كيف ستتعامل حكومة "نتنياهو" مع السلطة وقطاع غزة؟
غزة / خاص سوا/ أجمع محللون فلسطينيون على أن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة " بنيامين نتنياهو " تعد أسوأ من الحكومات الإسرائيلية السابقة في تعاملها مع الملفات الفلسطينية، لا سيما مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية والتعامل مع قطاع غزة والحصار المفروض عليه منذ سنوات طويلة.
وجاءت تصريحات نتنياهو في آخر اجتماع لحكومته السابقة صباح أمس الأحد، لتؤكد ما ذهب إليه أولئك المحللون، حيث قال نتنياهو "قمنا بمحاولة أخرى لدفع التسوية مع الفلسطينيين، غير أن الرئيس عباس ترك المفاوضات عندما اقتضت الضرورة صنع قرارات صعبة، ودخل في تحالف مع حماس ".
وأوضح رئيس وزراء حكومة الاحتلال أن من بين الصعوبات التي واجهة حكومته السابقة، استهداف حركة حماس لإسرائيل استراتيجياً جنوب البلاد، مشيراً إلى تأهبه لأي تطور محتمل انطلاقاً من هذه الجبهة.
أسوء تشكيل
المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي "حسن عبده" رأى أن التشكيل الحكومي الإسرائيلي الجديد أسوء تشكيل حكومي وسيغلق أي أفق للتسوية مع السلطة الفلسطينية، خاصةً وأن نتنياهو أكد خلال حملته الانتخابية أنه لا لحل الدولتين.
ولفت عبده في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم، إلى أن المأزق الذي تعيشه حكومة الاحتلال الجديدة يتمثل في حالة التوتر التي تعيشها في علاقاتها مع الدول الكبرى لا سيما أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا، وهو ما لم تألفه أي حكومة إسرائيلية منذ انشاء دولة إسرائيل.
وأوضح أن ذلك قد يسهل على السلطة الفلسطينية في تحميل الدول الغربية جميع الأطراف مسئولية فشل التسوية وليس للطرف الفلسطيني بمفرده كمان كانت تحاول أن تلمز بذلك بعض الدول الغربية في كل فشل لمفاوضات التسوية، مشيراً في الوقت نفسه أنه لا يوجد أمام السلطة إلا حالة الانتظار أو التحرك في المؤسسات الدولية التي من الصعب أن تنصف الفلسطينيين.
أما في الأوضاع مع قطاع غزة فتوقع عبده، أن يكون هناك رغبة إسرائيلية للتصعيد مع قطاع غزة بسبب بعض الوزراء الحاليين والذين شجعوا وطالبوا بقوة احتلال قطاع غزة خلال العدوان الأخير وتحديداً "نفتالي بينيت".
مأزق كبير
من جانبه، بين المختص في الشأن الإسرائيلي "محمد مصلح" مع سابقه في أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعيش في مأزق كبير لا سيما بعد توقف عملية التسوية وتصاعد وتيرة المخاطر التي تحدق بإسرائيل من جميع الجبهات خلال السنوات الأخيرة.
واعتبر في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية، أن نتنياهو الآن أمام خيارين في علاقاته الدولية، إما أن التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أو إبقاء كل شيء على مكانه، مستدركاً "إلا أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بالدعم السياسي والعسكري تجاه إسرائيل".
وأشار إلى أن موقف السلطة الفلسطينية هو موقف جيد بالنظر إلى ما أعلنته من أنها ستعود للمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية في حال جمدت الأخيرة البناء في المستوطنات، مستبعداً في الوقت ذاته أن تذهب السلطة بعيداً في ملاحقة إسرائيل.
ضغط لرفع الحصار
أما فيما يتعلق بقطاع غزة، فأوضح مصلح أن هناك بعض رجال الأمن الإسرائيليين يقولون أن أمريكا تضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة مقابل هدنة طويلة كلا الطرفين بحاجة إليها.
وشدد على أن إسرائيل فعلياً ليس لديها تكتيك واضح تجاه قطاع غزة، حيث أن الأمر يبقى مرتبطاً بموقف المقاومة التي إن التزمت بالتهدئة فإن إسرائيل لن تقوم بأي عدوان، وإن حدثت بعض المناوشات هناك وهناك فسرعان من ستهدأ.