اختتم برنامج تطوير قدرات الأكاديميات الفلسطينيات الذي ينفذه مركز الإعلام المجتمعي (CMC) بمشاركة 25 أكاديمية - عضوات الهيئة العامة لهيئة الأكاديميات الفلسطينيات(PAC)، ضمن مشروع (تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة في المؤسسات الأكاديمية – احترمها)بشراكة وتمويل مؤسسة هنيرش بل الألمانية.

ويهدف مشروع "احترمها" إلى تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة والمساواة الجندرية في المؤسسات الأكاديمية من خلال تمكين الأكاديميات والطالبات من الدفاع عن حقوقهن، ورفع وعي الطلبة والعاملين بحقوق المرأة، وذلك عبر تنفيذ عدّة أنشطة تدريبية للطلبة والأكاديميات، وإطلاق حملة إلكترونية لمناصرة حقوق ومطالب الأكاديميات، بالإضافة إلى تنفيذ سلسلة زيارات تعاونية وتنسيقية ميدانية مع الجامعات والأكاديميات، وكذلك عقد ورش توعية حول حقوق المرأة في كافة محافظات قطاع غزة .

وقالت مديرة مركز الإعلام المجتمعي، عندليب عدوان، حول تدريب الاكاديميات، أنه تم تنفيذه على مدار 3 شهور بواقع 50 ساعة تدريبية، ركزّت على تعزيز القاعدة المعرفية والمهارية التي تحتاجها الأكاديميات عند إطلاق "هيئة الأكاديميات الفلسطينيات - "PACبشكل مستقل عن "CMC" الذي كان قد عمل على تأسيسها قبل عام ضمن أنشطة مشروع سفراء من أجل حقوق المرأة في مرحلته الثانية، ويستكمل مأسستها هذا العام من خلال مشروع "احترمها".

فيما تضمن برنامج التدريب موضوعات الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، وحقوق المرأة في القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية، ومفهوم النوع الاجتماعي والعنف المبني عليه، وكذلك فن الاتكيت، ومهارات الاتصال والتفاوض، بالإضافة إلى الشبكات وبناء التحالفات، واعتمد برنامج تطوير قدرات الأكاديميات الفلسطينيات في تناول هذه الموضوعات على نهج التشاركية في تبادل المعلومات والمعرفة والخبرات مع الأكاديميات المشاركات.

ومن جهتها، أضافت الأكاديمية سجود المدهون، إحدى المشاركات في برنامج تطوير قدرات الأكاديميات، أن دمج الأكاديميات ذوات الإعاقة مع الأكاديميات بدون إعاقة في التدريب رفع من نوعية البرنامج إلى جانب نوعية الموضوعات التي تناولها، خاصة فيما يتعلق بالضغط والمناصرة، وكيفية حصول المرأة بشكل عام والأكاديميات تحديداً على حقوقهن في المجتمع الفلسطيني وفي المؤسسات الأكاديمية، وأشارت إلى أن التدريب ساهم أيضاً في تعزيز إيمان وقدرة الأكاديميات بدورهن الفعّال في المجال السياسي والمجتمعي الى جانب الدور الأكاديمي.

وفي سياق موازين كان قد عمل (CMC )على رفع وعي الطلبة بحقوق الأكاديميات والطالبات في المؤسسات الأكاديمية، من خلال تنفيذ مخيم تدريبي يستهدف 25 من طلبة وخريجي/ات كليات الإعلام والحقوق، وتطوير وبناء قدراتهم ومعارفهم حول النوع الاجتماعي والمساواة الجندرية، وحقوق المرأة في القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية، مهارات التواصل الفعّال ومخاطبة الجمهور، مهارات تدريب مدربين (TOT)، وصناعة المحتوى الرقمي.

ويجري حالياً تنفيذ 10 ورش عمل للتوعية حول (حقوق المرأة في القوانين الفلسطينية9 يقوم بها المشاركون/ات في المخيم التدريبي، تستهدف 300 من أقرانهم من طلبة وخريجي/ات الجامعات، إلى جانب إطلاق حملة إلكترونية على وسم "احترمها" لمناصرة حقوق المرأة في المؤسسات الأكاديمية والتوعية بها، قام بإنتاج محتواها أيضاّ المشاركون/ات في مخيم احترمها، وشارك فيها 35 من الشباب المستفيدين/ات من برامج ومشاريع مركز الإعلام المجتمعي.

وبالعودة لهيئة الأكاديميات الفلسطينيات عقد (CMC )بالتعاون مع الهيئة سلسلة زيارات لخمس جامعات بهدف تعريف رئاسات الجامعات والهيئات الإدارية العليا بهيئة الأكاديميات الفلسطينيات (PAC)، والاتفاق على توقيع اتفاقيات تفاهم معهم، حيث شملت الزيارات جامعة الأقصى، جامعة فلسطين، جامعة غزة، وجامعة الإسراء، ويجري التحضير لاستكمالها في الأيام القادمة.

ويعقد أيضاً لقاءات ميدانية مع 70 أكاديمية بهدف تعريفهن بفكرة وغرض تأسيس هيئة الأكاديميات الفلسطينيات وأهمية الانتساب لها كجسم وحدوي مستقل سيعمل على تحسين واقع الأكاديميات الفلسطينيات ومواجهة التحديات في حصولهن على حقوقهن وفق ما أثبتته دارسة سابقة أصدرها مركز الإعلام المجتمعي حول واقع الأكاديميات الفلسطينيات في المؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة بيّنت الفجوات بين حقوق الأكاديميات في القانون وبين واقعهن في المؤسسات الأكاديمية، والحاجة الملحة للعمل على تمكينهن وإنصافهن.

ونوّهت عدوان إلى أنه خلال المرحلة الحالية يجري إصدار الخطة الاستراتيجية لثلاث سنوات قادمة لهيئة الأكاديميات الفلسطينيات(PAC) ، وسيتم عقد احتفالية رسمية لإطلاقها وتوقيع مذكرات التفاهم المتفق عليها مع الجامعات.

وقالت صابرين أبو الكاس في نهاية التدريب: " أستحضر كلمات الكاتب أنيس منصور، كلما عرفت، عرفت أنني لا أعرف، وبرنامج تطوير قدرات الأكاديميات الفلسطينيات منحني المعرفة والمهارة في مجالات نوعية وجديدة بالنسبة لي خاصة في موضوع التخطيط الاستراتيجي، وبناء الشبكات، ومهارات التفاوض والاتصال، وفي مسار موازي مثّل لي التدريب المكان الأنسب لتطبيق مهارات الاتصال والتواصل من خلال توفير بيئة ملائمة تجمع عدد من الأكاديميات الفلسطينيات نُعزز فيها علاقاتنا ونتشارك المعرفة والخبرة" .

و الجدير بالذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.

المصدر : وكالة سوا