قال بزهوٍ: ألم تقرأ نقدي للوزير المرتزق، فقد جلبَ هذا النقدُ ألفي إعجاب ومئات المشاركات؟!
ما أكثر الكتابات والأفكار المُعرضة للانقراض والزوال في ألفيتنا الثالثة! من أبرز هذه الكتابات المعرضة للاندثار؛ الكتابات الغنية ببروتين التحريض، المُغيِّر المفيد، والتلاقُح الفكري التنويري، هذه الكتابات صارت عدواً لدوداً لأباطرة الألفية الثالثة، لأن هذه الكتابات تُبرز المواهب الفردية، وتكتشف التغرير، وتُنفِّر من سياسة القطيع، ما يُفقد مسيري العالم الرقمي الجديد لجام القيادة، ويضعف منزلتهم في عالم اليوم!
 لذلك نفَّروا الجماهير من هذه الكتابات، باستحداث العالم الرقمي السريع، بحجة أن كتابات التلاقح الفكرية طويلةٌ مُملَّة، لذلك أصبحت قراءة كتابات التحريض، والتجديد، والابتكار عند المدمنين على مواقع التواصل الرقمية تبعثُ على السَّأَم، فهي كما قال أحدهم (توجع) العقل، لأن القارئين في عالم اليوم يحتاجون سندويتشات عقلية سريعة المفعول، تُلهب العواطف، وتُشبع الرغبات الحسية، وتُثير الجوارح الخارجية!
ومن الكتابات الموجعة للعقل، الكتابات التوعوية، كتابات محاربة الجهالات، والخزعبلات، لأن هذه الكتابات تُخفف من الصراعات في المجتمعات، ما يُضعف تسويق السلاح، والطب والدواء!
ومن أبرز الكتابات المعرضة للزوال؛ الأشعار، والروايات، والقصص، والمسرحيات، والأفلام، وكل الفنون، الغنية بالعواطف السامية، الباعثة على مبادئ التسامح؛ الرأفة، الحُب، السلام، نبذ التفرقة على أساس الجنس، والعرق، الداعية إلى المساواة، والانعتاق من عبودية الهيمنة الحزبية، هذه الكتابات النبيلة هي أيضا عدوٌ لدود لمستحضرات ألفية التزمُّت، ومعلبات الطاقة المشبعة بالعنف، المشحونة بمتفجرات الإرهاب، لأن أباطرة الألفية أعادوا البشرية البدائية، إلى الشرانق القبلية، وإلى الإثنيات والمعتقدات، فالمجد في عالم اليوم، لمن يَتَّهمون، ويَسخرون، ويَشتمون،
من الكتابات المعرضة للزوال أيضا كلُّ الكتابات والمقالات والكتب الساخرة الغنية ببروتين التفاؤل، وبناء المستقبل، هذه الكتابات لا تجد إقبالا بسبب انتشار مرض الإحباط والتشفي، وما ينتج عن هذا المرض من فقدان شهية القراءة الباعثة على التفاؤل في المستقبل.
ومن الكتابات المنقرضة، كتابات الدراسات التاريخية، والاجتماعية، والبحوث العلمية، لأن دراسة تواريخ الأمم وإبداعاتها تدعو إلى تجنب أخطاء القدماء، لأن ألفيتنا الراهنة تُراهن على إدامة تكرار الأخطاء نفسها، لتبيع مستحضراتها!
نعم، المجد كل المجد في عالم اليوم، لمقاولي تفسير الأحلام والتنجيم، باعتبار أحلام المتخمين هي مستقبلهم المنشود!
نعم، العِزَّةُ، والثروة، لمن يكتبون عن نجوم الرياضات، ويكشفون ستر الفنانات، ويتاجرون بأشرطة فضائح السياسيين!
المجدُ كلُّ المجد لمقاولي فتح الشهوات، فهم اليوم أبرز نجوم الألفية الثالثة، لأنهم يحقنون البشر بجرعات من الإدمان اللذيذ، على الجنس، والطعام، فتزدهر تجارة توسيع الأمعاء، وبيع الدواء، وتزدهر سوق المنشطات الجنسية والعضلية!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد