تسعى اسرائيل الاستفادة من الانسحاب الامريكي من افغانستان وترسيخ نفسها كشرطي لمنطقة الشرق الاوسط وأنها الدولة الوحيدة التي بإمكان أميركا الاعتماد عليها.

في مقال للمحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، قال: إن إسرائيل لن تخون ولن تنهار، وإدارة الرئيس الامريكي جو بايدن تتعامل الآن بتشكك مع حلفاء قدامى مثل السعودية، قطر ومصر. ولديه انتقادات تجاه إسرائيل أيضا، لكن لا يوجد شريك له في المنطقة، قوي ومخلص، مثلها.

واضاف أن إسرائيل وحكومتها ستتأثر “بالانطواء الأميركي”،وأن هذه القضية ستخيم على اللقاء بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في البيت الأبيض، يوم الخميس المقبل.
محاولة اسرائيل تعزيز وترسيخ علاقتها ومكانتها مع الولايات المتحدة إذ أنها تتوقع انسحابا آخراً من العراق بعد انسحابها من شمال سورية.
اسرائيل اضافة الى انها شرطي المنطقة، هي امتداد للاستعمار الاستيطاني القديم الجديد والحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة، ومحددات السياسة الامريكية واضحة بشأن إسرائيل والحفاظ على مصالحها وبقائها، فهي ذخر استراتيجي لها.

رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت يأمل من ما جرى في افغانستان ستعزز مكانة إسرائيل وحكومته الهشة لدى الادارة الامريكية خاصة بعد هزيمة نتنياهو وعلاقته بالرئيس السابق دونالد ترامب.

وما يسعى اليه بينت خلال اللقاء المرتقب الخميس المقبل مع بايدن  هو تعزيز علاقته بالرئيس الامريكي ومساعدته ومنحه دعما دوليا والعمل ضد إيران وحثها على مواجهة ايران وادخالها ضمن اهتمام الادارة الامريكية.

لقاء بايدن- بينت سيتناول التهديد الإيراني، رغم أن الأخير يعلم أن القرار الأميركي بشأن نوقيع اتفاق نووي جديد متعلق بالأساس باستعداد إيراني وليس بتحفظات إسرائيلية.

المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، قال؛ أن الانطباع لدى مسؤولين إسرائيليين التقوا مؤخرا مع نظرائهم الأميركيين، هو أن إدارة بايدن تركز اهتمامها كله على ثلاث مهمات أساسية، هي كورونا وتغيير المناخ والصين. ولحظ أفغانستان السيء، التي تخلت عنها الولايات المتحدة، أنها لا يظهر في هذه القائمة القصيرة. وستحاول إسرائيل، ولن تنجح على ما يبدو، إدخال مهمة واحدة إلى هذه القائمة، تبدأ بالحرف I، إيران.

وسيبذل بينت جهدا من أجل أن يحشد على الأقل القوة الاقتصادية العظمى الأميركية ضد إيران. وأحداث الأسبوع الأخير ينبغي أن تكون درسا للذين يبنون القوة العسكرية الإسرائيلية والذين يمارسونها، كما قال  المحلل العسكري في القناة 13 التلفزيونية، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة “معاريف”، واضاف أن الانهيار الفوري للسلطة الأفغانية مقابل طالبان ينبغي أن يكون درسا لجميع مؤيدي فكرة “تدمير حكم حماس ” بيننا. وبإمكان الجيش الإسرائيلي أن يحتل غزة خلال بضعة أيام من دون صعوبة بالغة. وأن يديرها ويقيم فيها حكما يستند إلى حرابنا، لكن هذه ستكون مهمة مع أثمان شديدة وطويلة ومع احتمالات نجاح ضئيلة.

وحول افغانستان قال بن دافيد إلى أنه يترددون في إسرائيل حول ما إذا كانت المشاهد من أفغانستان هي دليل آخر على أن الولايات المتحدة لن تحرك ساكنا مقابل إيران القريبة من سلاح نووي، أم أن المس بصورة أميركا ستجعلهم يظهرون حزما أكثر. وجدير أن نتبنى الفرضية الأولى، أن هذه الإدارة سترتدع عن ممارسة القوة العسكرية، وأننا سنقف أمام مصيرنا لوحدنا ضد إيران، التي تقترب يوميا من كونها دولة عتبة نووية.

في المقابل تتوقع مصادر اسرائيلية أن بينت  سيتناول خلال لقاؤه مع بايدن القضية الفلسطينية، وسيحاول بينت تركيز النقاش على حلول عملية، وأن الفترة الحالية ليست ناضجة، سواء لدى الجانب الإسرائيلي أو الجانب الفلسطيني، لخطوات سياسية كبيرة. وبالإمكان تقديم تسهيلات وزيادة عدد العمال الفلسطينيين، وتنفيذ عدد من  الخطوات الميدانية الصغيرة والمدروسة. وستكون الرسالة بين السطور لبايدن أنه إذا أردت استمرار ولاية حكومة بينت لابيد لا تمارسوا ضغوطا علينا.

سواء انسحبت امريكا من افغانستان او العراق او اماكن اخرى، فهذا لا ينعكس على  اسرائيل والقضية الفلسطينية في المدى القريب سواء بعملية سلمية تحاول بعض الاطراف التسويق لها، او مقاومة فلسطينية محاصرة وشيطنته المقاومة وعدم الاستفادة من هبة القدس واثار العدوان الاسرائيلي العسكري على قطاع غزة، ومطلوب رأسها من امريكا وعدد ليس قليل من دول الاقليم. واستمرار الانقسام الفلسطيني وتضارب الرؤى والمصالح وعدم قدرة الفلسطينيين على تحديد اولوياتهم واعادة الاعتبار  لمؤسساتهم وأن الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال ويقود مقاومته حركة تحرر وطني.

وليس سلطات حاكمة تم اغراقها في تفاصيل الحياة اليومية وافقار الفلسطينيين وتقسيمهم مكانياً وجغرافياً.

وفي ظل السياسة الإسرائيلية القديمة الجديدة التنكر للحقوق الفلسطينية و ادارة الصراع وليس حله وترسيخ نفسها كنظام فصل عنصري واستكمال المشروع الصهيوني بتهويد القدس والصم الزاحف.  وان ما حدث في افغانستان فان اسرائيل ماضية في مشروعها وهي تتلقى الدعم الامريكي والاوروبي غير المشروط وان فشل هذا المعسكر في صناعة شعب وامة جديدة فشلت فشلا ذريعا حتى لو ان ما جرى في افغانستان بمفاوضات واتفاق امريكي مع طالبان.

التحرر من الاحتلال واقامة  دولة فلسطينية ليس بالتوسل وانتظار الوعود و فتح مسارات سياسية وهمية ودعم وتقوية السلطة في مواجهة ازمتها الاقتصادية، كل ذلك من أجل  الحفاظ عليها كراعي  للتنسيق والتعاون الامني كمصلحة اسرائيلية فضلى.

ينبغي أن يمنح الحدث الأفغاني الفلسطينيين القوة والاستمرار في مقاومة الاحتلال، وان عدالة القضية الفلسطينية هي الدافع لمواجهة نظام الفصل العنصري  الذي يتنكر  لحق الفلسطينيين وهو نظام  غير مستعد للتخلي عن طبيعته كنظام فصل عنصري او حتى عن دونم واحد أو ما يسمى بالبؤر الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد