شاهد: متى يبدأ الثلث الاخير من الليل في يوم عرفة
أنَّ أفضل الدعاءِ هو دعاءُ يوم عرفة، حيث قال رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أن : (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ) فينبغي للمسلم أن يكثر في هذا اليوم المبارك من الدعاء، فيدعو الله -تعالى- بالمأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويستحب أن يدعو لنفسه ولأهله، ولقضاء حوائجه، وللمسلمين الأحياء منهم، والأموات.
ومن أفضل الأوقات في الدعاء والتوجه الى الله هو الثلث الأخير من الليل، وبما أن يوم عرفة هو يوم عظيم أمرنا الله فيه بالدعاء والتقرب الى الله، ويعرف أول الليل وآخره بحسبة مختلفة في كل زمان، فإذا كان الليل تسع ساعات كان أول وقت النزول أول الساعة السابعة إلى طلوع الفجر، وإذا كان الليل اثنتي عشرة ساعة كان أول الثلث الأخير أول الساعة التاسعة إلى طلوع الفجر وهكذا بحسب طول الليل وقصره في كل مكان.
وهنا يجب على المسلم ترقب هذه الأوقات المستحبة في الدعاء لما لها أهمية في مدى الاستجابة من الله عز وجل، هنا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين أن لا يقنطوا من رحمة الله وأن يلحوا في دعائهم الى الله لأنه عز وجل أقرب الى العبد من حبل الوريد.
ونبه مجمع البحوث بالأزهر أن الْعَشْر الأُوَل من ذي الحجة أيام مباركات، لها فضل عظيم، ففيها تَكْثُرُ الخيرات، وتتضاعف الحسنات، ويستحب فيها الإكثار من الطاعات، وأقسم ربنا بها في كتابه؛ وذلك لعظم شأنها، وتنويهًا لفضلها؛ لأنه لا يقسم إلا بشيء عظيم، فقال- عز وجل -: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2].
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف أن أيام عشر ذي الحجة، أيام عظيمة، أقسم الله -عز وجل- بها في قرآنه، فقال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2].
وأفاد "مركز الأزهر" عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين فضلها بقوله: "مَا مِنْ أَيَّامٍ، الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ"، يَعْنِي الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"، [أخرجه ابن ماجه].
ووجه الأزهر العالمي للفتوى: "هيا بنا نُري الله من أنفسنا خيرًا، و نتعرض لنفحاته بفعل الصالحات في هذه العشر الفاضلة؛ فهي أفضل أيام الدنيا".
وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي - صلى الله عليه وسلم- بين لنا فضل العشر الأوائل من ذي الحجة فقال- عليه الصلاة والسلام-: "إن في أيام ربكم نفحات فتعرضوا لنفحات الله".
وأفاد "جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أننا في أيام عبادة و ذكر و فرحة ووحدة، وهي أيامٌ يعتز بها المسلم فهي من أيام الله، نفحات جعل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صيام يومٍ من أيام التسع الأوائل من ذي الحجة كصيام سنة، وجعل فيها قيام ليله كقيام ليلة القدر حثًّا للأمة، ليلة القدر ليس هناك أفضل منها، لكنه يريد أن يُحثك على قيام تلك الليالي العشر حتى ليلة العيد.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أوصانا بوظائف عدة في تلك الأيام نتعرض لها، حتى نتعرض لنفحات الله -سبحانه وتعالى- منها: "صيام التسع منها ، كثرة الذكر ، وتلاوة القرآن ، والتهليل والتكبير والتحميد، والصدقة، فإن العمل فيها أعظم من الجهاد في سبيل الله".
وتابع المفتي السابق: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- : "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ". -يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : "وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَىْءٍ"، [مسند أحمد] .
واستشهد أيضًا بما روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ : "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ"، [مسند أحمد].