"الدلو" يتحدى الإعاقة ويطمح للعالمية
بإمكانياته البسيطة وبعزيمته وإرادته القوية، استطاع أن يتحدى إعاقته التي لازمته منذ ولادته؛ ليغير مجرى حياته بأفكاره وجمال خطوطه الفنية، التي كانت أكبر من مساحة جسده الصغيرة.
الشاب الفلسطيني محمد الدلو من سكان مدينة غزة والذي يعاني من ضمور كامل في العضلات، جعله عبارة عن كومة من العظام التي تنبض إبداعاً وتميزاً، فنان أقعده المرض وانتصر عليه بفن "الأنمي".
ليكون فناناً بريشة وقلم رصاص، وعقل يتفتق إبداعاً، وأفكاره تنتفع منها كبرى شركات القطاع الخاص في مجال الدعاية والإعلان.
لم يدع الإعاقة تأثر على حياته، بل جعلها طريقًا للتحدي وتحقيق الأمنيات، لم يستسلم وقام بتحويل معاناته الى تحدٍ كبير حيث أثبت أن الإعاقة ليست معيقة لا للطموح ولا للأحلام.
ويقول الدلو: "بعد أن تركت الدراسة بسبب إعاقتي والمرض وأنا أقوم بتنمية موهبتي في الرسم فكانت الطريق الأمثل، فبدأت مسيرتي في الفن التشكيلي وفن الأنمي منذ ذلك الوقت".
ويعرف الإنمي بأنه من الفنون اليابانية، التي اكتسبت شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد ترجمة هذه البرامج إلى عدة لغاتٍ، وتعني كلمة أنمي في اللغة الإنجليزية الحركة أو الشيء المتحرك، وقد تم إنتاج أقدم عرض للإنمي في عام 1917م، على شكل فيلم كرتوني مدته دقيقتان.
وأوضح الدلو أنه شارك بالعديد من المعارض داخل فلسطين وخارجها، وذكر الدلو: "أقمت معرضين شخصيين في غزة الأول عام 2015 بعنوان الأنمي حياتي وكان يضم 100 عمل فني باستخدام أسلوب فن الأنميشين ولاقى استحسانا كبيرا من الزوار ما شجعني على بذل المزيد من الطاقة الإبداعية وتطوير اسلوبي ومهارتي بالرسم".
وأضاف: "المعرض الثاني عام 2017 بعنوان أمنياتي وكان يضم 80 عملا فنيا بعدة أساليب منها الفن التعبيري وفن الماندالا وفن الأنمي وكانت جميع الرسومات باستخدام أسلوب الرسم الديجيتال "الرقمي" باستخدام موبايل نوت5، وقد لاقى أيضا استحسانا كبيرا من الزوار وذكر أن الهدف الأسمى منه هو تشجيع ذوي الاعاقة على الخروج للعالم والتطوير من مواهبهم، حيث استخدم الدلو بعضا من رسومات ديزني الشهيرة ومزج فيها جانبا من جوانب الإعاقة ليثبت أنها لا تمنعه من التميز".
وبين الدلو :" شاركت في مسابقة الشمري الإلكترونية وحصدت على المركز الاول متغلبا على أكثر من 100 منافس من 20 دولة حول العالم، وايضا شاركت بمسابقة أفضل صانع محتوى على منصة تويتر في قطاع غزة وقد حصدت على المركز الأول، ومازلت أسعى جاهدا لإثبات نفسي وحقي وحق ذوي الإعاقة بأهمية وجودهم بالمجتمع وأن ذا الإعاقة قادر على أن يكون شخصا فعالا منتجا في المجتمع مهما كانت الصعوبات".
وصرّح الدلو عن مشروعه الخاص به أن:" في عام 2020 بدأت أبحث عن ما يمكن أن يكون مصدر دخل دائم لي ففكرت في أن أكون صاحب براند ملابس وهو من خلال طباعة رسوماتي على هودي وتيشيرتات شبابية وكل رسمة تحمل في جعبتها قصة وتكون قد صنعت بحب بأنامل فلسطينية غزية، وقد أطلقت المشروع باسم Dalo Style على منصات التواصل الاجتماعي على أن تكون 10% من قيمة الأرباح تذهب للأسر الفقيرة وأيضا لدعم ذوي الإعاقة في المجتمع، والمشروع الآن يعمل في الأردن وفي قطاع غزة ومتطلع لأن يصل لكافة العالم".
وتابع الدلو:" أسعى دائما لنشر ثقافة الاختلاف وأن أكون ملهما، لا أجد طريقة مُثلى لزيادة الإلهام في هذا العالم، سوى ممارسته بكل أشكاله، وصناعته. وتابع أن الرسم حلمه منذ الصغر منذ اكتشافه لموهبته، مؤكدا أن الانمي حافز كبير بالنسبة له كلما شعر باليأس أو الإحباط".
ويتمنى الفنان الدلو، أن يجد من يحتضن موهبته من أجل تطوير فن الأنمي، متأملاً أن يحظى هو وأمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة بالاهتمام والدعم من الجهات الرسمية وغير الرسمية.
وقال: "الإنسان مهما كانت ظروفه فهو قادر على أن يغير صعوبة الوضع الذي يمر به، فكثير من العبارات الجميلة أكتبها وأضعها في ذهني وأسير عليها تمثلت: بكرة أحلى، ....حياتك صنع أفكار".
ولفت، إلى أن قطاع غزة يحمل الكثير من المبدعين، لكنهم بحاجة لمن يحتضنهم ويشجعهم على أن تظهر أعمالهم للآخرين".
تقرير: عبد الرحمن إسماعيل مطر