صور..الكرفانات.."أفران طهي" تحاصرها الأفاعي والفئران
غزة / خاص سوا/ يبحث النازح محمد أبو ريدة في كل صباح عن أفاعي أو فئران بالقرب من منزله المتنقل "الكرفان" الذي يقطن فيه بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزله في الحرب الأخيرة ببلدة خزاعة جنوب قطاع غزة.
ويتخوف أبو ريدة على عائلته وأطفاله من الأفاعي والفئران التي تتخذ ركام المنازل القريب من "كرفانه" جحوراً لها، ناهيك عن انتشار الكلاب الضّالة بصورة كبيرة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
ويقول النازح أبو ريدة لـ(سوا) "خائفون على حياتنا وحياة أطفالنا، فلم يتبقى لنا شيء نخسره غيرهم بعد أن فقدنا منازلنا وأراضينا بالحرب الأخيرة، والجميع شهد على المجازر وحجم الدمار الذي تعرضت له خزاعة".
ومع دخول فصل الصيف وارتفاع حرارة الجو، تتحول الكرفانات الحديدية إلى "أفران طهي" كما وصفها أبو ريدة، مضيفاً " عند الظهيرة لا نستطيع البقاء داخلها بسبب ارتفاع الحرارة وما زال الصيف في بدايته".
ويطالب أبو ريدة بضرورة الإسراع بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال حتى يستطيعون العيش بشكل طبيعي كباقي البشر.
أما النازح فرج النجار يراقب أطفاله بين الحين والآخر وهم يلعبون بالقرب من الركام في محيط منطقة الكرفانات خوفاً عليهم من الأفاعي.
ويقول النجار لـ(سوا) "يجب إزالة الركام لأنه السبب في ظهور الأفاعي والفئران التي تسكن فيه".
ودعا النازح النجار إلى الاسراع في الاعمار حتى يعيشون بأمان وأولادهم والعمل على إنهاء معاناتهم المستمرة لشهور منذ انتهاء الحرب.
أما النازح فريد أبو طعيمة فظن أن فصل الصيف سيخفف من معاناتهم في الكرفانات، لكنه زاد من الطين "بِلة" بعد أن بدأت الأفاعي والفئران والحشرات الضارة بالانتشار خاصة أنهم يقطنون في منطقة زراعية يحيطها الركام.
ويقول أبو طعيمة لـ(سوا) في فصل الشتاء كنا خائفين على أطفالنا من البرد القارص ومن التماس الكهربائي، والآن خائفين عليهم من الكلاب الضالة والثعابين ولك نعد نتحمل هذه المعيشة المحفوفة بالمخاطر.
وناشد النازح أبو طعيمة المسؤولين بضرورة إنهاء معاناة سكان الكرفانات، وصرف بدلات ايجار لهم والاسراع في اعادة اعمار منازلهم.
وما زالت معاناة النازحين بشكل عام وسكان الكرفانات بشكل خاص مستمرة في ظل بطء تحرك عجلة اعادة اعمار ما دمره الاحتلال في حربه الاخيرة على غزة، وتوالي التصريحات التي تشير إلى أن قضية إعادة إعمار بدأت تتلاشى رويداً رويداً، وسط تحذيرات من انفجار وشيك قد يحدث في غزة جراء تأخر الاعمار.