في ظل تراجع القراءة في الوطن العربي

الخضر.. بقايا الآثار عندما تتحول إلى غذاءٍ للعقل والروح !

الخضر.. بقايا الآثار عندما تتحول إلى غذاءٍ للعقل والروح !

غـزة_ سلمي صلاح الدين:

أعربت مسئولة مكتب الخضر التابعة لجمعية نوى للثقافة والفنون تهاني دلول عن سعادتها بالإنجازات التي حققتها المكتبة خلال خمسة أعوام من العمل الدؤوب مع الأطفال.

وقالت دلول: "هناك زيادة ملحوظة في الإقبال على القراءة، واستعارة الكتب، وهذا ينعكس على ثقة الأطفال بأنفسهم"، موضحةً:" في البداية يكون الأطفال خجولين ثم مع مرور الوقت ينمو الشغف والحب لدى الأطفال للإقبال على القراءة والاستعارة".

إن نسبة القراءة في المجتمع العربي تشهد تراجعًا ملحوظًا، فقد جاء “تقرير التنمية البشرية”، الذي نشرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” عام 2003، أن كل 80 شخصاً عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة.

وعن هذا أضافت دلول:" "ندرك حجم التراجع في إقبال المواطن العربي على القراءة، لذلك نسعى لغرس هذه المهارة في الأطفال، من خلال التشجيع المستمر عبر اختيار بطلاً للقراءة، وصديقًا للمكتبة، ناهيك عن الرحلات الميدانية".

لقد أُسست مكتبة الخضر في العام 2016 في حي شعبي وسط مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة ، لم يبدأ بُناها من الصفر فقد أقيمت في موقع الخضر الأثري بالمكان، بعد ترميمه بإشراف وتعاون مشترك ما بين جمعيّة نوى للثقافة والفنون ومركز عمارة التراث – إيوان، بمساعدة وزارة السياحة والآثار، وبتمويل من منظّمة اليونسكو، بلغ 77 ألف دولار.

كان موقع الخضر سابقًا مجرد مكانٍ مهجور، تعج به الزواحف والقوارض، لم يعره أحدًا اهتماما، ثم صار الآن كما تتحدث عنه دلول: "المكتبة اليوم خيار مشرق، وفرصة رابحة للأطفال وسط قطاع غزة الذي يعج بالفقر وضيق الحال وحتى ندرة الأماكن الترفيهية. لقد عرف الأطفال مفهومًا للقراءة غير القراءة المدرسية، وصاروا شغوفين بالكتب".

الخضر التي تحتوي 5300 كتاب، ليست مكانًا محببًا للأطفال فقط، فالأهالي يحبونها أيضًا ويدفعون أطفالهم لارتيادها: "الأهل يستمتعون بمجيء أطفالهم إلى المكتبة للقراءة والتعلم، ليس هناك عائق مادي ولا رسوم لدفعه، كل ما تحتاجه هو وقت كافي وذهن صافي".

دلول لفتت إلى أن طاقم عمل الخضر يولي اهتمامًا بالغًا بـ 1440 طفلاً، وأنه "عند دخول الطفل المكتبة تُسجل نقاط ضعفه بموضوع القراءة وتُعالج بكل الطرق الممكنة".

وعن دوافع قدوم الأطفال إلى الخضر فلخصتها دلول في عدة أمور: شعور الأطفال بالراحة والأمان والاحترام، والأنشطة الكثيرة والمتنوعة التي تقدم لأعداد كبيرة منهم، وتنوع الكتب، وإمكانية استعارتها، والشعور بالقرب النفسي مع المسئولين وأمناء المكتبة.

كما أوضحت أن المكتبة تطمح إلى ربط الطفل بهويته الفلسطينية، وتوصيل فكرة أن هذا المكان آمن منتظم يقدم لك الاهتمام والرعاية.

وعن تجربتها كمسئولة للمكتبة قالت دلول: "وجدت نفسي في العمل بمكتبة الخضر أحب الأطفال و أحب القراءة منذ أن كنت صغيرة".

ووجهت دلول نصيحة للأهالي وأولياء الأمور بضرورة بذل جهد كبير لترسيخ عادة القراءة عند الأطفال، من خلال تبنيها كعادة للكبار أولاً، ونقاش الأبناء فيما يقرأون.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد