شاهد: هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة في عيد الأضحى - إسلام ويب

الاضحية - صورة توضيحية

تكثر أسئلة الناس مع قرب مواسم العبادات والمناسبات الإسلامية حيث يتساءل المسلم دوما عن أمور تتعلق بما عليهم من قضاء حوائج وحجج وعبادات وسنن مؤكدة يتوجب على المسلمين القيام بها، ومع دخولنا في شهر ذي الحجة واقتراب أيام عيد الأضحى المبارك والتي سن فيه رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم الأضحية وذلك للتقرب الى الله عز وجل.

ويكثر السؤال هنا عما إذا كان الجمع بين الأضحية والعقيقة جائزا أم لا؟ فقد اختلف العلماء هنا باختلاف مذاهبهم حول هذا الأمر وتجمعت محاور اختلافهم حول مقولتين في هذا الأمر، حيث أن القول الأول أكد على أن الأضحية لا تجزئ عن العقيقة وهو قول مذهب المالكية والشافعية وذلك في رواية عن الإمام أحمد رحمهم الله، وحجة أصحاب هذا القول تكمن في أن كل منهما أي العقيقة والأضحية مقصود لذاته فلم تجزئ احداهما عن الأخرى ولأن كل واحدة منهما لسبب مختلف عن الأخر فلا تقوم احداهما عن الأخرى و قال الهيتمي رحمه الله في "تحفة المحتاج شرح المنهاج" ، " وَظَاهِرُ كَلَامِ َالْأَصْحَابِ أَنَّهُ لَوْ نَوَى بِشَاةٍ الْأُضْحِيَّةَ وَالْعَقِيقَةَ لَمْ تَحْصُلْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ; لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا سُنَّةٌ مَقْصُودَةٌ ".

وقال الحطاب رحمه الله في "مواهب الجليل" ، "إِنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ أَوْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً ، فَقَالَ فِي الذَّخِيرَةِ : قَالَ صَاحِبُ الْقَبَسِ : قَالَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْفِهْرِيُّ إذَا ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ لَا يُجْزِيهِ ، وَإِنْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً أَجْزَأَهُ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمَقْصُودَ فِي الْأَوَّلَيْنِ إرَاقَةُ الدَّمِ ، وَإِرَاقَتُهُ لَا تُجْزِئُ عَنْ إرَاقَتَيْنِ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ الْوَلِيمَةِ الْإِطْعَامُ ، وَهُوَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلْإِرَاقَةِ ، فَأَمْكَنَ الْجَمْعُ.

أما القول الثاني فيقول عكس ذلك تماما حيث ينص على أن الأضحية تجزئ عن العقيقة وهو في رواية عن الإمام أحمد

وهو مذهب الأحناف وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة رحمهم الله، وحجة أصحاب هذ القول أن المقصود منهما التقرب الى الله بالذبح فدخلت احداهما في الأخرى كما تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد، وروى ابن أبي شيبة رحمه الله في "المصنف" : عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إذَا ضَحُّوا عَنْ الْغُلَامِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنْ الْعَقِيقَةِ".وقال البهوتي رحمه الله في "شرح منتهى الإرادات"، " وَإِنْ اتَّفَقَ وَقْتُ عَقِيقَةٍ وَأُضْحِيَّةٍ ، بِأَنْ يَكُونَ السَّابِعُ أَوْ نَحْوُهُ مِنْ أَيَّامِ النَّحْرِ ، فَعَقَّ أَجْزَأَ عَنْ أُضْحِيَّةٍ ، أَوْ ضَحَّى أَجْزَأَ عَنْ الْأُخْرَى ، كَمَا لَوْ اتَّفَقَ يَوْمُ عِيدٍ وَجُمُعَةٍ فَاغْتَسَلَ لِأَحَدِهِمَا ، وَكَذَا ذَبْحُ مُتَمَتِّعٍ أَوْ قَارِنٍ شَاةً يَوْمَ النَّحْرِ ، فَتُجْزِئُ عَنْ الْهَدْيِ الْوَاجِبِ وَعَنْ الْأُضْحِيَّةَ ".

ويجمع العلماء أيضا على أن الولد أو البنت بإمكانهم ولو بعد عمر طويل أن يعقوا عن أنفسهم وذلك بشراء كبش وذبحه للأنثى وكبشين للذكر كما ورد في سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.

ويجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة في بقرة أو بدنة على ألا يقل نصيب كل واحدة منهما عن سبع الذبيحة ولا مانع لمن لا يملك ثمن العقيقة والأضحية معا أن يجمع بينهما بنية واحدة ان وافق وقت العقيقة الأضحية، وعليه يمكن العمل بهذا القول تخفيفا لمن لم يملك ثمن العقيقة والأضحية معا، ولا يريد أن يقصر فيما شرعت الشريعة من النسك.


 

WhatsApp Image 2021-07-13 at 11.03.02 AM (15).jpeg

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد