بعد 15 عام من إنتهائها

كيف تنظر اسرائيل إلى حرب لبنان الثانية 2006 والأخطاء العسكرية فيها؟

دبابة للجيش الاسرائيلي خلال حرب لبنان 2006

في يوم من أيام الصيف عام 2006، جرّت منظمة "حزب الله" اللبنانية إسرائيل الى حملة عسكرية دامت 34 يوماً من القصف العنيف المتبادل أدت لمقتل 163 إسرائيلي من بينهم 121 جندي وسقوط 4000 ألاف صاروخ، بعد عمليّة نفذها الحزب اللبناني واختطف فيها جنود لمبادلتهم بأسرى محتجزين لدى إسرائيل.

ووفق موقع "واللا" الذي عقد تقريراً مطولاً حول العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان، فقد قررت القيادة العسكرية الإسرائيلية في تمام الساعة 10:30 مساءً وفي نفس اليوم الذي قام فيه حزب الله باختطاف وقتل جنود إسرائيليون على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في عملية أسماها " الوعد الصادق " بتاريخ 12 تموز 2006، قررت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع الرد بهجوم عسكري عنيف وقوي.

كشف تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب عن وجود تحذير عام وغير محدد حول إمكانية اختطاف جنود على الحدود اللبنانية على يد حزب الله، لكن الجيش فشل في اقناع أصحاب القرار باتخاذ القرار المناسب.

حيث أبلغ الجيش كل من رئيس الوزراء ووزير الأمن ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بمحاولات حزب الله العمل على تنفيذ عمليات اختطاف وأسر جنود إسرائيليين، وأن الحزب يعمل على شيء ما يُخفيه.

ومن ضمن الأمور التي جعلت أصحاب القرار يقعون في التخبط أنداك ، هو رفض مطالب ونداءات قائد فرقة الجليل الجنرال غال هيرش ، لإضافة تعزيزات إضافية على طول الحدود مع لبنان خوفاً من الاختطاف.

وبعد أيام قليلة من خفض حالة التأهب على الحدود ، تم الاختطاف ، وبعد أشهر ، تم اكتشاف أكياس تحتوي على أسلحة استخدمها عناصر حزب الله الذين تمركزوا على ما يبدو لغرض الاختطاف، وتُشير حجم الأسلحة إلى حجم الفجوة الاستخباراتية والثغرات على الحدود.

لم تجتمع هيئة الأركان الاسرائيلية مرة واحدة طوال فترة الحرب، ورأى مسؤولون كبار أنهم لم يتعرضوا للصورة الاستخباراتية الكاملة وأن السلوك العسكري للقيادة العليا تسبب في فقدان المعلومات الاستخبارية اللازمة للدخول في العمق اللبناني ، و بعد عام ونصف من الحرب ، وقعت وزارة الخارجية والجيش الإسرائيلي على وثيقة من شأنها أن تلزم وزارة الأمن الإسرائيلية بتزويد وزارة الخارجية بالمعلومات الاستخبارية الأولية المتعلقة بالبحوث و تحليل الواقع أول بأول.

لكن الإنجاز الاستخباري الذي تفتخر فيه إسرائيل طوال الحرب ، هو تدميرها ل100 موقع تابع لحزب الله خلال 34 دقيقة واقتحام عدد من منازل عناصر الحزب في الجنوب اللبناني ، والاستيلاء على صواريخ "فجر"، والتي اعتبرها نصر الله سلاحا استراتيجيا وتهديدا كبيرا جدا لإسرائيل.

أحد الأمور الهامة التي قللت من شأنها القيادة العسكرية الإسرائيلية ، هي أن حزب الله يمتلك القلة القليلة من صواريخ "الكورنيت" ، ولكنهم تفاجأوا بامتلاكها بشكل كبير لدى الحزب اللبناني ، وأن 27 من قتلى الجنود الإسرائيليين ، قُتلوا بصواريخ الكورنيت ، فيما عُرف بعملية مجزرة دبابات الميركافا.

وأوضح الموقع العبري"واللا" أن الأمر الأكثر خسارة ، هو إلقاء 23 طن من المتفجرات على مخبأ في منطقة برج البراجنة يُعتقد بأن حسن نصر الله زعيم حزب الله موجود فيه

وبين أن أكثر المعلومات الاستخبارية والتي كانت غائبة تماماً عن القيادة العسكرية الإسرائيلية ، هي أن حزب الله يمتلك صواريخ ضد السفن الحربية الإسرائيلية ، ففي 14 يوليو من مساء السبت ، أعلن حسن نصرالله عبر محطة التلفزيون "المنار" أن سفينة حربية تابعة للبحرية الإسرائيلية تحترق قبالة سواحل بيروت.

في بداية الأمر ، نفى الجيش الإسرائيلي التفاصيل ، لكنه اعترف بعد ساعات قليلة بأن صاروخاً أطلق من الساحل في لبنان وأصاب المدمرة الإسرائيلية قبالة سواحل بيروت وفقدان 4 من طاقمها، تم تحديد مقتلهم لاحقاً.

وبين "واللا" أن هذه تُعد ثاني سفينة إسرائيلية تتعرض لصواريخ من "أعداء إسرائيل" ، حيث كانت السفينة الأولى "إيلات" تعرضت لعملية اغراق على يد الجيش المصري عام 1967.

ولم يكن يعلم الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله يمتلك صواريخ ضد السفن مثل صواريخ سي 802.

ومن ضمن المعلومات الاستخبارية التي غابت عن الجيش ، هي تجهيز حزب الله للمناطق التي انسحب الجيش الإسرائيلي منها عام 2000 ، كساحة معركة مستقبلية قادمة ، وهو ما ظهر في معركة بنت جبيل وما لحق الجيش من خسائر ، بسبب عدم تحديثه لخرائط الأهداف .

المصدر : وكالة سوا - ترجمة خاصة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد