعد الاجتماعي بسبب ظروف أزمة كورونا ، وحاجتهم في نفس الوقت للاستجمام، خاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة".

بدوره لفت المستشار القانوني أديب الربعي إلى أنه "في حال أن أحد الشاليهات لم يتبع إجراءات الأمن والسلامة، وأصيب أي مواطن بضرر، يحق للمواطن أن يقاضيه بتقديم شكوى للنيابة العامة، حيث أن القوانين الفلسطينية تؤكد على ضرورة توفر إجراءات وشروط الصحة والسلامة في كافة المرافق العامة والخاصة".

لقد وصل الحال في غزة إلى اعتبار الشاليهات "قبلة للمستثمرين، ومتنفس للغزيين"، بما تحققه من أرباح أولاً، وبما يعيشه السكان في قطاع غزة من ظروف قاهرة ضاعفها تكرار العدوان
الإسرائيلي" والحصار ومخلفاته وفي المقدمة أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

ورغم انتشار الشاليهات بشكل ملحوظ، إلا أن ارتفاع تكلفة استئجار الشاليه ليوم أو ليلة واحدة، بحيث يصل من مائة دولار كحد أدنى إلى مئتي دولار، قد يشكل عبئًا على المواطن العادي الذي بالكاد يتحصل على قوت يومه، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة إلى 48% في قطاع غزة وفق ما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في شهر آذار لعام 2021.

المصدر : نغم الشرفا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد