ظروف غزة تُكبّد النساء تحديات صحية

تظاهرة للنساء في غزة تطالب برفع الحصار

"تعتبر النساء الفئة الأكثر إصابة بالأمراض، خاصةً كبار السن، والحوامل"، هذا ما قالته أخصائية التحاليل الدكتورة عائشة جبر.

يأتي هذا في ظل إعلان وزارة التنمية الاجتماعية في شهر أكتوبر من العام 2019 أن نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة ، وصلت إلى ما يقارب 75%.

هذه النسب لم تقف جانبًا، بل انعكست على مناحي الحياة الأخرى فها هي بعض التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية ونسوية في القطاع تشير إلى أن 75% من السكان يعتمدون على المساعدات، و47% منهم يعانون من انعدام أمن غذائي متوسط وحاد، وتتحمل النساء العبء الأكبر نتيجة انعدام الأمن الغذائي، فهن أكثر الفئات تضررا وفقا للدور التقليدي المناط بهن، والمهام الملقاة على عاتقهن في الحياة الأسرية.

أزمة جائحة كورونا ، لم تقف أيضًا على الحياد، فقد عصفت بجوانب الحياة الاقتصادية خلال العامين 2020 و2021 إلى حد كبير.

ومن واقع اطلاعها وعملها اليومي، أسهبت أخصائية التحاليل عائشة جبر في حديثها: "السيدات الحوامل هن الأكثر عرضة لضعف الدم (الأنيميا)"، مبينةً أن امتصاص الجنين للحديد الموجود في جسم الأم باعتباره مكون أساسي وضروري لتكوين الهيموجلوبين، وفي ظل ظروف الفقر وما تفرضه من سوء التغذية "هو السبب".

وأوضحت جبر أن الأعراض الأكثر شيوعا لفقر الدم هي: الدوخة، والصداع، والضعف العام في الجسم، مؤكدةً أن "فقر الدم لا يقتصر على النساء الحوامل حيث تعاني كثير من السيدات غير الحوامل من فقر الدم و تكون أسبابه وراثية مثل: الثلاسيميا، أو ذات علاقة بالواقع وظروفه كسوء التغذية بل انعدام الأمن الغذائي كليًا، "وكله يؤدي إلى نقص الحديد، وفيتامين b12".

يدعم هذا ما جاء في تقرير أصدرته الأمم المتحدة عام 2019، حول الأوضاع المعقدة التي تعيشها النساء والفتيات الفلسطينيات، من أن الظروف السياسية "ساهمت في تدهور ظروف معيشة النساء والفتيات وتفاقم تعرضهن للمخاطر، وتقويض حقوقهن الصحية".

بدورها أوصت جبر النساء بتناول المكملات الغذائية بشكل دائم وفق توصيات ونصائح الأطباء خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان في قطاع غزة، والتي تحول دون توفر الغذاء الصحي السليم والمتكامل بشكل يومي.

أما فيما يتعلق بكبار السن فأشارت جبر إلى أن الأمراض المزمنة هي أكثر ما يعانون منه، ومن ذلك: مرض السكري، موضحةً أن "سببه وراثي في معظم هذه الحالات".

وعن أكثر الفئات التي تصاب بمرض السكري، أضافت: "مرض السكري لا يقتصر علي كبار السن، فهو يصيب جميع الأعمار و الفئات، ولقد شاهدت حالات لأطفال أصيبوا به خلال الظروف النفسية الصعبة التي مرت خلال العدوان على غزة".

وفي سياقٍ آخر، تحدثت جبر عن الآلام التي يعاني منها كبار السن في العظام، نتيجة لنقص الفيتامينات مثل فيتامين دال.

كما شددت على ضرورة إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري ومستمر، من أجل ملاحظة أي نقص في أي فيتامين، قد يتسبب فيما بعد بأعراض وحالات أشد صعوبة وخطرا.

"درهم وقاية خير من قنطار علاج" هذا ما شددت عليه الأخصائية جبر التي تستقبل يوميًا في مختبرها عشرات الحالات المختلفة، في ظل التحدي القاهر لظروف غزة وحصارها.

ملاحظة : هذه المادة الصحفية تدريبية من إنتاج مركز رسل للموهبة و الابداع في قطاع غزة

المصدر : وكالة سوا - ملك شقورة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد