جدل في الكويت بسبب تمثال "آلة الحب"!

تماثيل في أحد المحلات الكويتية

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، خبراً حول إزالة تمثال "الآلة فينوي" من أحد المحلات التجارية في مجمع 360، وحصل القرار على تباين في الآراء بين مؤيد ومعارض.

وكانت وزارة التجارة الكويتية قد قالت إن قرارها بشأن إزالة التمثال المنصوب في المحل التجاري ويطلق عليه “إله الحب”، كان استجابة لشكوى عدد من المواطنين، حيث شبهه بعضهم “بعصر الجاهلية حيث كانوا يعبدون الأصنام”.

ورأى البعض الآخر أن مثل هذا السلوك تشبه “بالغرب وطقوسهم التي لا علاقة لها بالدين والعقيدة الإسلامية”.

ومن بين الأصوات المرحبة، تغريدة للنائب الكويتي السابق محمد هايف المطيري قال فيها: "شكرا جزيلا للإخوة في الرقابة والتفتيش في وزارة التجارة وإن كان هذا واجبهم_ على إزالة هذه التماثيل التي يزعم بأنها إلهة للحب في تقليد أعمى وعمى بصيرة مع جشع تجاري لا يفرق بين الحلال والحرام".

بالمقابل، انتقد البعض الإجراء. ومن ذلك تعليق للإعلامي محمد السعيد قال فيه: "بيربيري ماركة عالمية، وجود التماثيل لا يعني المساس بالعقيدة الإسلامية هذا الكولكشن مالهم وهذي رمزيته، يا سيدي انت شكو؟ تلبس بيربيري؟ تدل 360؟ انا كمسلم اذا مريت بعبد إلهة الحب مثلا ولا بشك بديني؟ لاحول ولا قوة الا بالله".

ويُذكر أن تحدثت دار الأفتاء المصرية عن حكم اقتناء التماثيل، فتحرم صناعتها والتجارة فيها إذا كانت تامة الأجزاء الظاهرية ولم تكن هناك مصلحة تدعو إليها، وكانت من مادة تبقى مدة طويلة كالخشب والمعدن والحجر؛ لما رواه البخارى ومسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ قالَ " كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا- إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِنِّى إِنْسَانٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِى مِنْ صَنْعَةِ يَدِى، وَإِنِّى أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا-: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا، فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ كُلِّ شىء لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ، " وغير ذلك من الأحاديث التى تدل على حرمة التصوير.

وأشار الدكتور على جمعة أنه قد فسر جمهور الفقهاء الحديث بصناعة التماثيل كما هو مفهوم من سياقه، وكما تحرم صناعتها والتجارة فيها يحرم كذلك اتخاذها واقتناؤها؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ" متفق عليه، مضيفا: أنه إذا كان التمثال كاملًا لا نقص فيه، أما إذا كان غير مكتمل بحيث لا يمكن لصاحب الصورة أن يبقى على هيئتها حيًّا فإنه يكون جائزًا صناعةً وتجارةً واتخاذًا؛ لحديث أَبى هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أَتَانِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِى أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِى فِى الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ " رواه أبو داود والترمذى.

وأوضح أنه جاء فى حديث ابن عباس -رضى الله عنهما- موقوفًا ومرفوعًا عند البيهقى وغيره "الصُّورَةُ الرَّأْسُ؛ فَإِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ فَلَيْسَ بِصُورَةٍ "، وقد استثنى الفقهاء من حرمة التماثيل ما كان فيه مصلحة، كلعب الأطفال ووسائل الإيضاح فى التعليم؛ لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أقر وجود العرائس عند عائشة -رضى الله عنها-، وأجاز أصبغ بن الفرج من المالكية اتخاذ التماثيل إذا كانت من نحو حلوى أو عجين، على أن بعض العلماء يقصر الحرمة فى التماثيل على ما قصد به مضاهاة خلق الله وإن كان هذا قولًا مرجوحًا .

المصدر : روسيا اليوم

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد